التاريخ والآثار

تمثال أبو الهول 

إعداد الاثري/ محمد حمدي محمود

 

لقد جرت العادة عند الكثير من المؤرخين ، وعلماء الأثار أنهم عندما يكتبون عن الملك ” خفرع ” أن ينسبوا إليه تمثال ” أبو الهول ” العظيم قائلين : ” بأن هذا التمثال العجيب هو الملك خفرع بعينه ” ، ولذلك يعتقد الكثيرون بأن المعبد المجاور له هو معبد أبو الهول ، ولكن الحقيقة بأن التمثال ليس له أي علاقة من بعيد أو من قريب بالمعبد .

تمثال أبو الهول 
تمثال أبو الهول

 

وفي البداية لم تصل إلينا أي معلومات عن هذا التمثال من مؤرخي اليونان القدماء الذين زاروا مصر قبل الميلاد والسبب في ذلك كان أن همهم موجهاً لدراسة الأهرامات ووصفها ولكن لا ندري لماذا لم يقوم مؤرخي اليونان بدراسة مثل هذا التمثال الضخم هل كان مغطي بالرمال ؟ أم انه لم يلفت نظرهم .

 

وإذا أفردنا الحديث عن هذا التمثال الضخم يمكن القول بأنه يقع في الناحية الشمالية من الطريق الممتد بين المعبد الجنائزي ، ومعبد الوادي للملك ” خفرع ” وهو منحوت من صخرة واحدة ؛ حيث يبلغ طول أبو الهول 46 متر ، ارتفاعه عن الأرض 21 متر ، والواضح أن التمثال علي شكل رأس إنسان ، وجسد أسد .

 

أما عن تاريخ نحت التمثال فقد أختلف فيه العلماء فهناك من يقول بأن أبو الهول قد تم نحته في عهد الملك ” خوفو ” ، وهناك من يقول بأن تاريخ نحته يعود لفترة ما قبل الأسرات ، وهذا وفقاً لبعض النقوش المتأخرة التي تم العثور عليها ، ولكن هذه النقوش تم الإثبات بأنها كانت نقوش دخليه من عصر الدولة الحديثة وما بعدها .

 

وقد أخرتنا بعض البرديات ، والنقوش التي تركها لنا المصري القديم بأن أبو الهول هو تجسيد للإله ” حور إم آخت ” أي ” حور في الأفق ” والمراد به الملك المتوفي ، كما ذكر أبو الهول في كتابات المؤرخين اليونان باسم ” حرما خيس ” .

والدليل علي القدسية الكبيرة لتمثال أبو الهول وللإله ” حور إم آخت ” تلك اللوحة التي تعود لعصر الملك ” تحتمس الرابع ” والتي تصف تعبد الملك لهذا الإله العظيم ؛ حيث قام الملك تحتمس الرابع بالكثير من الأعمال الجليلية لهذا الإله فقام بإزالة الرمال التي كانت تغطية وبني من حولة في الجهات الأربعة سوراً من الطوب اللبن ولا تزال بعض أجزاء هذا السور باقية حتي اليوم ، وعلي بعد أربعين متراً غرب السور أمر الملك تحتمس الرابع ببناء سور أخر من أجل حماية السور الأول من زحف الرمال .

 

ولما جاء ملوك الأسرات الثامنة عشرة ، والتاسعة عشرة ، والعشرين أهتموا اهتماماً كبيراً بتمثال أبو الهول ؛ حيث بنو الكثير من مساكن الكهنة الذين كانوا يقيمون الشعائر الدينية لهذا الإله ، كما كان ملوك مصر القديمة يعتبرون منطقة أبو الهول منطقة لصيد الغزلان فأطلقوا علي تلك المنطقة اسم ” وادي الغزلان ” .

 

وفي منطقة أبو الهول تم العثور علي حمام ، ومنزل يعود تاريخه لعهد الملك ” توت عنخ أمون ” وربما كان هذا المنزل مكان لراحة الملك عند الخروج للصيد ولكن لما جاء الملك ” رمسيس الثاني ” قام بنقش اسمة علي هذا المنزل بعد طمس نقوش الملك ” توت عنخ أمون ” بالجص .

 

ومما يدل علي القدسية والأهمية الدينية الكبرى لتمثال أبو الهول أن ملوك مصر في كافة العصور كانوا يصنعون الكثير من التماثيل المشابه له بكافة الأحجام ؛ حيث كانت هذه التماثيل تعد تذكاراً في الإحتفلات الدينية التي كانت تقام له ، والدليل علي ذلك أنه تم العصور علي عشرين تمثال صغير لأبو الهول مدفونة تحت الرمال داخل المعبد الخاص به كما تم العثور علي تمثال متوسط الحجم له أمام معبد الملك ” أمنحتب الثاني ” الذي أقام فيه لوحته الشهيرة .

 

وقد تعرض تمثال أبو الهول للكثير من عمليات الترميم في عهد الأسرتين الثامنة عشرة ، والعشرين وفي عهد الأغريق ، والرومان وعمليات الترميم هذه تظهر بشكل واضح في المباني المحيطة به وعلي جانبي التمثال وذيلة ، كما تم ترميم التمثال لأكثر من مرة في العصر الحديث .

 

اقرا ايضا:-

صائم الدهر (محطم أنف أبو الهول) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا