مقالات

السعودية ومنتدى دافوس.. خطوة إلى الأمام

كتبت: ياسمينا عصام

على الرغم من سجل السعودية “المفزع” في انتهاكات حقوق الإنسان، فإنها تأمل أن يُشيح العالم بوجهه عن ذلك ويلتفت بتركيزه إلى أهميتها الاقتصادية، كما تقول صحيفة The Financial Times البريطانية، فهي أكبر مصدِّر للنفط في العالم، وإحدى الركائز القليلة التي حافظت على استقرارها في محيط من الاضطراب المهيمن على سفينة الاقتصاد العالمي، بعد أن عصفت بها الحرب على أوكرانيا، وأثقل ارتفاع التضخم حمولتها.

 

تعرضت السعودية لإدانةٍ عالمية بعد الاغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، وأصبحت موضع نبذ وتجنبٍ من كثير من القادة الغربيين بعد ذلك.

 

لكن الآن، بعد أربع سنوات من اغتيال خاشقجي، عادت الثقة إلى المسؤولين السعوديين، في المملكة ورفاقها من منتجي الطاقة في الخليج أخذوا يحصدون مكاسب ضخمة من الاضطرابات التي اجتاحت أسواق النفط والغاز، واستنفر التعثر الاقتصادي الذي تشهده الأسواق الأمريكية والأوروبية المصرفيين والممولين ألجأهم إلى استثمارات السعودية لمواجهته.

 

يقول مسؤول تنفيذي يعمل في شركة متعددة الجنسيات بالخليج، لفايننشال تايمز: “يشهد السوق السعودي الآن أكثر فتراتها انتعاشاً. كانت الأمور تحسنت قبل أن نشهد الارتفاع في أسعار النفط، لكنها الآن تجاوزت مجرد التحسن بكثير، ونعتقد أن الحال ستكون كذلك على مدى خمس أو ست سنوات مقبلة

شهدت أروقة منتدى دافوس تنافساً بين مندوبي الحكومات المتعسرة مالياً، وسعياً إلى الفوز بحصةٍ من الاستثمارات التي أقبلت عليها صناديق الثروة السيادية لدول الخليج.

 

حصدت السعودية بالفعل مكاسب تفوق التوقعات من ارتفاع أسعار الطاقة، فقد بلغت عائدات بيع النفط في الربع الأول من هذا العام نحو 49 مليار دولار، بزيادة بلغت 58% على نظيرتها في الفترة نفسها من عام 2021. وتذهب توقعات شركة “جدوى” المتخصصة في مجال إدارة الاستثمار، إلى أن المملكة في طريقها لجني نحو 250 مليار دولار من عائدات النفط هذا العام.

 

وقال توماس غوتستين، الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس: “إنه لا شك في أن الشرق الأوسط أقوى منطقة [قادرة على الاستثمار] في الوقت الحالي. دبي مزدهرة، لكن الدوحة والرياض تقدمان أيضاً فرصاً رائعة لمزيد من الاستثمار؛ فالحاجة كبيرة إلى مشروعات تمويل البنية التحتية والسياحة والرعاية الصحية، لا سيما مع بحث هذه الدول عن مزيد من التنويع لاقتصادها”.

 

يرى بعض المصرفيين أن أزمة الطاقة الحالية تستدعي إلى الأذهان ذكريات الأيام الخوالي، حين ازدهرت استثمارات الدول الخليجية، على إثر الطفرة التي شهدتها أسعار النفط في السبعينيات، والتي أعقبت الحظر العربي على تصدير النفط عام 1973، عندما قطعت الدول العربية، بقيادة السعودية، إمدادات النفط عن الولايات المتحدة ودول أخرى، دعماً لمصر وسوريا في حربهما لتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا