مقالات

التضحية ليست غباء

إيمان حامد

 

الكثير من الناس يصفون التضحية بشكل مستمر بالغباء وأن صاحبها شخص ساذج ومغفل حتى أنهم يقولون إنه طيب لكنه غبي من قال إن الطيبة والتضحية عيب، وإن التعامل الصادق والنظيف مع البشر ضعف وذل.

 

أنا لا أعتقد أن الغباء صفة الإنسان الطيب والمضحي بل أرى عكس ما يظنون فإن هذه الشخصية أصبحت نادرة في حياتنا فالإنسان الطيب تعود على العطاء وهو متسامح دومًا مع المسيء، ويعفو باستمرار عن ناكري الجميل لأن أخلاقه وروحه هما اللذان يوجهانه فيحمل في أعماقه روحًا نقية تتحدث وتتصرف بطريقة توضح مدى ارتقاء سلوكه وتفكيره الإيجابي ويستطيع إمتلاك القلوب بحسن تعامله ويتمنى الخير للغير ومهما أساء إليه البعض يظل بطيبته يعطي ولا ينتظر أن يرد له الجميل.

 

من وجهة نظري أرى إنها شخصية قوية ‏تطمح دومًا إلى الكمال وقد تفرض على نفسها ضغوطًا لأنها ترى أن ذلك جزء من واجبها تهتم بمصالح من حولها أكثر من اهتمامها بمصالحها فتضحي بكل رضا من أجل سعادتهم وإنها ‏شخصية تتصرف باتزان و صبورة إلى حد أنها تتجنب إلقاء اللوم على أحد خوفًا من أن تجرح مشاعرالطرف الآخر فلا يمكن أبدًا أن نزن الطيبة والتضحية في ميزان الغباء وإلا أصبحنا جهلة لا نفرق بين الصالح والطالح و قلبنا الموازين والمعايير الأخلاقية .

 

التضحية من علامات الحب  فالوالدان يضحيان من أجل أبنائهما  والتضحية أساس استمرار العلاقة الزوجية وهي خلق أساسي بين الصديقين وكذلك هي من أعلى مقامات التقرب إلى الله بأن يضحي الإنسان بنفسه وروحه وماله ووقته لله تعالى و أجمل تضحية عندما تضحى عن محبة ورضى لا عن إكراه وإجبار .

 

و لكي تنجح أي علاقة بين اثنين فلابد لها من تضحية لأن التضحية تعمق الحب وتزيده في الحياة وحتى بعد الموت كما حصل بين النبي الكريم وخديجة رضي الله عنها فقد قامت علاقتهما على الحب والتضحية من أول يوم واستمر ذلك في حياتهما وحتى بعد وفاة السيدة خديجة  وذلك لما قدمته من تضحيات عظيمة من أجله وأجل دعوته فقد صبرت على الأذى  ودعمت النبي بمالها وسخرت له علاقاتها لنصرة دعوته .

اقرا ايضا:-

الحب كما يجب ان يكون 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا