التاريخ والآثار

اليوم العالمي للمرأة

بقلم الأثرية/ أسماء ابو قرن

 

تعتبر المرأة المصرية القديمة عماد الأسرة والمجتمع المصري القديم ، ولولا المرأة المصرية القديمة ، ما كانت مصر القديمة،
ولم يكن للمرأة من دور سوى دورها الطبيعي في الأسـرة كزوجـة
وأم، كان دور المرأة في مصر القديمة علامة بارزة على طريق الحضارة المصـرية على حرص المجتمع آنذاك على اسـتثمار كـل طاقاتـه، يزين بين رجل وامرأة، وكان أن تعاونا في إطار نسيج رائع، أفرز للعالم أجمع هذه الحضارة التي جـاءت بإنجازاتهـا
من خلال ما سجلته لنـا الآثـار المصرية القديمة من صور لها، أو تماثيل منفردة أو مع زوجها وأسرتها، وما ورد عنهـا من أقوال الأدباء والحكماء، وما حملته من ألقاب، وما شغلته من وظائف، وما مارسته من دور في أسرتها وفي مجتمعها، كل هذا يجعلنا نلم بوضوح بصورة المرأة المصرية .

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة

المرأة في مصر القديمة

 

في الوقت الذي كان فيه الرجل هو صاحب اليد العليا في كل زمان ومكان في العالم القديم، ولم يكن للمرأة من دور سوى دورها الطبيعي في الأسـرة كزوجـة وأم، كان دور المرأة في مصر القديمة علامة بارزة على طريق الحضارة منذ آلاف السنين، وعنو انًا على حرص المجتمع آنذاك على اسـتثمار كـل طاقاتـه، وصولاً إلى أعلى درجات الرقي والتقدم دون تمييز بين رجل وامرأة، وكان أن تعاونا
في إطار نسيج رائع، أفرز للعالم أجمع هذه الحضارة التي جـاءت بإنجازاتهـا.

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة

 

ونظرة فاحصة على دور المرأة في مصر القديمة من خلال ما سجلته لنـا الآثـار المصرية القديمة من صور لها، أو تماثيل منفردة أو مع زوجها وأسرتها، وما ورد عنهـا من أقوال الأدباء والحكماء، وما حملته من ألقاب، وما شغلته من وظائف، وما مارسته من
دور في أسرتها وفي مجتمعها، كل هذا يجعلنا نلم بوضوح بصورة المرأة قد مارست دورها الطبيعي كزوجة وأم، وبذلت كل الجهد لتهيئ المناخ المناسـب لأسرتها لتكون منتجة، ولتحيا حياة سعيدة هانئة في نفس الوقت، ثم جعلتها الأسرة تتـداخل في نسيج مجتمع قوي متماسك، وصل إلى درجة من النضج أهلته لإنجاز هذه الحضـارة الرائعة .

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة

 

لقد أظهرتها المناظر والتماثيل مع أفراد أسرتها وقد بدت عليهم علامـات السـعادة والهناء والترابط الأسري، كما أظهرتها مهندمة أنيقة رشيقة تبدو في أبهى زينتها وأجمـل ملابسها، وقد بدت عليها علامات الصحة والرضا .

 

ويتضح من كل النصوص التي تعاملت مع المرأة أن الزوج والمجتمع كانـا يكنان لها تقدير خاص ، فهي التي تحمل لقب “نبت بر”، أي “ربة البيت”، وهو لقـب يؤكد وضعها المتميز بين أفراد أسرته وبنظرة على التشريعات والقوانين المصرية، يتضح كيف أنها حددت للمـرأة حقوقها وواجباتها في الزواج وعند الطلاق، وكذلك نظمت لها أمر الميـراث حفاظًـا على حقوقها وآدميتها .

 

إضافة إلى كل هذه الجوانب من حياة المرأة، هناك ذلك الجانب الذي ميزهـا عن المرأة في أية حضارة من حضارات العالم القديم، ودورها في المجتمـع، ذلـك الدور الذي يتضح من خلال الصفات التي نُِ تْعتَ بها وألقاب الشرف التـي أُ بِسـ غت عليها، والوظائف الهامة التي شغلتها، حتى أنها تمكنت منذ تاريخ مصر المبكر مـن
حكم البلاد .

 

ما بدأنا ببعض الصفات والنعوت التي وصفت بها المرأة، فسـ نرى مـن بينها: “المنقذة”، و”العالمة”، و”قوية الساعد”، و”القابضة على الأرضـين “، و”عظيمـة القوة”، و”سيدة التجلي”، و”جميلة الوجه”، و”عظيمة المحبة”، و”المشـرقة كالشـمس ، ” “و منعشة القلوب”، و”صاحبة الرقة”، و”سيدة المحبة”، و”سيدة البهجة”، و”سيدة النسيم ، ” “و سيدة المرح” “، و عظيمة الاحترام “و، ” طاهرة اليدين” “، و سديدة الرأي” “، و الموقرة لدى زوجها”، و”النبيلة”، و”محبوبة زوجها”، و”صاحبة العظمة”، و”سيدة رعاياهـا “، و”ذات
الجاذبية” “، و سيدة كل السيدات” “، و عظيمة الفضل” “، و حلوة المحبة “.

 

وحصلت المرأة على مجموعة من الألقاب الشرفية التي تشير إلـى احتـرام مجتمعها لها، والتي تربطها أحيانًا بالملوك والآلهة، فهي أم الملك، وأخـت الملـك ،وسـيدة وزوجة الملك، وابنة الملك. وهـي : أم الإلـه، وزوجـة الإلـه الأرض نيي a، وسميرة حور، والمفضلة لدى الإله، وسـيدة كـل السـي وحسيبة الملك، والمعروفة لدى الملك، وابنة الإله، وسيدة التجلي، والمشرقة كالشمس، والعظيمة في القصر .

 

وتستمر المرأة في أداء دورها باقتدار فتشغل مجموعة من الوظـائف الهامـة الدنيوية والدينية، من بينها: كبيرة الحريم، ومغنيـة الإلـه، والعازفـة، والموسـيقية الكاهنة، والنادلة، والمرضع، والكاتبة، ومزينة الملك، والمربية، والمغنية، والمنشـدة،
والكاتبة، والمشرفة على متاع الملك، والمشرفة علـى راقصـات الملـك، ورئيسـة الخزانة، والمجدفة، والمشرفة، والراقصة، والمطهرة، والحاكمة، والعالمـة، ومقيمـة الشعائر .

 

وفي إطار تقاليد الملكية المصرية، تلعب المرأة الملكيـة دو را مـؤثر ، فهـي المعبر الذي لابد أن يعبره الملك لكي يصل إلى عرش البلاد. فقد كانت التقاليد الملكية تتطلب أن يكون حاكم البلاد من أم ملكية، وإذا ما تعذر ذلك كان عليه أن يتزوج من إحدى أميرات البيت المالك، وإذا ما تعذر ذلك أيضا كان عليه أن يلجأ لحيلة سياسـية تغلف بإطار ديني تعرف بالولادة الإلهية، فنرى الملك الذي وصل إلى عرش الـبلاد من غير أم ملكية يذيع على الناس قصة مؤداها أن الإله تزوج من أمه البشرية، وجاء هو نتاج لهذا الزواج، وبهذا يحصل على شرعية من قبل الإله (لم تتوفر له من قبـل
الأم) تؤهله لحكم مصر.

 

وكان يتم تكليف الملكة الأم بحكم البلاد نيابة عن ابنها، الملك الطفل. وتعد هذه الواقعة التاريخية من أوائل الحوادث في هذا السياق. وكان دور النساء مهمًا في الحفاظ على عرش البلاد لأبنائهن حتى يبلغوا سن الرشد. وقد تردد العالم الحديث في اتباع نظام وصاية النساء على العروش. وتم اتباعه في مصر القديمة، نظرًا لأن الأم هي الشخص الأكثر ولاءً ووفاءً وإخلاصًا لابنها الملك الطفل، فضلاً عن كونها تنتمي بالدم للعائلة المالكة، وأيضًا كانت متدربة على تحمل مسؤوليتها التاريخية والدفاع عن ابنها الطفل حتى يشب عن الطوق. وكانت الأمهات، وليس الآباء أو الإخوة، اللائي يقمن بهذا الدور المجيد حين يرحل الزوج فجأة. وهذه السنة الحسنة سوف يسير عليها العالم بعد ذلك وتصبح من أدبيات وآليات انتقال الحكم في دنيا الحكم والسياسة.

 

وكانت علاقة المرأة قوية وقائمة على الحب مع زوجها وكانت محل تقدير أبنائها. وصورت المرأة واقفة إلى جوار زوجها في حجم مقارب لحجمه. وتطوق جسده بذارعها، وتضع يدها اليمنى أسفل صدره، وتلامس بيدها اليسرى ذراعه اليسرى في حنان وحب واضحين. ويحمل هذا التصوير الفني مغزى حضاريًا معاصرًا يعبر عن قمة الحب والتراحم والحنان والتواصل بين الرجل والمرأة في المجتمع المصري القديم. ويمثل الزوج في صورة إنسانية كزوج محب لزوجته وشريكة كفاحه.

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة

 

وشاركت المرأة المصرية في الدفاع عن الوطن، مما يوضح عظمة الدور الذي من الممكن أن تقوم به النساء في تحرير الأوطان وشحذ همم الرجال من الأبطال كي يعيدوا لمصر كرامتها وعزها. وكان للملكة المناضلة «تتي- شري» دور كبير في تحرير مصر من احتلال الهكسوس على يد حفيدها الملك أحمس الأول الذي حرر مصر من الهكسوس وطاردهم إلى خارج الحدود المصرية. وفي هذا ما يوضح عظم دور ملكات مصر العظيمات في الدفاع عن أرض مصر الخالدة، وتنشئة الملوك الأبطال الجديرين بحكم مصر. وساهمت أمه الملكة إياححتب الأولى في تسيير الفرق العسكرية، ولعبت دورًا كبيرًا في الدفاع عن العاصمة طيبة، وحمت مصر واعتنت بها وبالجنود، وقامت بأداء الشعائر، وجمعت الهاربين وأعادت الفارين، وأنزلت السلام والسكينة على مصر العليا، وطردت المتمردين. وعُثر ضمن آثارها على عدد كبير من الآثار العسكرية مثل فأس يدوية وخنجر وأنواط عسكرية على شكل ذبابات ذهبية مما يؤكد دورها العسكري الفريد.

اقرا ايضا:-

دور المرأة ومكانتها فى المجتمع المصري القديم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا