تقارير وتحقيقات

رؤية وطن تفتح ملف العنف بدور المسنين

 

 

كتبت :سما حسن

 

 قال تعالي :﴿وقضي ربكم ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهم او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)

تحدثت الآية الكريمة عن المسنين والعاجزين الذين بلغوا من العمر عتيا مخاطبة ذويهم بالاحسان إليهم ،لكن الان لم يعد يستجيب كثير من الناس لهذا ،وتمادوا في إساءتهم لهم وعدم تقديرهم  وتعنيفهم لدرجة وصلت إلى الضرب والقتل في بعض الأحيان للأسف، 

و وسط  هذا الجو المشحون بالعنف الجسدي واللفظي يجد المسن نفسه مضطرا للرضوخ والتحمل والعيش كمدا وقهرا حتي نهاية العمر، أو يضطر للجوء إلى دار للمسنين لعله يجد الرحمه التي افتقدها من ذويه بعد أن فارقته صحته وعافيته وأصبح عال على أبنائه فيهرب من كل هذا الي الدار محمل بأمل أن يقضي آخر أيام عمره في راحه وسكينه وهدوء لكن للاسف يفاجئ بوجود عنف وعدم رحمه يتوجه له من الدار التي ظن أنها ستكون مأمنه وحمايته أصبحت سجن

 بنسبه له .

 

وقائع  لا يتخيلها العقل البشري تحدث في دور الرعاية للمسنين أصبحت دور الرعاية مسمى لا ينتمي لما يحدث داخله من عنف وإساءة وعدم تقدير للمسنين المساكين ،بدلا من (دور رعاية للمسنين) إلى (سجن المسنين)

إيذاء المسنين 

 

 الايذاء يعتبر مشكله خفيه تعني تعنيف أو إهمال كبار السن بواسطة المرافق أو أي شخص قريب منه مما يؤدي إلى الضرر به  واى كان نوع الإيذاء فإنه سوف يؤدي في النهاية إلى معاناة أو أصابه أو ألم أو انتهاك لحقوق الإنسان وله مسمى آخر “الاعتداء على المسنين” .

 

أنواع الإيذاء التي يتعرض لها المسنين في دور الرعاية 

 

1)الإيذاء الجسدي :هو إيذاء كبير السن بشكل مقصود .

ومن علاماته 

ظهور كدمات أو حروق أو جروح علي الجسد بدون مبرر ،وجود آثار تعنيف على جسد المسن مثل علامات ربط الحبل علي يده ،منع المرافق للزائر الجلوس مع كبير السن بمفردهم خوفا من أن يحكي اي شئ مما تعرض له .

 

2)الإيذاء النفسي: هو الإيذاء اللفظي وغير اللفظي وينتج عنه ألم  نفسي لكبير السن .

 

ومن علاماته 

تهديد وترهيب كبير السن وتحقيره والتحكم فيه بواسطة من يرافقه ،وان تكون تصرفات كبير السن تشبه المريض المصاب بالخوف مثل (مص الاصابع أو التحدث مع نفسه أو البكاء والعزلة المستمرة ).

 

3) الاعتداء الجنسي: وهو الاتصال الجنسي من  أي نوع مع احد من كبار السن بغير رضاه  ومن أكثر فئات المسنين الذين يتعرضون له هم الإناث .

 

ومن علاماته 

وجود علامات وكدمات حول منطقة الصدر أو المناطق الحساسه نزيف المهبل الغير معروف السبب 

وجود بقع أو دم أو تمزق الملابس الداخلية .

 

4)الإهمال: وهو عدم أداء الواجبات المستحقة لكبار السن والفشل في حمايتهم من أي ضرر قد يتعرضون له  وهو من أكثر أنواع الأذى المسنين انتشاراً .

 

ومن علاماته 

نقصان الوزن  بسبب سوء التغذية أو الجفاف عدم نظافة الشعر والملابس الإصابة بمشاكل صحية نتيجة الإهمال مثل ظهور قرح الفراش ظهور حشرات وتعفن في المكان المقيم به .

حالات عنف بدور مسنين مصرية 

قامت إحدى دور المسنين بالبحيرة بتقديم أطعمة منتهية الصلاحية لنزلاء الدار .

 

قامت إحدي دور المسنين بالإسكندرية باستغلال أحد نزلاء الدار كفيف في أمور التسول علي المقاهي ليلا لجلب الأموال و بنفس الدار وجدت ابنة نزيله بالدار اهمالهم لوالدتها حيث كانت ترتدي ملابس صيفية في فصل الشتاء  ومتروكه بدون غطاء ولا نظافه شخصيه 

ويعاني باقي نزلاء الدار من الإهمال والاستغلال من قبل موظفي الدار ولا ليس ذلك فقط بل العنف والتعذيب أيضا  .

 

3) بسبب الإهمال الجسيم  عاني نزلاء دار مسنين بحلوان من قرح الفراش الصعبة ،حتى أطلق عليه الناس سلخانة البنادمين بسبب كمية التعذيب التي يتعرض لها المسنين به .

 

وغيرهم الكثير من دور الرعاية لم يتم إسدال الستار عنهم وكشف حقيقة العنف والتعذيب بهم .

 

الإسلام واحترام كبير السن 

 

الإسلام من أكثر الأديان السماوية التي تحث على احترام ومعاملة وتقدير كبير السن حيث يجب أنت تكون له الكلمة الأولى في المجلس وله الأمر والطلب والنهي والبدء في الطعام كما أيضا كبير السن هو من يؤوم بالصلاة 

 كبار السن يتقدمون دائما الصفوف الأولى في صلاة الجماعة نظرا لكونهم هم الأكبر في السن والمنزلة ورجاحة عقلهم وكونهم ذو قدر من الثقافة والحكمة. 

 

آيات وأحاديث تحث على الاحسان لكبار السن

 

1)عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”يا أنس ووقر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنه”.

2)عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”خياركم أطولكم أعمارا واحسنكم أعمالا”.

3)قال تعالى:”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إليك المصير”.

 

اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن 

يتم الاحتفال  يوم ١٥ يونيو من كل عام باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن ويتم تسليط الضوء على العنف الممارس ضد كبار السن وسوء معاملتهم وإهمالهم .

وقد تم طرح سؤال علي 

-دكتور (م.أ)دكتور بكليه الحقوق جامعه الاسكندريه ودكتوراه في القانون العام والدستوري ومحاضر  بأكاديمية الشرطة

وأوضح أنه ينبغي تمكين كبار السن من التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية عند إقامتهم في أي مأوى أو مرفق للرعاية أو للعلاج ،والاحترام التام لكرامتهم ومعتقداتهم وخصوصيتهم وهدف قانون حقوق المسنين،  إلى حماية ورعاية المسنين وكفالة تمتعهم بجميع الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية والثقافية والترفيهية وغيرها، من الحقوق، وتوفير الحماية اللازمة لهم، وتعزيز كرامتهم وتوفير حياة كريمة لهم، والذي حسمه مجلس الشيوخ وأنه ووفقا للقانون، تلتزم الدولة بتهيئة الظروف المناسبة لهم للمعيشة الكريمة من جميع النواحي في إطار من احترام الكرامة الإنسانية بتوفير أعلى مستوى ممكن من المقومات الأساسية لذلك .

 

-أستاذ (أ.ب)معيد بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة الإسكندرية حاصل على دبلوم في مجالسه المسنين وميسر بهيئه كير مصر ملف شؤون الوافدين و متطوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا