مقالات

هل يكفينا يوماً واحداً للاحتفال بالأم؟

بقلم :شيرين محمود خلف

 

عظم الإسلام دور الوالدين فجعله الله تعالي مقترنا بعبادته وبعدم الشرك به ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ) الانعام ١٥١
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) الاسراء٢٣ .

كما وصي بصفه خاصه علي الأم وعظم مكانتها (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿ لقمان ١٤﴾
(وَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ ) الأحقاف ١٥.

فهل يحق لنا بعد هذا التكريم أن نحتفل ونراعي الأم أو الوالدين يومآ واحدا ونتركهم بدون اهتمام باقي العام؟ ونستمد أفكارنا وثقافتنا من الغرب ونترك ما شرعه لنا دينا الحنيف الذي جعل كل يوم نقضيه في طاعة الأم عيدا وعرفانا بما تحملته الأم من أكباد ومتاعب وسهر علي راحة الأبناء وتفانيها في الإهتمام بهم بحب وعطاء غير منقطع النظير!.

ولعل الحكمة من عدم تخصيص يوم واحد للاحتفال بالأم هو مراعاة شعور من فقد أمه، حيث راعى الإسلام مشاعر من فقد أمه في هذا اليوم وخاصة صغار السن عندما يرون زملائهم تحيطهم أمهاتهم بالرعايه والحب وتقديم الهدايا، وذلك حفاظا علي قلوبهم الصغيرة من مشاهدة الاحتفال، فلم يرد الإسلام الحزن لأي شخص، وذلك في قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر )الضحي ٩.

ومن هذا المنطلق، فأنا أرى أنه يجب علي الأبناء تفقد أمهاتهم وآباءهم ،خاصة من يعيشوا بمفردهم، ويتذكروا دور الوالدين في تربيتهم وأنهم أفنوا حياتهم لتوفير احتياجاتهم من مأكل وملبس وتعليم .

كما وأتساءل ..  لماذا يبخل بعض الأبناء ويتنصلوا من مسؤليتهم تجاه والديهم، وقد يتأفف البعض في ظل الظروف الإقتصاديه التي أثرت بالسلب علي بعض الأسر في خدمة والديهم، نعم أين بر الأبناء هنا .. متى رد الجميل؟ نعم لا ينتظر الآباء من أبناءهم مقابل خدمتهم وتربيتهم لكن لماذا يخالف الأبن شرع الله (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،(أو إطعام في يوم ذي مسبغه )البلد ١٤.

فما بالكم بالأم أو الأب الذين يتركهم الأبناء في عوز و حاجة.

ولهذا .. يجب علي الأبناء
ألا ينسوا ما قدمه لهم الآباء من تضحيات ويراعوا كبرهم وضعفهم (وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا .)الإسراء

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا