حوارات

رؤية وطن تحاور الكاتب الجزائري  عمراني عبد العزيز 

حاورته: عائشة عمي 

 

عمراني عبد العزيز  من مواليد 5 نوفمبر 1994بمدينة مليانة الجزائرية ، له عدة اصدارات ، يولي الكاتب الشاب اهتمامًا بكل ما يتعلق بالتنمية والقرآن الكريم  ، له شغف بالرسم التشكيلي والرسم ثلاثي الأبعاد .

 

احكي لنا تجربتك مع الكتابة خاصة ما تعلق منها بكتابك الذي ذاع صيته الموسوم بعنوان شيفرة القرآن في علاج القرآن ،إريكوس  ؟؟؟

أحببت مطالعة الكتب منذ الصغر خصوصًا المخطوطات إيمانًا مني بأنها تحمل بين طياتها الكثير من الفوائد والعلوم، دخلت ميدان البحث والتدوين سنة 2010، سرعان ما فكرت أن تدويناتي على التويتر ومدونتي عبر الأنترنت زائلة لا محالة وهذا ما جعلني أفكر في تأليف الكتب لأنه ومهما كان ستبقى وستكون يومًا ما في المستقبل البعيد مرجعًا للباحثين عن التاريخ والحقيقة. 

 

و كان أول كتاب لي سنة 2014، أما بخصوص تلك العناوين، أرى من منظوري الخاص أنه لا شفاء إلا شفاء الله و القرآن الكريم هو شفاء لكل داء و هذا الكتاب يجمع آيات معينات من القرآن الكريم مخصصة لأمراض معينة يقوم القارئ بقراءتها بعدد معين و هذا العدد جاء بعد حسابات دقيقة كانت تستعمل في القديم لحساب عدد جمل كبير أو يقوم بقراءتها على الماء لشربه أو زيت ليدهن موضع المرض به ، حيث أن هذا الكتاب هو الوحيد الذي اعتبره كإنجاز لأنه مجرب و صحيح أما أفضل كتاب بالنسبة للمتابعين هو كتابي في التنمية البشرية ” إريكوس ” يقال أنك لن تمل من قراءته و لو لألف مرة فهو يعطيك طاقة إيجابية كلما احتجت لذلك.

 

عبد العزيز أنت شاب متعدد المواهب وقد حققت نجاحًا في مجال الكتابة حدثني عن ميولك للرسم التشكيلي والرسم ثلاثي الأبعاد وعن أهم لوحة تركت أثرًا لديك؟؟؟

الإنسان كرة مملوءة بالعواطف والأحاسيس ولكل شخص طريقته في التعبير عن مشاعره، فلو منحنا طفلاً صغيرًا قلمًا لرسم لنا أمور لا يستطيع التعبير عنها بالكلام، وتلك الرسومات أراها لغتي الشخصية التي أعبر بها ربما عن حال مجتمعنا في تلك الفترة، أو عن حالي شخصيًا وأنا أرسم بشكل تلقائي، لكن المشكل أنني لم أحاول ولا ليوم واحد تطوير موهبتي في الرسم ولا حتى في دراستها ومتأسف حيال ذلك، ورغم ذلك ما زلت أرسم مستعملاً القلم الرصاص العادي أو السيالة الزرقاء منتقلًا من فن البورتريه إلى رسم ثلاثي الأبعاد.

 

  حدثني عن جدوى اللقاءات الثقافية والأدبية هل تعتقد أنها تقدم إضافة حقيقية سواء للكاتب بحد ذاته أو للحضور، يعني هل هناك نتائج إيجابية، احكي لنا عن تجربتك بهذا الخصوص؟

بالنسبة للكاتب الناشئ طبعًا تقدم له إضافة وهي بحد ذاتها فرصة حتى يعرف بنفسه ويعرض أعماله الأدبية على الجمهور، ويحتك بكتاب أخرين ليستفيد منهم ويطلع على جديد الساحة الأدبية، أما بالنسبة للحضور فهي كذلك فرصة حتى يكتشف البعض منهم ميوله الأدبي وشغفه وإذا كانت هناك موهبة مدفونة بداخله، أما الشيء الذي يجعلني أروج وأشجع هذه المعارض والملتقيات هو تكوين وخلق مجتمع مثقف متحضر وقارئ، ومحاولة الإغلاق على الفئة الشاذة التافهة من المجتمع.

 

   تهتم بالقضايا العربية، وقد كانت لك رواية بعنوان رحلة الحلم والوهم التي ترجمت إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية من خلال هذه الرواية هل تعتقد أنك وفقت في معالجة قضية معاناة الشباب في طريق الهجرة   وهل ترى أن الرواية شأنها شأن أي وسيلة إعلامية لها صدى في نقل الأحداث والوقائع؟

ما فعلته من خلال تلك الرواية هو نقل معاناة الشباب في الدول العربية، ومعاناة المهاجرين في طريقهم نحو أوروبا ومعاناتهم بعد الوصول، حيث ارتكزت الرواية على وقائع حقيقية وأحداث جرت بالفعل، حتى يطلع العالم على الجانب المخفي والمستور من الهجرة البرية على دول البلقان، ومع ذلك فالرواية لا تحث على الهجرة بل تظهر الجانب المظلم والسيئ والحقيقي حول الهجرة والعيش في أوروبا.

 

سافرت خارج الجزائر وعدت مجددًا كالطائر الذي حلق من العش هل كتابك له علاقة بك بشكل خاص هجرة … مشاق الغربة … أم أنه مولود من تجارب الآخرين التي رويت لك أو مرت على شريط الواقع؟

تكلمت كشخص خطط للهجرة كثيرًا، و كشخص بحث بين أدق تفاصيل تلك الرحلة الصعبة، ثم كشخص اختلط وتكلم مع أناس قد مروا بتلك الطريق نحو الهجرة، ربما ما يخفيه الشباب والمهاجرون لا يعلمه لا الإعلام ولا المسؤولين، القصص تختلف من شخص لآخر ولا أحد يجرؤ على رواية تلك الوقائع إلا أقلية، فجاءت الرواية لتجمع كل ذلك وذاك عبر صفحاتها.

 

 كانت لكم تجربة في تنظيم معرض فني أدبي بمكتبة المطالعة بالعاصمة الجزائرية بصفتك منسقًا ما الذي تضيفه هذه المعارض للشباب الجزائري وهل كان هناك إقبال جماهيري؟

المعرض جاء تحت شعار من أجل خلق مجتمع قارئ، وأظن أن العنوان هذا يظهر لنا سبب وأهمية والهدف منه، أما من ناحية الإقبال فكان جيدًا وغير متوقع، لأنك عندما ترى أن المكان لم يتسع للجميع فهذا شيء جميل، أما عن المعارض ككل فلها إضافة طبعًا وكل شخص وطريقة تناوله لتلك المعارض، سواء أخذ منها الفائدة كما سبق وتكلمنا، أو جعلها وسيلة للترفيه فقط والخروج من دائرة الروتين. 

 

بصراحة معظم الحضور أثبتوا أن حضورهم كان لأجل الإستفادة بقولهم نحن نثق فيما تفعل فلو كان المعرض من طرف غيرك أو من دونك لما قمنا بالحضور.

 

 هل عمراني يرى نفسه إنسانًا ناجحًا وأنه وصل إلى المبتغى الذي أراده ؟؟؟

بصراحة لا أكترث لنفسي ولا أهتم بالظهور كثيرًا، ما أفعله هو تحقيق رضى النفس، تحقيق الغاية من وجودي كإنسان بهذا العالم، الوصول إلى أهداف لم يصل لها شخص ما في مجال الكتابة دون أن أقول إنني إنسان ناجح.

 

  ماهي رؤيتك الخاصة حول   الساحة الفنية والثقافية في الجزائر وهل أنت متفائل بالتغيرات …؟

واقع مر، لأن الساحة الأدبية تعرف فائضًا من حيث الأدباء ومن مختلف الأعمار وهذا الفائض لا يسمح بظهور الأدباء المتميزين وقد يجعل الساحة الأدبية حكرًا على فئة معينة منهم فقط.

 

هل سيحلق عمراني يومًا ما إلى بلد آخر أم التجربة التي مر خلال سفرته السابقة كفت ووفت كما يقولون؟؟؟؟

سيحلق طبعًا يومًا ما إلى بلد بأقل الأضرار لكن لغرض السياحة لا العيش هناك، لأن هنا ما يجعلني مرتبط بهذه الأرض التي أعيش فيها، فكلما حاولت الخروج دون عودة وجدت أن قلبي لازال متعلقًا بالمسؤولية تجاه عائلتي.

هل من مشاريع جديدة ؟؟؟؟

مشاريعي تتغير بتغير مجريات الحياة والظروف وضغوطات المحيط أما عن طموحاتي سأحصرها في جملة قائلاً فيها أنني أطمح لتقديم كل ما فيه فائدة للمجتمع والعالم ككل .

نصيحة لكل طفل موهوب ولكل شاب مبدع ولكل إنسان يحلم بتحقيق نجاح خاص به؟؟

كنصيحة أقدمها ليس علينا دوما أن نربط مجال دراستنا مع طموحاتنا أو حياتنا، علينا أن نعطي تلك المساحة الكافية للفكر الخاص بنا وحياتنا دون أن نقوم بتقييدهما، ثم استثمار الفرص فيما ينفعنا مبتعدين عمن يحبطنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا