مقالات

مرتكزات السعادة في بيئة العمل

   

طالب علوم طالب كاتب وباحث إماراتي 

            

 

في عام 1997م أطلقت حكومة دبي برنامج دبي للتميز الحكومي بأمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله – لكي يكون قوة محرّكة لتطوير القطاع الحكومي بدبي ويسعى إلى تطوير الكوادر الوظيفية ودعم الطاقات التي تتوفر فيها الإمكانات القيادية ، ومن هذا المنطلق فإن برنامج دبي للتميز الحكومي اهتم بإطلاق سبعة مرتكزات و نصائح هامة لتحقيق بيئة سعيدة في العمل وهي : 

-إعطاء الأولوية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة : وضع برنامج دبي للتميز الحكومي هذه النصيحة في المقدمة في محاولة لرفع مستويات دعم إدارة الجهات الحكومية للموظف لكي يوازن بين دوره في العمل ودوره في الأسرة ، بهدف تحقيق التناغم والمساواة بين كل من مجالات العمل ومجالات الحياة الخاصة 

وفي هذا الإطار نجد أن التوازن له ثلاثة مكونات متأصلة هي : التوازن الزمني أي ( الوقت المتكافئ المكرّس للعمل والأسرة) ، وتوازن المشاركة أي (المشاركة النفسية المتساوية لكلا الدورين) ، وتوازن الرضا أي ( الرضا المتساوي المكتسب بين كلا الدورين) ، وحين تتحقق هذه المكونات الثلاثة في عملية التوازن ترتفع مستويات الالتزام التنظيمي لدى الموظفين مقترنة بتحسن في الأداء الوظيفي وترتقي معها سلوكيات المواطنة التنظيمية لترتفع مستويات السعادة الوظيفية في بيئة عمل جذابة ، لأن الموظف استطاع أن يحقق الرضا العائلي لترتفع معه مستويات الأداء المرتبط بالأسرة والرضا عن الحياة ، وتنخفض المشكلات الصحية والقلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية والجسدية الأخرى ….

-مشاركة الموظفين في رؤية وتوجهات الجهة التنظيمية: وهذا يتحقق حين تغدو الإدارة الحكومية قادرة على بثّ رسالة مفادها أن لديها رؤية واضحة لتحقيق طموحات الجهة وأهدافها وأن يكون لديها القدرة على إلهام الموظفين المبدعين بما يُسهم في أن يصبح الموظفون قادرين على العمل بفاعلية واختيار أولوياتهم بشكل متوافق ويدعم أهداف المنظمة الاستراتجية والتنفيذية ، وهذا يزيد ثقة الموظفين في أن مساهمتهم تدعم نجاح الجهة الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم على التركيز في أداء مهامهم بما يضمن نمو الجهة واستمرار نجاحها .

-التحلي بالشفافية والمصداقية : فالمصداقية هي القدر الذي يرى به الموظف صدق الإدارة (مقنعة و جديرة بالثقة) ويتم ذلك بإدراك الموظفين لممارسات الاتصال التي تمارسها الإدارة وتحديداً الإدارة العليا والقيادة الإدارية معهم ، وأن يكونوا على علم بالعناصر التي تُؤثر على نجاح الجهة ومجموعة العمل المنتمين إليها مما يسهم في تركيز الموظفين على عملهم دون الحاجة إلى تفسير أو تأويل بحيث يستطيعون التعامل بشكل استباقي مع أي معلومات تثير الحيرة أو أي شائعات ، وأن يقوم المديرون والقادة – تحديداً – بصفة منتظمة بعمليات تحديث لإطلاع الموظفين على الوعود التي تم الوفاء بها والتقدم الذي تم إحرازه في هذا الشأن دون غموض أو إبهام …!!

-تحفيز التواصل بين الموظفين : ويتحقق هذا حين تتحقق المودة والألفة والزمالة الحقة والأخوة في بيئة العمل بحيث يصبحوا قادرين على تكوين علاقات صداقة حقيقية مع بعضهم البعض بما يعزز الروابط الفردية التي تربطهم ببعض، وأن يشعر الموظفون بقدرتهم على التعامل مع زملائهم بأريحية وأن يظهروا مواهبهم الفردية مما يسهم في نمو الجهة وازدهارها مؤسسياً بفضل المعنويات المرتفعة وروح الفريق الواحد حينها يدرك الموظفون أنهم مشاركون فعليا في جهة متفردة ومتميزة ومنافسة بالمعنى الحقيقي ، وترتفع ثقتهم بأن زملاء العمل سوف يساعدونهم في كافة الظروف والأحوال وأنهم سيساهمون بدروهم بنفس القدر من التعاون حين يطلب الزملاء المساعدة .

-رسم مسار وظيفي لجميع الموظفين : وهذا يعتمد على مدى إدراك الموظفين عدالة ممارسات الإدارة ، وذلك بتقييم مستوى العدالة و المساواة والحيادية والإنصاف التي يجدها الموظفون في بيئة العمل ، فرسم مسار وظيفي رصين وعادل يسهم في منح الموظفين فرصة التقرب من خبرات وظيفية متقدمة فكل وظيفة جديدة هي تقدم وتعلم وتدريب جديد وإضافة حقيقية للجهة في النهاية .

-تعزيز الإيجابية في بيئة العمل : وهذا يتحقق حين يشعر الموظفون بالارتياح والرضا بل السعادة هنا عند طرح أفكارهم ومقترحاتهم وأن يجدوا المساعدة الفعالة من الإدارة حين يطلبوها وكذلك تعزيز الروابط الإنسانية بين الموظفين بعضهم ببعض وبينهم وبين الجهة ككل وهو ما يسهم في سعي الموظفين وراء فرص مبتكرة عند التعامل مع التهديدات والتحديات وأن تنمو مشاعر إيجابية حيال ما يقومون بإنجازه في فرق العمل وذلك بسبب مساهمتهم في تحقيق نجاح جماعي متميز ملموس ومشاهدة نتائجه …

-تقدير ومكافأة الموظفين بانتظام : فينبغي على الجهات الحكومية أن تولي العنصر البشري اهتماماً كبيراً من خلال البحث عن العوامل الإيجابية المؤثرة في إنتاجيته وأدائه ولكي يعمل الموظف بأقصى كفاءة ممكنة حيث ينبغي أن يكون هناك دافع قوي مطرد يدفعه للعمل حيث إن كفاءة الموظف تتوقف على عنصرين هامين أولهما : المقدرة على العمل والتي تتمثل في المهارات والمعارف والقدرات التي يتميز بها الموظف .وثانيهما الرغبة في العمل والتي تتمثل في التحفيز المنتظم الذي يدفع سلوك الموظف في الاتجاه الذي يحقق أهداف الجهة بما يسهم في رفع درجة كفاءة الأداء الوظيفي لدى الموظف ويدفعه للعمل بفاعلية وهذا يتناغم إيجابياً مع حتمية رفع كفاءة الأداء المؤسسي لدى الجهة المؤسسية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا