الملك سنفرو وفلسفة تحول المقابر الملكية من مصطبة ذات درجات إلى الشكل الهرمي الكامل
✍️ندى الحداد
نبذة تاريخية عن الملك سنفرو :
s nfr w(i) هو صانع الجمال هو الملك الطموح مؤسس الاسرة الرابعة ،فهو الذي اكمل المجموعة الجنائزية للملك حوني في ميدوم وبنى الهرم المنحني أو المنكسر وقد ذكر مانيثون أن مدة حكمه لمصر كانت ٢٩ عام، كان الملك سنفرو أكثر نشاطاً حيث قام بعمل نهضة إقتصادية وفنية وعسكرية في مصر كما ذكر حجر بالرمو عن إنجازاته داخل وخارج مصر كإرساله لأسطول كامل للبنان لإستيراد أخشاب الارز والتي صممت بها سفن ضخمة وتم استخدامها في الأجزاء الداخلية للهرم المنكسر فهناك قطع خشبية من داخل هرم سنفرو يرجع تاريخها إلى حوالي ٤٦٠٠ سنة وعلى الجانب العسكري أرسل حملات تأديبية لبلاد النوبة لتأمين حدود مصر كما أرسل حملة تأديبية لحدود ليبيا لتأمين الحدود الغربية وقام بتأمين الحدود الشرقية لمصر لأهميتها الإقتصادية التي تتمثل في الفيروز والنحاس وكذلك لكونها ممر هام للقوافل التجارية القادمة من الشام، لذلك ظلت ذكرى الملك سنفرو في سيناء حيث اعتبروه الإله الحامي لسيناء وقديس وعبدوه مثل حتحور وسوبك، لقب الملك سنفرو بلقب نب ماعت أي رب العدالة كما لقب بعدة ألقاب أخرى الملك الطيب الملك المحبوب والملك المحسن والملك الفاضل، وذكرت بردية وستكار أن عهد الملك سنفرو كان عهد رخاء وتوفى الملك سنفرو بعد أعماله العظيمة في الدولة القديمة في الأسرة الرابعة ومن أهم انجازات الملك سنفرو التغيير الكامل لشكل بناء الأهرامات من الهرم المدرج إلى الهرم الكامل وتتبع الملك سنفرو في ذلك ثلاث مراحل كانت نقطة تحول فعلية في بناء الأهرامات:
المرحلة الاولى استكمال بناء هرم الملك حوني في ميدوم:
كانت المرحلة الأولى للملك سنفرو في قصة تحول الأهرامات من مصطبة بعدة درجات إلى هرم كامل في استكماله لهرم أبيه الملك حوني في ميدوم والذي بناه بالطريقة التقليدية للأسرات السابقة ببناء مصاطب فوق بعضها مكونة للهرم ذي الدرجات ولكن كانت بداية فكرة الأهرامات الكاملة من عمل كساء للهرم يقوم بملأ الفراغات مما يعطي بداية لشكل الهرم الكامل.
المرحلة الثانية الهرم الجنوبي الى (المنحني) في دهشور:
وفي المرحلة التالية قام الملك سنفرو بإختيار منطقة دهشور لبناؤه الهرم الفعلي الحقيقي الكامل الخاص للملك والذي سمي بالهرم المنحني أو المنكسر أو المائل وهو فريد من نوعه في شكله سمي بهذه الأسماء لأنه بنيت واجهاته الأربعه بزاوية ميل أقل لذلك نجد أن الجزء الأسفل من الهرم زواية ميله أكبر من الجزء الأعلى والذي أشرف على بناؤه هو ابن الملك سنفرو (كا نفر) ربما كان ليس على دارية كافية بالهندسة مما أدى لحدوث خطأ في زاوية الميل للهرم فبمجرد أنه انتهى من الجزء الأول من الهرم اكتشف أن زاوية الميل غير مناسبة لثبات الهرم وأنه لو استكمل بناء الهرم بنفس زاوية الميل سوف يؤدي لحدوث ثقل في الهرم وقد يسبب حدوث ثقوب في أساسات الهرم وحجرة الدفن وهناك رأي آخر أن المهندس استخدم اسلوب جديد في طريقة البناء وهذا هوالمعهود في الحضارة المصرية في التطور والحداثة للفنون والعمارة على امتداد الحضارة المصرية، وقد عثر على المجموعه الهرمية الكاملة للهرم الجنوبي (المنحني)، وهي عبارة عن الهرم والمعبد الجنزي (معبد الشعائر) كان مخصص لإقامة الطقوس والشعائر الخاصة بالملك وتقديم القرابين ومعبد الوادي وهو اقدم معبد وادي حتى الآن عثر بداخله على نقوش مختلفة تصور حاملات القرابين والطريق الصاعد الذي يصل بين الهرم ومعبد الوادي كان محاط بسور من الطوب اللبن ولكنه دمر معظمه، ويوجد جنوب الهرم هرم آخر ربما كان لحفظ الأواني الكانوبية به لعملية التحنيط وهناك رأي آخر أنه هرم القرين للملك سنفرو.
المرحلة الثالثة الهرم الشمالي (الهرم الأحمر) في دهشور:
وظهرت نتيجة آخر مرحلة من محاولات الملك سنفرو وهي تشييده لهرمه الخاص وهو هرماً آخر على مسافة واحد ونص كيلو متر شمال الهرم المنحني في منطقة دهشور أيضاً، وهو الهرم المعروف بإسم الهرم الشمالي أوالهرم الأحمر وقد سمي بالهرم الأحمر لوجود كساء من الحجر الأحمر، وقد استفاد مهندس هذا الهرم من تجربته السابقة في الهرم المنحني في تصحيح الزاويا؛ ولذلك جعل زاوية أضلاعه أقل من زاوية هرمه الأول، فكانت النتيجة هي تشييد أول هرم كامل حقيقي في تاريخ العمارة المصرية، وتاريخ العمارة البشرية كلها وهو هرم سنفرو الشمالي في دهشورولكن للأسف لم يعثرعلى المجموعة الهرمية الكاملة للهرم الشمالي حتى الآن، ويعتبر الهرم الشمالي هو الهرم الكامل الكبير المنافس لهرم الملك خوفو.
