التاريخ والآثار

الفلك في مصر القديمة

✍️ سمر حجازي

 

الان وقد مر اربعمائه عام علي المشاهدات العلمية الاولي او ما أصبحنا نسميه <أعمال الرصد> التي قام بها جاليليو للشمس وللكواكب وحركتها والتي كانت بمنزلة نقطة تحول من الخلط بين الدين والخرافات الي العلم ومن المثير معرفة ماذا فعل المصري القديم وتفسيراته لهذه الظواهر وتدل بعض النقوش في المعابد والتوابيت بشكل غير مباشر علي اهتمام المصري بالفلك وهذه الوثائق عبارة عن توابيت واغطيه توابيت من عصر الدولة القديمة والدولة الوسطي والوثائق الأكثر قدما تبين اشكالا بسيطه وبدائية للديانات دون إشارات تكنيكية محددة اما الوثائق الحديثة لنهاية الألفية الثالثة ق.م فإنها توضح استخدام نظام متكامل لحساب ساعات الليل علي مدار العام وبداية من عصر الدولة الحديثة ظهرت لنا ساعات نجمية في المقابر برسوم توضيحية للسماء خلال الليل والنهار وارشادات لعمل الساعات الشمسية ، علاوة علي ذلك اظهرت لنا أعمال الكشف الاثري بعض الأغراض والاجهزة الفلكية النادره ومع هيمنة الفرس ومن بعدهم اليونان وصلت الي مصر علوم اجنبية في مجال الفلك والتنجيم وظهرت نتيجته العلمية من خلال أبراج الفلك المرسومة علي السقف الفلكي لمقصورة اوزير في معبد دندرة والذي يرجع إلي القرن الاول الميلادي .

 

اسهمت مشاهدات وعمليات رصد متكررة لاعوام في تفسير جزء من ماهية الخلق عند المصري القديم وربما انتقلت ايضا الي الشعوب المجاورة وكان الرصد الأساسي هو رصد( نجم الشعري) الذي كان يختفي بدءا من شهر مايو ولمدة 70 يوم قبل انا يعاود الظهور من جديد يوم 18 يوليو في التوقيت نفسه لوصول ( حابي ) وهي ظاهرة اساسية في الثقافة المصرية القديمة وعلي هذا الأساس بنيت معتقدات اخري مثل موت الفرعون وتحنيطه ودفنه يستغرق 70 يوم وهي عدد الايام التي يختفي فيها نجم الشعري.

 

الإطار الزمني :-

كان للمصريين طريقه خاصة في التأريخ فعند موت الفرعون يبدأ العد من الصفر ويؤرخ لأي تمثال من يوم وشهر وسنه حكم الفرعون.

الفلك في مصر القديمة
الفلك في مصر القديمة

الوصف الميثولوجي للسماء : –

من بين الوثائق الأكثر أهمية والتي يعطي لنا وصفا واضحا للسماء (كتاب نوت) وهو نص ديني مصري يوجد في اوزيريون بابيدوس في مقبرة رعمسيس التاسع في وادي الملوك والمشهد الأساسي فيه مألوف للجميع رسم للسماء بهيئة المعبودة نوت والمعبود شو والذي يرفع جسدها ويظهر المعبود جب (اله الارض) مستلقيا عند اقدامها.

 

ام التصوير الأكثر قدما للسماء كان بهيئة بقرة والشمس او النجوم بين قرنيها صورة تطورت بمزجها مع صورة المعبودة نوت ويوجد ع منطقة البطن 12 نجم يمثلون ساعات الليل ولاكمال هذا الرسم نجد عناصر اخري مثل السماء الدنيا الممثلة في المعبودة نوت
أسطورة المعبودة نوت ليست مجرد استنساخ للعالم المعروف ولكن ايضا للكون حيث نري ان رع ( اله الشمس) كان ابن المعبود جب والمعبودة نوت التي تبتلعه كل غروب ثم تلده من جديد كل فجر بعد رحلة شاقة ومن الملحوظ ان السماء في العقيدة المصرية هي الام وليست الارض وهي رؤيه ذات أهمية شارك فيها المصري القديم الفرعون في المقام الأول بتمثيل نفسه علي انه قرص الشمس في رحلته الخاصة بعد الموت لهذا السبب نجد المعبودة نوت مرسومة داخل اغطية التوابيت ذراعها ممدودتان الي الأعلي وبين يديها الشمس المولودة للتو بالتحديد علي نفس مستوي وجه المتوفي والذي برجوده في هذا الحدث يشارك في مولد الشمس .

الفلك في مصر القديمة
الفلك في مصر القديمة

 

المريخ والمشتري وزحل :-

كانت الكواكب التي عرفها قدماء المصريين والتي نجحوا في رصدها بالعين المجردة خمسة كواكب إذ اعتبر المصريون الثلاثة كواكب الخارجيه تمثيلا لحورس.

اطلق علي كوكب المريخ ( حورس الافقين ) وفي النصوص الأحدث (حورس الأحمر ) والنعت الأهم ويشير الي الحركه الخاصة بالكواكب مقارنة بحركة النجوم التي لا تفني يسمي ( الحركة التراجعية، الثابتة، التقدمية ) .

اما كوكب المشتري فقد ذكر في الوثائق بدايه من عصر الأسرة الحادية عشرة وعادة ما يمثل في هيئة خاصة للمعبود حورس جالسا علي مركب الشمس وموصوفا بالنجمه الجنوبية للسماء او الذي يضئ الارضين .

وكذلك عد كوكب زحل شكلا من أشكال حورس ويدعي( حورس ثور السماء) و(حورس الثور) و ( النجمه الشرقيه التي تعبر السماء )

 

عطارد والزهرة :-

اما عن الكواكب الداخلية التي تقع بين الشمس والأرض سمحت برصد افضل نظرا لأن دورتهم حول الشمس كانت أقصر من الأرض.
وكثيرا ما كان يعرف عطارد بأنه صوره من صور المعبود ست .

الفلك في مصر القديمة
الفلك في مصر القديمة

 

اعتقد المصري القديم ان النجوم هي أرواح الأموات وان النجم القطبي هو نهاية المطاف للفرعون المتوفي وفي متون الاهرام يصعد الفرعون الي القبة السماوية المملوءة بالمجوم صاعدا فيها كنجم لا يفني ثم يتحد مع نجوم اخري مثل الجبار والشعري .

وبالنسبة للمصريين رسم النجم يرمز الي الإله والي السماء والي الليل والوقت والي النفس البشرية .

اقرا ايضا:-

الفلك والتوقيت فى مصر القديمة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا