مقالات

رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران

 

✍ أحمد خالد 

 

على الرغم من علمنا بأفضال الشهر الكريم، والأحاديث الكثيرة في السنة النبوية التي تتحدث عن مضاعفة الثواب والأجر، إلا أننا مع الاعتياد قد نضيعه، حتى يمضي كغيره من الشهور.

 

ولكن رمضان بكل ما فيه إذا استدركته ولو في يوم واحد فقد أدركت خير كثيرًا.

 

وعلى خلاف ما يعتقد الكثير، أن رمضان هو شهر العمل الكثير والطاعات وقراءة القرآن بأكبر كم ممكن، ثم نرجع بعده لسابق عهدنا! فإن رمضان هو شهر تربية وشهر الوقفة مع النفس، ومعرفة أي الطرق نسلك، وهو فرصة لنعود أنفسنا على قراءة القرآن وتدبره، حتى إذا انقضى الشهر الكريم، أصبح من عاداتنا اليومية، ولعل التركيز الأكبر على الكم من حيث عدد الختمات يصرفنا عن التدبر وفهم ما جاء في كلام رب العالمين، كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلمون العشر آيات من القرآن ولا يحفظوا غيرها حتى يعملوا بما جاء فيها، ويطبقون ما بها من أوامر ونواهي وعظات.

 

ويا حبذا أن يكون رمضان لنا خارطة طريق، نكمل عليه باقي العام، حتى إذا جاءنا رمضان التالي، راجعنا التقصير وقومنا الأخطاء والزلات، وأكملنا على الصراط المستقيم.

 

في رمضان تتضاعف الأعمال الصالحات بأجرها وميزانها، تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وفيه ليلة خير من ألف شهر، عسى أن ندركها فندرك الخير الكثير، يستجيب الله دعاءنا ويعفو عما اقترفنا، إنه لفوز عظيم علنا ندركه.

 

الله عز وجل يعطينا فرصة ومنحة كرمًا منه وتفضلاً، كي نستغلها في الكثير من أعمال البر، في التكفير عن ذنوبنا، واكتساب المزيد من الصالحات التي تثقل موازيننا يوم القيامة، لعل رمضان الذي تعيشه يكون في حجز مقعدك في الجنة، بل لا يدري أحدنا هل نعيش رمضانًا آخر أم لا.

 

ورمضان فرصة لينتزعنا من التمسك الدنيوي والمادية التي تجعلنا نعتقد أن الحياة هي فرصة واحدة، فنطمع في أخذ كل شيء، بالحلال أو بالحرام، وإنما الحياة رحلة نعبر منها إلى دار الخلود، نأخذ منها الزاد والمتاع من الصالحات، نعد أنفسنا للرحيل و نتزود من الحسنات، فرمضان يعيد لنا مفهوم الدنيا بفنائها، والآخرة ببقائها.

 

وهي أيام معدودات خاب وخسر من أدركها ولم يغفر له، فلنعمل جميعًا على التكسب منها فضائل وثواب وأجر، نرجع مرة أخرى إلى الطريق الذي يرضاه رب العالمين، ويثيب عليه، ويجازي به الجنة.

 

أيام قليلة من الآن وينتهي الشهر، سينتهي على من استغله وعلى من ضيعه، يبقى الجزاء الوفير لمن عمل فيه واجتهد، وتبقى الحسرة على من ضيعه وفرط.

 

ولعلنا نتذكر أن أكرم ما في الشهر أنه شهر نزل فيه القرآن الكريم، أشرف الكلام على أشرف خلق الله صل الله عليه وسلم، فلنغتنمه قبل أن لا ينفع حسرة ولا ندم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا