رؤية وابداع

ما وراء الكتابة

 جهاد سعيد

لا أحدَ يعلمُ حجمَ أهميةِ الكتابةِ لِمَنْ يكتبُ.

 

الكتابةُ سردابٌ جميلٌ لكلِّ مَنْ أحَبَّ أن يعيشَ ويرىٰ بعينٍ فاحصةٍ ودقيقةٍ كلَّ الأشياءِ المحيطةِ به.

 

إننا بحاجةٍ للكتابةِ كحاجتنا للطعامِ والشرابِ.

إننا أضعفُ من أن نتحمَّلَ الحُزنَ دونَ الإفصاحِ به، لا نتحمَّلُ فكرةَ تكميمِ الأفواهِ عن الأحاديثِ الثقيلةِ فلهذا نكتبُ، نكتبُ عنَّا وعن كلِّ ما أصابَهُ الكتمانُ وعدمُ القدرةِ على صوغِ الكلماتِ.

 

الكتابةُ حياةٌ أخرى.

الكتابة ليست حِكْراً على أحدٍ.

الإنسانُ لابدَّ أن يشعرَ ويعبِّرَ بِحُرِّيةٍ عمَّا يشعرُ به بالطريقةِ التي يُحِبُّها، ولكنْ ليس كلُّ ما يُكتبُ لا يُنشرُ تحت مُسمَّى -هاشتاج الكتابة الأدبية- لابد أن يكونَ هناك هدفًا كتابيًا موضوعًا أعلى المذكّرات المكتوبة.

 

الكتابةُ لها أصولٌ وأساسٌ لابدَّ لكلِّ مَنْ له هدفٌ كتابيٌّ أن يحترمَها جيدًا، حتى تصلَ كتاباتُه لمكانةٍ محفورةٍ بين جمهورِ المثقفين -وليس مجرَّد القُرَّاء فقط-

الكتابةُ كمسائلِ الرياضياتِ، حيث أنَّ في الرياضيات واحداً مُضافًا لواحدٍ يساوي اثنان، ففي الكتابة شعورٌ واضحٌ مسرودٌ بِلُغةٍ فصيحةٍ سليمةٍ يؤدِّي إلى نصٍّ أدبيٍّ غاية في الرِّقَّةِ، وأيضًا فكرةٌ وحدثٌ يؤدِّيان إلى حبكةٍ فنيةٍ.

 

فهناك أشخاصٌ تحيا بالكتابة، ولا يمرُّ يومُهُم إلا إذا كتبوا نصًا أدبيًا متكاملًا .. لِيُعبِّروا عن فكرةٍ ما،

أو ليغيروا وجهاتِ النظرِ الخاطئةِ،

أو لكي يعيشَ القارئُ مع كتاباتِهم وينسى همومه.

 

وهناك أشخاصٌ آخرون يكتبون لأجلِ أنفسهم فقط،

لكي ترتاحَ من ذلك الهَمِّ الذي يُثقِلُ كاهِلَها.

وتمثِّلُ الكتابةُ جزءًا مُهمًا من أيامِهم، والمواقفَ التي تحدثُ لهم.

 

الكتابةُ شيءٌ مُعبِّرٌ ..

الكتابةُ حياةٌ أخرى غيرَ الحياةِ التي تُرَى وتُعاشُ،

الأفكارُ والشعورُ هما الإلهامُ الذي يقودُنا للكتابةِ.

 

ويُعدُّ الشخص الذي يكتبُ مُخيفاً بالنسبة للقارئِ؛ لأنَّ الشخصَ الكاتبَ أحيانًا يكتبُ شعوراً ما يظنُّهُ القارئُ وهميّاً، لا أحدَ يشعرُ به غيره، ولا تفسيرَ لهذا الشعورِ.

 

القارئُ يظنُّ أنَّ الكاتبَ شخصٌ من عالَمٍ آخرَ، ولكن يا عزيزي نحن جميعًا نعيشُ حياةً واحدةً باختلافِ المواقفِ، ولكنَّ وَقْعَ الشعورِ على القلبِ واحدٌ.

 

ونحن في النهايةِ نحيا ونعيشُ بالكتابةِ، ولا شيءَ يُعوِّضُ الكتابةَ في هذا العالمِ.

المراجعة والتدقيق اللغوي

أ. بدر الحسن

اقرأ أيضاً: 

نهاية المطاف

ما رواه البحر

كمل طريقك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا