المرأة المصرية .. قوة لا يُستهان بها

 

رئيس قسم المرأة: مايا أحمد زكي

منذ عصور كان للمرأة المصرية مكانتها الراسخة، أيا كان مكان تواجدها، إن كانت حاكمة للبلاد أو حتى في بيتها، المرأة المصرية هي أحد أعظم ركائز الحكم وأقوى ركيزة لبناء الأسرة، صامدة دائمًا أمام أعباء الحياة، ومثابرة مهما جار عليها الزمن، وناجحة مهما عانت من قيود المجتمع، أينما كانت المرأة المصرية كانت القوة والكفاح والوصول إلى القمة.

المرأة حاكمة في الحضارة الفرعونية:

لقد شهدت الحضارة المصرية العريقة قوة وعظمة المرأة في الحكم، وفي دفاتر التاريخ بصمات المرأة مازالت محفوظة، فلا ريب أن المرأة المصرية قد استطاعت أن تثبت مكانتها بين الحكام والملوك في عصر الفراعنة، ومن أمثلتهن: “ميرت نيت، خنتكاوس، نيت إقرت، سوبك نفرو، حتشبسوت، تاوسرت، نفرتيتي، نفرتاري، كليوباترا الثانية، برنيقة، أرسينوي الثانية، كليوباترا السابعة”.

المرأة الحاكمة في عصر الدولة الأيوبية:

لقد كانت السلطانة شجر الدر مثال يحتذى به في البسالة وحسن القيادة وروعة التصرف، حتى أن اسمها قد نُقش على الدينار، فهي استطاعت بحكمتها المساهمة في هزيمة الصليبيين أثناء محاولاتهم الدخول إلى مصر، ورغم أن فترة توليها عرش مصر كانت قصيرة، إلا إنها استطاعت السيطرة على جيش بلدها بأكمله وحماية دولتها العريقة مترامية الأطراف من خطر العدو، وحافظت على مكانتها كسلطانة للبلاد رغم رفض الجميع لتلك السياسية الجديدة عليهم، فكانت تتكبد مشقة الخطر الداخلي والخارجي الذي يهددها ولم تستسلم أبدًا.

المرأة حرة من أغلال الألقاب:

لقد استنكر الجميع وقتها كيف لمن يطلق عليها لقب “جارية” أن تتولى عرش مصر، لكن الحقيقة أن المرأة مرأة، مُجردة من أي ألقاب تطلق عليها وتقيدها بالأغلال، المرأة القوية تستطيع كما استطاعت شجر الدر أن تقود وتحارب وتنتصر وأن تضع الكلمات العقيمة تحت أرجلها لتعلو وتعلو فوق هتافات السفهاء، فالسر يكمن في عدم الانصياع خلف القطيع، الذي يردد شعارات ليس لها أساس من الصحة ويريد أن يسلب المرأة حقها في الإدارة والحكم.

المرأة المصرية البسيطة:

على الجميع ألا يستهين أبدا بدور المرأة المصرية البسيطة التي تعيش في القرى والنجوع والتي تعطي الجميع أكثر من واجباتها نحوهم، تلك المرأة التي تعجن وتخبز وتطهي الطعام وتعيد ترتيب المنزل وتنظف الملابس وتزرع الأرض وتحصدها، وتقوم على كافة شؤون منزلها، تلك المرأة التي تضحي بصحتها لخدمة أهل بيتها، فهي تساعد في حركة الزراعة ومن ثم الصناعة والتجارة، فحتى إن كانت المرأة المصرية بسيطة لكنها تساهم في عملية تطور بلدها.

محاولة إحباط عزيمة المرأة المصرية:

لقد أثبتت المرأة المصرية أمام العالم أنها صاحبة رأي وقرار وعقل رصين، ومن أمثلة النساء المصريات النجاحات على كافة الأصعدة ما لا يعد ولا يحصى، لكن المجتمعات الشرقية حاولت كثيرًا إحباط عزيمة المرأة وإصرارها، فقد حاصروها منذ سنوات بين جدران منزلها، تربي أولادها وتعتني بزوجها وتنظف البيت وتطهي الطعام، رغم أن هذه المهام ليست حكرا على المرأة فقط، فهي إن فعلتها تكون زائدة عن واجباتها، لأنه في الأصل كل شؤون المنزل لابد فيها من الشراكة بين الزوجين لكي تكون حياة سوية وسليمة.

نجاح المرأة المصرية:

ولقد شاهدنا في الآونة الأخيرة كيف نهضت كينونة المرأة المصرية ونفضت عن كاهلها غبار العادات والتقاليد الموروثة، لقد تبوأت مناصب عظيمة، وظهرت مهاراتها المدفونة منذ أعوام وأعوام، وهذا ما كنا نسعى له ولقد تكلل سعينا بالنجاح، فلم تسعَ النساء إلى أكثر من حقوقهن، أن تُعامل بإنسانية، ألا تُسلب المرأة حقها في كونها إنسان له حقوق وعليه واجبات، وأن تُقدر جهودها وأن يُحترم عقلها وقدرتها على الحكم والإدارة، وأن تُمحى الفكرة المشوهة التي التصقت بالنساء أنهن ضعيفات لا حيلة لهن، وأنهن غير قادرات على العمل وتقلد المناصب.

كيان المرأة المصرية العظيم:

أينما كنتِ أيتها المرأة المصرية كوني فخورة بنفسك، فأنتِ كيان عظيم، لديك القدرة على أن تكوني أم حنونة وعلى صعيد آخر شخصية قيادية ماهرة، تستطيعين العمل داخل وخارج منزلك، تتحملين عشرات المسؤوليات في آنٍ واحد، وحتى إن كنتِ لا تعملين أو كما يُطلق عليكِ “ربة منزل”، فإنكِ أيضًا تحملين منزلك على كتفيك وتظلين ثابتة وراسخة وتربين أجيال مثلك أقوياء ليقودوا من خلالك العالم.

وفي يوم المرأة المصرية، كل عام وكل امرأة مصرية قوية ورائدة، كل عام والمرأة المصرية هي عقل مُدبر وقلب حنون، كل عام والمرأة المصرية شرف وفخر لبلدها أمام العالم، دُمتِ أيتها المرأة المصرية مثال يُحتذى به في القوة والنجاح.