
الوقت والفراغ.. نعمة أم نقمة؟
✍️ أحمد خالد
محتويات المقال:
· نظرة عامة على الفراغ والمقصود به.
· استغلال أوقات الفراغ بالإيجاب أو السلب.
· كيف يكون وقت الفراغ نعمة أو نقمة.
· الوظائف الرئيسية لوقت الفراغ.
· خاتمة.
لا يمكن الحكم على الفراغ بشكل مجرد دون أخذ النسبية في الاعتبار، فيختلف الفراغ عندما يتحول إلى شكل دائم يومي، عما إذا كان يتخلل الأيام الطويلة كإجازة لالتقاط الأنفاس والراحة من عناء الطريق.

دعونا نفرق في هذا المقال بين مشكلة الفراغ التي سنتحدث عنها، وبين بعض الوقت المستقطع الذي نأخذه بين سويعات عملنا ودراستنا، لتجديد النشاط والتركيز، فالأخير محبذ و ينصح به الخبراء لإعادة التركيز وتصفية الذهن.
أما مشكلتنا وموضع الحديث فعن الفراغ اللازم لشخصية البعض، ولا يلزم عندما نتحدث عن الفراغ أن يقصد به عاطل عن العمل، أو مهمل، بل قد يصيب ويوجد في الموظفين والطلاب وغيرهم كما سنوضح تاليًا.
فأوقات الفراغ موجودة في أغلب فئات المجتمع ولكن فلسفة وطريقة استغلال هذه الأوقات هو ما يختلف من فئة لأخرى، فمع التقدم التكنولوجي الهائل والتحفيز دائمًا على الإنتاج، تظهر الحاجة إلى استغلال أوقات الفراغ بأفضل طريقة للترويح عن النفس وإعادة النشاط.
ومع تقدم الرفاهية في شتى مجالات الحياة، ازدادت أوقات الفراغ لدى الناس وبالتالي وجب البحث عن طريقة لاستغلال هذه الأوقات حتى لا تقضى وتستنفذ في ما يضر الشخص والمجتمع، فقد يؤدي عدم استغلال أوقات الفراغ بشكل إيجابي إلى الوقوع في مشاكل عديدة مثل القلق والاكتئاب والعزلة، لا سيما مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي التي عززت من العزلة وقللت من التواصل الواقعي، قد يقع أيضًا في مشكلات تتعلق بالتعاطي وارتكاب الجرائم والانحراف.
وقت الفراغ ليكون نعمة، فإنه ينصرف إلى قضاءه في مجموعة من الأنشطة، تشمل الراحة والمتعة وتنمية المعلومات أو تقديم خدمات تطوعية للمجتمع، أوقضاءه في التواصل الإنساني مع أقرانه أو أقرباءه، هذا الاستغلال يعزز من اجتماعية الفرد ومشاركته الفعالة في مجتمعه، ولذلك لا يخلو مجتمع من المبادرات والجمعيات وأنشطة المجتمع المدني بسائر أشكالها، وهو ما يضاد التواصل من خلف الشاشات والذي عزز العزلة والفردية ونبذ المجتمع.
ويتم تقسيم الوظائف الرئيسية لأوقات الفراغ إلى ثلاث أقسام:
– الاسترخاء.
– التسلية.
– تطوير الشخصية.
كما يؤثر في وقت الفراغ عوامل متنوعة مثل العمر والجنس والمستوى التعليمي والاقتصادي، ومقدار وقت الفراغ نفسه، والمجتمع بشكل عام.
ويكون وقت الفراغ نقمة إذا لم يخطط لاستغلاله، أو تم قضاءه في إدمان مواقع التواصل الافتراضية، فمن خلف الشاشات نجد المبتزين وأصحاب الجرائم المختلفة من سب وشتم وفضح وهتك للأعراض، ظنا منهم التستر دون المسائلة وتطبيق القانون، وقد يصرف وقت الفراغ في التفتيش عن أحوال وخصوصيات الناس والتطفل على حياتهم، بل كما نرى ونسمع في مجتمعاتنا العربية من اتجاه البعض إلى المخدرات والتعاطي وارتكاب الجرائم.
إذا لم يدرك الإنسان قيمة لحياته ولنفسه وما يعمل، و هان في نظره كل شيء، فلا يقف عند حدود ولا يتعظ بموعظة أو يهتدي بنصيحة، ولذا فإن دور الأسرة منذ البداية محوري في تنشئة أبنائها بشكل سوي وواثق يجعل منه نبتة صالحة.
كما نشجع على الاهتمام بالرياضة بمختلف صورها وأشكالها، حفاظًا على الصحة، وإشغال الوقت وإعادة النشاط، والأهم هو صرف وقت الفراغ فيما لا يضر، بل فيما ينفع الإنسان ومن حوله.
ختامًا،
فإن تطور المجتمعات وأساليب العيش والرفاهية، يستلزم تطوير الأساليب و قضاء أوقات الفراغ بما ينمي الإنسان ويحرص على سعادته، ولا يضر به ولا بالمجتمع، الأمر الذي يساهم في ترقية الإنسان ومحاولة إسعاده.
مصادر مستخدمة:
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/467/2/4/146144
https://hama-univ.edu.sy/newsites/sport/wp-content/uploads/2018/11/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AD-1.pdf







