تناول لدور المرأة المصرية الفلاحة من منظور مختلف
✍️ نهى طارق
عاشت المرأة المصرية الفلاحة الكثير من الصعوبات وواجهت الكثير من التحديات، واعتادت على المشقة في العمل، وحين تعمل تثبت للجميع أنها قادرة علي الإنتاج و الإبداع.
الروتين اليومي للمرأة المصرية الفلاحة:
تستيقظ الفلاحة المصرية من بداية بزوغ فجر يومٍ جديد ، لعجن الخبز المصري الفلاح الذي يوصف بأن رائحته ذكية، حيث تعيدنا تلك الرائحة إلى بيتنا القديم في البلد، ويُعد العيش الفلاحي عنصر اساسي في الوجبة عند الريف، و ذلك بالاضافة إلى العيش الشمسي و الرقاق والفطير المطهي بالسمنة البلدي.
– تقول المرأ المصرية الفلاحة : ” البيت من غير عيش كأنه مافيهوش أي حاجة حتى لو التلاجة مليانة من كل حاجة ” .
– و تقول اخرى : ” ان ست البيت الفلاحة بحق يتخبر لبيتها بنفسها ، مش زي بيوت مصر بنجيب كل حاجه من برا ” .
عندما تستقيظ المرأة المصرية الفلاحة من الفجر ، تسعد و تُعد العُدة للخبز، تستخدم الفلاحة الفرن الفلاحي و عادةً ما يكون مصنوع من الطين، توقده بالقش و الخشب، ثم تنخل دقيق الذرة مع دقيق الغلة وتضيف إليهم الماء ، عادةً ما يساعدها الأخوة أو الأبناء أو الأحفاد .
بعد الإنتهاء من مرحلة الخبز ، تذهب المرأة الفلاحة لحلب المواشي ، فهى تقوم بعملية الحلب مرتين في اليوم، مرة في السابعة صباحاً و أخرى آخر النهار ، وتقوم بتغذية “بتظغيط” الطيور، فهي تُربي الطيور من اول البيضة حتى تبلغ حجم ووزن الذبح .
و هنا ننتقل إلى وجبة الفطار البلدي الشهية و هي مكونة من (بيض بالسمنة البلدي ، جبنة ، فول ، مربي ، رايب و العيش الفلاحي).
المرأة الفلاحة المصرية في الغيط :
على الرغم من صعوبة الدنيا إلا أن مساعدة المرأة الفلاحة لزوجها في الحياة و المعيشة و العمل ، وأن تساعده في الزراعة و عزج الأرض هي عنوان حياتهم .
تعتبر الست الفلاحة هي مصدر غذاء الأسرة حيث أنها تعتني بالمواشي والطيور وتطعمهم وتروى الأرض الزراعية، و تُعين زوجها في أمور الفلاحة، فهي عمود يقوم عليه البيت و الغيط، عادةً ما تكون الارض المزروعة ملك لشخصٍ آخر ، و في هذه الحالة يقسم المحصول بالنصف بين المالك و الفلاح .
الست الفلاحة قادرة علي الإبداع و التحدي :
على الرغم من أن المرأة الفلاحة قد تكون حُرمت من التعليم و الرعاية الصحية و أغلبهن تزوجن في سن القاصر بسبب الجهل و الفقر ، إلا انها حين تعمل تُبدع ، و حين تصنع تُنتج، تؤسس الفلاحة المصرية مشروعات مختلفة من “الفلاحة” ، لتُعين زوجها على المعيشة، وتؤمن لأولادها حياة مستقرة و الحصول على الشهادات العُليا التى حرمت منها.
غيرت المرأة الفلاحة من خلال نشاطها و قدرتها على العمل و الربح، المنظور التقليدى للمرأة الفلاحة الغير حاصلة على شهادة، فواحدة أسست مدرسة تعلم بنات القرية التطريز على الشنط و الطرح و الملابس، و أخرى علمت البنات الحياكة و الخياطة على ميكنة الخياطة .
و بعضهن يذهبن إلى الاسواق المجاورة، والبعض الآخر يجول محافظات أخرى كل صباح لكسب لقمة العيش وكسب قوت يومهم ، فتأخذ معها فطير بلدي و جبنة قديمة وطيور ورقاق وبيض بلدي، ولا شك في ان ذلك فيه مشقة لهن حيث ينتقلن بأقفاص محملة بالأطعمة فوق رأسهم وينتقلون من مواصلة إلى أخري حتى يصلون في الصباح الباكر إلى تلك الاسواق .
مشروعات صغيرة ممولة من الدولة :
مثلما يوجد فلاحات قادرات على العمل و لديهن الموارد و الآليات التي تساعدهن على العمل دون الحاجة إلى رأس مال، فعلى الصعيد الآخر هناك أيضاً أغلبية غير قادرة على تأسيس عمل بنفسها، لذلك قامت الدولة بتوفير لهن مشاريع ممولة صغيرة لكسب المال .
وفرت الدولة لهن مكينات خياطة لحياكة الملابس من المنزل و تكون مصدر رزق لهن ، و لآخريات وفرت لهن الدولة جواميس ترعاها فهى مصدر أساسي للبن و القشدة و الجبن و السمنة، ووفرت أيضاً مواشي و طيور، و اكشاك حلوى و غيرها .
معيشة الست المصرية الفلاحة ، معيشة بسيطة و بدائية و غير مهلكة للبيئة أو لمصادرها ، عاشت الست الفلاحة و عاشت قوتها و قدرتها على التحدي ، و على رأي الفنانة الغنائية القديرة أسمهان ” محلاها عيشة الفلاحة” .
