حريتك أولا كوني أنتي
كتبت: مريم عمران
شهد مجتمعنا معاناة فى الفترة الأخيرة من كمية التناقض الأيديولوجي الذي جاءَ عن طريق العولمة التي اخترقت العالم بوضوح مؤخرًا وأصبح يوجد مجموعة متداخلة بين ثقافة المجتمع الموروثة وبين أفكار البلاد الغربية الدخيلة ونتيجة لذلك تأثرت هوية الأفراد وأفكارهم ومعتقداتهم بالسلب وتم خلق مجموعة من التناقضات بين أفكار الشباب الحديثة وبين معتقدات الأكبر سنًا.
—ما هو دور المرأة فى كل هذه الأحداث؟
الجدير بالذكر أن التأثير الأكبر للمرأة دون عن باقي أفراد المجتمع نظرًا لحالة المرأة ووضعها المكاني فى المجتمعات العربية فأصبح لها مكانة مرموقة فى العديد من المجالات وأصبحت منافس كبير للذكور فى الكثير من المجالات ك العمل والزراعة والتجارة والتعليم وغيره لكنها تواجه الكثير من المواقف الصعبة والتحديات والمشكلات فى سبيل إثبات نفسها وقدراتها وأن لها حق على مجتمعها ومن أهم هذه الصعاب التي تقف أمامها هي الحرية سواء حرية الفكر أو حرية الإختيار.
—ما هو تعريف الحرية سواء فلسفيًا أو قانونيًا أو مجتمعيًا؟

-الحرية قانونيًا هي يستطيع كل فرد أن يمارس انشطته دون إكراه أو إجبار ولكن بشرط أن يخضع لكافة القوانين المنظمة والمرتبة للمجتمع.
-الحرية فلسفيًا هي أن كل فرد له الحرية التامة على اتخاذ جميع قرارات حياته وأن يحدد رأيه الشخصي دون أن يفرض عليه أحد شروط أو قيود وفى نفس السياق هي التحرر من جميع انواع الضغوطات التي تقيد شخصية الإنسان.
-الحرية مجتمعيًا وهذه من الصعب تعريفها تعريف محدد واضح نظرًا لتغير المجتمع ومعاييره وأسسه مع مرور الوقت واختلاف المجتمعات عن بعضهما البعض ولكن يمكننا القول أن الحرية مجتمعيًا هي قدرة الشخص على اتخاذ قرار من ضمن مجموعة من الخيارات التي وضعت امامه دون أي تدخل من طرف أخر وأن يتحمل الشخص مسؤولية قراراته الشخصية وعدم التدخل فى حقوق وحرية وقرارات الآخرين وأن يحافظ على عادات وتقاليد المجتمع.
—ما هو الفرق بين الحرية والتحرر والانحراف؟
هناك خلط ودمج كبير بين هذه المصطلحات وربطهم بالمرأة
-الحرية لغويًا فى لسان العرب أن الفرد لا يخضع للآخرين ولا لقهر أو عبودية أو قيود ويتصرف بطبيعته الشخصية.
-التحرر حسب لسان العرب التحرر من القيود والالتزامات والمسؤوليات والتخلص من العبودية.
-الانحراف حسب علوم النفس هو شخص حالته مصابة بالشذوذ سواء فى تصرفاته أو ميوله الشخصية.
نستنتج من هذا أن مفهوم الحرية والتحرر يختلفوا تمامًا عن مفهوم الانحراف ف أن الفتاة إذا خرجت من منزلها سواء للعمل بجميع مجالاته أو ممارسة أنشطتها اليومية ك الجري والرياضة وغيره أو للقاء أصدقائها سواء ذكر أو أنثى أو لزيارة أحد أقاربها أو للسفر حول العالم لاكتشاف ثقافاته وعاداته ومميزاته أو لتحسين من مزاجها المنزعج من ضغوطات كثيرة، كل هذه الأشياء لتخفيف الأعباء التي تحملها وأن تعيش حياتها بسلام وسلاسة ومرونة وهذا لا يندرج تحت مصطلحات مثل Free أو Open Mind أو فتاة منحرفة وأن لا يجب النظر إليها بصورة سيئة او تمس شخصيتها، يجب أن تكون نظرة عادلة منصفة، لذلك يجب أن نلقي الضوء ونوعي المجتمع بكافة التطورات والتغييرات بشكل الحياة.
فالفتاة المتحررة هي التي تحدد وتختار نمط حياتها سواء فى العمل أو التعليم أو الأنشطة التي تناسب شخصيتها بحرية تامة دون إجبار أو ضغوط أو قيود من أحد أو لمجرد أفكار قديمة مع احتفاظها ب عادات وتقاليد مجتمعها واخلاقها.
فهذه الفتاة على قدر ما حصلت عليه من حرية اصبحت أكثر نضوج وقوة وتحمل وصبر وصلابة، لأن مر عليها الكثير من الأشخاص وواجهت العديد من المواقف الحياتية فأصبح لديها وعي فكرى بما يحدث حولها وأصبح لديها نظرة لكل شخص يمر بحياتها وأصبح لديها تجارب كثيرة سوف تفيدها فى حياتها بشكل ملحوظ.
لذلك يجب أن نقدر اختيارات وقرارات ومهارات المرأة ونعطيها الفرصة الكاملة لإثبات نفسها فى المجال من إبداع وتخيل وتصور وأن تكون نموذج يحتذى به الآخرين.