القضايا النسوية التي ناقشتها الدراما المصرية
✍رؤية وائل
إن الدراما المصرية تستطيع أن تغير شكل الواقع وتقلب الحياة رأسا على عقب ببساطة، فمنذ التسعينات حتى الآن وموضع المرأة في الدراما المصرية يثير النقاش والجدل، قد تسلط الضوء على المرأة في الدراما المصريه والسينما من حيث ظهرت المرأة في أعمال هامة لتلقي الضوء على المشاكل التي تواجهها ودورها الوطني، ومشاركتها الإجتماعية، والسياسية.
ولكن هذه لم تكن النهاية، بل ظهرت المرأه الآن في أعمال شوهت صورتها مثل مشاهد وادوار الإغراء، وتحقيق الشهوات، وسرقة الرجل من أهله والخيانة وغيرها؟ لم تترك الدراما المصرية شيء إلا واستغلته حتى المرأة.
هل أنتِ مستعدة لنذهب في رحلة مع أدوار المرأة في الدراما المصريه والسينما عبر حقب الأزمنة المختلفة؟
دعينا نبدأ بفترة الستينات، كانت فترة مليئة بالثورات؛ لذلك كانت أغلب أفلامها تاريخية،ط وحربية، فظهرت أفلام سينمائية كثيرة تتحدث عن ثورة 1919، فكان هناك فيلم “مصطفى كامل” و”بين القصرين” و”سيد درويش”.
وكانت ثورة 1919 أول ثورة تحمل مشاركات نسائية سياسية، وكان خروج النساء للميادين و المناداة بالإستقلال من الأحداث التي رفعت مكانة المرأة، حتى جعلت الأفلام تلقي الضوء عليها وعلى دورها في ثورة 1919، بالرغم من إختلاف مستوى تعليمهم واختلاف مستواهم الإقتصادي والإجتماعي والدين والعمر.
ومن هنا أصبحت السينما تدفع المرأة وتشجيعها على العمل، والتعلم، والقيام بدورها في المجتمع، وقد جسدت هذا الدور الفنانة “لبنى عبد العزيز” في فيلم “أنا حرة” التي نادت بحريتها في مجتمع ذكوري حتى أكتشفت أن الحرية لها معنى أكبر من حريتها الشخصية وأحق بالبحث عنها وهي حرية الوطن.
ولقد عبّر الأديب الكبير نجيب محفوظ عن نظرة المجتمع في وقت الإحتلال الإنجليزي وقبل ثورة 1919 للتفريق بين الرجل والمرأة، ووضع المرأة في دور التربية وخدمة الرجل فقط، وأن ليس لها حرية ولا رأي في حياتها واختيار قراراتها، وأن مجرد إرضاء زوجها هو محور حياتها على أساس أنه ” سي السيد ” وأنها ” الست أمينة ” فلا يُسمح لها بالخروج إلا في حالتين الطلاق والوفاة.
وتناول فيلم “مراتي مدير عام” 1966 قضية حقوق المرأة، وإلقاء الضوء عليها، وعلى قيادة المرأة في المجتمع، وكيف يتقبل الرجل هذا بشكل كوميدي، ولكنه يحمل معنى مختلف.
وتأتي فترة السبعينات التي ظهر فيها العديد من الأفلام والمسلسلات التي ألقت الضوء على قضايا المرأة مثل فيلم “أريد حلا” للفنانة فاتن حمامة، والذي نتج عن هذا الفيلم تغيير قانون الأحوال الشخصية.
وهناك فيلم “لا عزاء للسيدات” والذي أشعل نظرة المجتمع السيئة ضد المرأة المطلقة، والذي قد أثر على المرأة، وتحديات حياتها، و مسلسل “هي والمستحيل” والذي قدم لنا أكبر نموذج امرأة تحدت الصعاب في حياتها من معاناة الفقر والجهل حتى استطاعت أن تثبت ذاتها وتحقق احلامها.
وجاءت فترة الثمانينات بأعمال فنية درامية وضعت المرأة في شكل إيجابي بظهورها بجانب الرجل، وبخروجها للعمل ومساعدته في تحمل مشاكل وأعباء الحياة، وظهر مسلسل “هو وهي” الممثلة “سعاد حسني” وأحمد زكي” 1985 الذي تتناول كل حلقة منه قضية مختلفة من قضايا علاقة الرجل والمرأة.
وجاء مسلسل “الشهد والدموع” ليلقي الضوء على دور المرأة كأم صاحبة مبادئ، ومثابرة، وتجد استثمارها في أولادها هو أهم وأنجح استثمار في حياتها.
ظلت السينما المصرية مهتمة بقضايا المرأة وكيفية تحريرها، فجاء فيلم “عفوا أيها القانون” للفنانة “نجلاء فتحي” والذي ألقى الضوء على قوانين الخيانة الزوجية، واختلاف العقوبة لكل من الرجل والمرأة في هذا الموضوع، فيلم “بريق عينيك” للفنانة “مديحة كامل” و”نور الشريف” الذي تحدث عن مساوئ قانون بيت الطاعة، واستخدام بعض الأزواج لهذا القانون بطريقة خاطئة بهدف ذل زوجاتهم واهانتهم، وبعد فترة تم إلغاء هذا القانون.
وتأتي التسعينات ما تعرف ب”العصر الذهبي” بسبب ظهور المرأة في الدراما التلفزيونية والسينمائية، فظهرت في أدوار مثالية قدوة لغيرها، مربية أجيال جديدة في مسلسل “ضمير أبلة حكمت” والفنانة ” سعاد نصر” في يوميات ونيس، وليس هذا فقط بل شاركت زوجها في معاناة الحياة، وتربية الأبناء، وتحقيق أحلامهم، والإرتقاء بهم، ومثلت حياتها العلاقة الزوجية المحترمة.
ولكن للأسف على رأي المثل “الحلو ما بيكملش” في بداية 2000 ظهر عصر جديد لم تُنصف فيه المرأة، وتغيرت اتجاهاتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية مع كل تحدي واجهته خلال الحقب الزمنية المختلفة، فأصبحت المشاهد السائدة في الدراما والسينما المصرية هي مشاهد الإغراء، والأعمال السيئة كالسرقة، والنهب، والنصب، بل وانحصر دور المرأة في الدراما المصرية كونها سلعة لإرضاء رغبة الرجل بأي شكل، بل وأصبح كل هدفها هو منافسة النساء للحصول على الرجل، وبهذا سُلب منها طموحها وكيانها وذاتها.
والآن ما القادم؟ ما القادم أيتها الدراما المصرية؟
هل ستعيدي لنا مكانة المرأة مرة أخرى أم ستظل أدوار النساء تُعطى لمن يحقروها ويدنسوها؟ المرأة ليست رمز للإغراء ولا لتحقيق الشهوات، المرأة كيان وقدوة ومكانة، المرأه جوهرة كرمها الله في دينه وحفظها وحماحها، لذلك حافظوا عليها وعلى مكانتها.