مقالات

قواعد تربية النَشء

إيمان حامد

 

 

يسعى الآباء والأمهات إلى تربية نَشء ذو أخلاق وتدين ولكن هذا يتطلب سعي كبير وجهدًا أكبر وخاصة أنهم يواجهون العديد من التحديات فيظل هناك سؤال واحد عالق في أذهان الأباء والأمهات
هل أنا فشلت في تربية أولادي ؟

عادة ما يتردد هذا السؤال على الكثير من الناس وللإجابة على هذا السؤال يتطلب من الوالدين معرفة

 

كيف يمكنهم التعامل مع الأبناء ؟

هناك مشكلتان في التعامل مع الأبناء وهما :-

الأولى :- اللبس الذي يحدث عادة عند الحوار والنقاش مع الأبناء.

 

مفهوم أن التربية تقوم على الحوار والمناقشة جعل هناك لبس في فهم بعض الأمور فلا يعني أن تقوم العلاقة على الحوار ألا يكون هناك حدود في التعامل وألا يكون هناك ثوابت وخطوط حمراء ينبغي للأبناء عدم تجاوزها.

 

فالحوار والنقاش لا يمنعان الحزم في الأمر كله فلا يصح مثلاً أن الحوار مع الأبناء فيما إذا كان من حقهم أن يصلوا أو لا يصلوا ولكن من حقهم أن يفهموا من خلال الحوار بعض الحكم التي من أجلها شرعت الصلاة .

 

فهم يمتلكون الحق في أن يعترضوا على بعض الأوامر لكن بالأدب والاحترام ولا يتحقق هذا إلا من خلال أسلوب تربوي يوازن بين الحب والحزم فلا يطغى أحد منهما على الأخر .

 

الثانية :- إدراك طبيعة المرحلة التي يمر بها الأبناء ولنفرض أنها مرحلة المراهقة.

 

طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الأبناء فلابد أن ندرك أن مرحلة المراهقة مرحلة لها سماتها وتغيراتها الجسمية والانفعالية والاجتماعية والعقلية، وهي سمات لابد من التعرف عليها حتى نتمكن من التعامل مع هذه المرحلة وذلك من خلال خلال كتب علم نفس النمو .

 

حيث يمر المراهق في المجتمعات المدنية بصراعات نفسية وذلك بسبب رغبة المراهق في الاستقلال عن والديه و من يمثل السلطة بشكل عام كالمدرسين والإدارة المدرسية والمدربين بالنوادي .

 

لنتعرف على أشكال هذه الصراعات :-

 

١/ رغبة المراهق في الاستقلال .
٢/ الرغبة في الحرية ونظم المجتمع تمنع هذا.
٣/ التعبير عن الغضب بحدة وثورة شديدة.

٤/ الحساسية المفرطة فهو يخشى التواجد في مناسبات اجتماعية ويشعر بأنه محط أنظار وتعليقات الجميع .

٥/ البعض منهم يسيطر عليه الشعور بالذنب لأنه يرسم لنفسه صورة مثالية لا يستطيع الوصول إليها ثم يحاسب نفسه على هذه الأخطاء وليس الأخطاء السلوكية فقط بل كل ما يراوده من أفكار وهذا ما يجعله أكثر حدة وعصبية.

٦/ يشعر المراهق أن من حوله لا يقدرونه ولا يحترمون رغباته وهو ما يزيد من شعوره بالوحدة والإحباط.

 

لذا يجب على الوالدين أن يشرحا لأبنائهم بعض الأمور ، أنهم جميعا أسرة واحدة وأن مسئولية البيت وأعماله ليست مسئولية تقع كلها على فرد واحد وأن الجميع لا بد أن يشارك في هذا وأن يكون هناك مسئوليات ثابتة لكل فرد .

 

يجب على الأم أن تكون حازمة تجاه بعض التصرفات مثل أن يقوم أحد الأبناء بالتحدث إليها بطريقة غير لائقة يمكنها أن تنهي المناقشة لبعض الوقت حتى يهدأ وبعد ذلك التحدث في المشكلة بشكل لائق وإيجاد حل ولكن إن تكرر هذا الأسلوب تقوم الأم بمعاقبته وتطلب منه عدم التحدث إليها حتى يعرف كيف يتعامل معها .

 

علي الأم أن تشعر أبناءها بأنها تهتم بما يهتمون به وتقوم بفتح مجال للحوار والمناقشة في بعض الأمور منح الأبناء بعض الخبرات الحياتية وتزويدهم بطرق مواجهة المشكلات وكيفية التعامل معها .

اقرا ايضا:-

أطفالنا وعلم و النفس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا