مقالات

طهارة القلب استعدادًا لِرمضـــان موسم الطاعات كما ينبغي

 

✍️ مـروٌهّ حَسـنْ

 

يعدّ رمضان شهر مُبارك حيث أُنزِل فيه القرآن الكريم على النبي محمد ﷺ، ففيه فرض الله سبحانه وتعالى من كل عام الصيام على المسلمين، هو أحد أركان الإسلام الخمسة، والصيام فيه أفضل أنواع الصوم، يُستَحب فيه قِيام الليل من تهجد وتراويح، أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وبالإضافة إلى ذلك رمضان الكريم يُغذي الروح ويطهر النفس.

طهارة القلب استعدادًا لِرمضان موسم الطاعات

 

استقبال الصحابة لشهر رمضان

ضرب الصحابة -رضي الله عنهم- أفضل الأمثلة في استقبالهم لشهر رمضان، كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون أشدّ الحرص على الإستعداد لشهر رمضان؛ فيدعون الله ستّة أشهر أن يُبلّغهم رمضان، ثمّ يدعونه ستّة أشهرٍ أخرى أن يتقبّل منهم صيامهم، وعبادتهم، وطاعتهم، فبذلك العام لديهم يكون كأنّه كلّه شهر رمضان، ومن الأدعية الواردة عن الصحابة في الإستعداد لشهر رمضان ما كان يدعو به عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قائلًا: (اللهمَّ زِدْنا ولا تَُنقُِصْنا وأَكرِمْنا ولا تُهِنَّا وأَعطِنا ولا تَحرِمْنا وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا وارضَ عنَّا وأَرضِنا)، وما كان من دعاء أُسيد بن أبي طالب؛ إذ كان يدعو: (اللهمَّ أحسنْ عاقبتَنَا في الأمورِ كلِّها، وأجرْنَا منْ خِزْيِ الدنْيَا وعذابِ الآخرةِ)، بالإضافة إلى دعاء الحسين بن علي -رضي الله عنهما-: (اللَّهمَّ اهدِنا فيمَنْ هدَيْتَ وعافِنا فيمَنْ عافَيْتَ وتولَّنا فيمَنْ تولَّيْتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيْتَ وقِنا شرَّ ما قضَيْتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضَى عليكَ إنَّه لا يذِلُّ مَن والَيْتَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ).

رمضان واهل الباطِل لما كل هذا الإستعداد؟

يستعد أهل الفن في القنوات الفضائية المصرية قبل مجيء رمضان بـ حوالي 100 مسلسل في 30 حلقة بـ 3000 حلقة، أهل الباطل استعدوا كل هذا الإستعداد لرمضان 10 أضعاف مجهود السنة كلها، ونحن لازلنا نتحدث عن كيفية الإستعداد لرمضان عار علينا يا أمة محمد ﷺ بالله كيف ونحن الذين بكي الرسول شوقًا لرؤيتنا. دعونا نستكمل حديثنا لعلكم تدركون ما يحدث وتفيقون قبل فوات الأوان، رمضان الشهر الوحيد الذي تحي فيه الأمة من جديد بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك. ثم قال أبو هريرة: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [سورة محمد: 22]» [رواه البخاري]. إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟ هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري].

رمضان واهل الباطِل استعدادًا لرمضان

رمضـــان صفقة العُمر، توق نجاة لإنقاذ الأمة

يعدّ رمضان شهر طوق نجاة لكل شخص يريد ينتقل في علاقته مع الله تالله لينقلك نقلة فرق السماوات والأرض، رمضان شهر تكوين ثروة من الحسنات المهولة، قم من الآن استعد للتخلص من معاصيك لتغيير عاداتك وانطباعك، فهو 30 امتحان علي حسب تقديرك فيهم يبقى مقامك عند ربنا ﷻ، كل يوم يموت حوالي ربع مليون إنسان على وجه الأرض، أي أن قبل مجيء رمضان على الأقل سيموت 15 مليون شخص بداية من شهر رجب، لو أنت استعديت لرمضان فالحال تكون “مُرابِط” أي تحظى بثواب رمضان بإذن الله تعالى إذا توفاك الله قبل مجيء الشهر المبارك. كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُبشّر الصحابة -رضي الله عنهم- بمجيء شهر رمضان، وقد رُوي في ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ كان يُبشّر أصحابه بقدوم رمضان، فيقول: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)

 

رمضـــان صفقة العُمر، توق نجاة لإنقاذ الأمة

نصائح للاستعداد الأمثل لشهر رمضان

يظن البعض أنهم مستعدون لصيام شهر رمضان بدون أي متاعب سابقة وإذ فجأةً عندما يبدأ شهر رمضان يشعرون ببعض المتاعب، السبب في ذلك هو عدم التجهيز لشهر رمضان، لكن التخطيط والاستعداد سيجعل الانتقال أسهل عليك كثيرًا، فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك، قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران: 133]. وقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ} [المطففين آية: 26]. ابدأ من الآن -إن كنت من مدمني النت- بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن رمضان لن ينتظرك، المبادرة في قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعي، إذا كان المريض يشق عليه الصوم ويضره، فمن كان مبتلى بمرض مزمن. قال ابن قدامة: (أجمع العلماء على جواز الإفطار في هذه الحالة، كما جاء في آية القرآن): (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (البقرة 2: 185).

استعدادًا لشهر رمضان المبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا