التاريخ والآثار

النظام الإداري وموارد الإنفاق ” نشأتها وتطورها ” في عصر النبوة

بقلم الباحث : محمد حمدي محمود 

بعد أن أستقر الرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة المنورة ، وجعلها عاصمة لدولته قام بتأسيس أول نظام إداري في الإسلام ، فمن خلال المصادر التاريخية يمن القول بأن الرسول صلي الله عليه وسلم هو أول من وضع اللبنات الأولي للجهاز الإداري للدولة العربية الإسلامية .

النظام الإداري وموارد الإنفاق " نشأتها وتطورها " في عصر النبوة
النظام الإداري وموارد الإنفاق ” نشأتها وتطورها ” في عصر النبوة

فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يستعين بمجلس شوري ، كما كان يتخذ الكتاب لكتابة المراسلات بينه وبين حكام ، وملوك الممالك ، والأمبراطوريات المجاورة فعلي سبيل المثال كان ” عبد الله بن الأرقم ” هو من يجيب علي رسائل الملوك ، والحكام التي تفد لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، كما كان هناك كاتباً للعهود وهو الإمام ” علي بن أبي طالب ” كرم الله وجهه ، كما كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم صاحب سر وهو ” حذيفة بن اليمان ” ، وكان هناك من يقوم بحفظ خاتمة الشريف وكان علي حد ذكر بعض المصادر هو ” الحارث بن عوف المري ” .

وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم ترجماناً بالفارسية ، والقبطية ، والرومية وهو ” زيد بن ثابت ” وقيل كان هناك من يترجم من الحبشية ، والعبرية ، وإلي جانب كل تلك النظم الإدارية التي أتبعها الرسول صلي الله عليه وسلم فقد أرسل ولاته إلي كافة الأقاليم المجاورة فعلي سبيل المثال أرسل لليمن ” معاذ بن جبل ” ، وأستعمل علي مكة ” عتاب بن أسيد ” ، وكان علي البحرين ” العلاء بن الحضرمي.

كما كان لرسول الله صلي الله وسلم سفراء للملوك ، والأباطرة يدعونهم للإسلام فأرسل عليه الصلاة والسلام ” حاطب بن أبي بلته ” للمقوقس عظيم القبط في مصر ، و ” شجاع بن وهب ” للحارث بن أبي شمر الغساني ، و ” دحية بن خليفة الكلبي ” لقيصر الروم ، و ” سليط بن عمرو العامري ” ، إلي هوذة بن علي الحنفي ، و ” عبد الله بن حذافة السهمي ” لكسري ملك فارس و ” وعمرو بن أمية الضمري ” للنجاشي ملك الحبشة .

أما فيما يخص ديوان الجند في العهد النبوي يمكن القول بأن تمويل الجيش كان يعتمد أعتماداً كبيراً علي ما كان يجهز به المسلمين أنفسهم سواء من السلاح أو الخيول إلي جانب ما كانوا يتطوعون به من الأموال بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم .

 

وكان المسلمون يدبرون تلك الأموال التي يتجهز بها الجيش عن طريق ما بين أيديهم من الزراعة ، والتجارة ، وإبل ، وماشية ولم يقتصر تجهيز الجيش علي المسلمين فقط بل كان الرسول صلي الله عليه وسلم يشارك أيضاً في التجهيزات عن طريق ما كان يحصل عليه من خمس الغنائم ، إلي جانب أموال الذكاة التي كانت تدخل في تلك التجهيزات .

وفيما يخص الغنائم التي كانت تعد مورداً هاماً من موارد الإنفاق فقد بدأت عملية توزيعها علي عامة المسلمين في السنه الثانية من الهجرة كما جاء في سورة الأنفال ، فقد كان نصيب المسلم يعتمد علي حصته في الغزوات الناجحة التي شارك فيها ، فكانت الغنائم تقسم علي خمسة أجزاء فالخمس الأول كان لله وللرسول ولذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل كما حدد الله عز وجل في القرآن الكريم أما الأربع أخماس الأخري فكان يتم توزيعها علي المشاركين في الغزوة ، والذين لم يشاركوا بسبب تكليفهم من قبل الرسول صلي الله عليه بواجبات أخري .

وفيما يخص النساء ، والأطفال اللذين كانوا يحضرون الغزوات فيساهمون في جلب الماء ، وإسعاف الجرحي ، والعبيد اللذين كانوا يساعدون ساداتهم في الحرب فكان لكل هؤلاء نصيب من الغنائم ولكن ليس مثل الرجال المحاربين ، كما كان للشهيد الذي يُقتل في الغزوة نصيب من المغانم ؛ حيث كان نصيب الشهيد يذهب لأهل ، والأقارب كما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع ” سعد بن خيثمة ” أحد شهداء بدر .

وفي أواخر عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ظهر مورداً جديداً من موارد الأنفاق ، ألا وهو الجزية الي فرضت علي أهل الذمة في العام التاسع من الهجرة بعد عودة الرسول صلي الله عليه وسلم من غزوة تبوك ؛ حيث صالح كل من أهل ” أيلة ، و أذرح ، وجرباء ، ودومة الجندل ” الرسول علي دفع الجزية ، كما فرضها عليه الصلاة والسلام علي أهل الذمة في مكة ، والمدينة ، ونصاري نجران ، وعلي نصاري ، ومجوس ، ويهود البحرين .

ومن موارد الأنفاق أيضاً التي بدأت في الظهور في العصر النبوي تلك الأموال التي كانت ترد من البلدان المجاورة والتي كانت تخضع لسلطان رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فكانت تلك الأموال توضع في المسجد ويتم توزيعها بالتساوي علي عامة المسلمين ، وتشير المصادر أن بعض هذه الأموال التي وردت للمدينة وتم توزيعها بالفعل علي المسلمين كانت قد وردت من البحرين ، وأطلق علي تلك الأموال التي وزعها رسول الله صلي الله عليه وسلم أسم ” العطاء ” .

ولم يكن هناك موعداً محدداً لتوزيع تلك الأموال التي ترد من الأقاليم المجاورة ففي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كان يتم توزيع تلك الأموال في موعد أقصاه ثلاثة أيام من تاريخ وصولها للمدينة فكان لا يأتي علي مال أو طعام ثلاثة أيام إلا ووزعة رسول الله صلي الله عليه وسلم علي عامة المسلمين .

اقرا ايضا:-

مميزات الحضارة المصرية القديمة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا