مقالات

الزواج والطلاق في مصر القديمة

✍️سمر عبد المنعم حجازي

 

انتشرت عادة الزواج المبكر كما هي العادة في الشرق وحتي وقت قريب حفظاً للشباب من الموبقات ،وقد حث الحكماء الشباب علي الزواج المبكر ، فمن عصر الدولة الحديثة_علي سبيل المثال_ نجد الحكيم ” آني ” في نصائحه لابنه “خنسو حتب ” يحث الشباب علي الزواج المبكر وليس من النصوص ما نستدل منه ع سن الزواج وان كان الأمر لا يمكن أن يختلف عما كان عليه الحال في مصر إبان حكم الاباطرة الرومان حيث كان يتزوج الشباب في سن الخامسة عشر بينما تتزوج الفتيات في سن الثانية او الثالثة عشرة
ويمكننا ان نستدل علي ان ” توت عنخ امون ” قد تزوج في سن الثانية عشر بينما كانت زوجته في سن العاشرة تقريبا وهذا الزواج المبكر كان شائعا بين المصريين حتي وقتنا الحاضر وخاصة في صعيد مصر وقراها .

الزواج والطلاق في مصر القديمة
الزواج والطلاق في مصر القديمة

المصطلحات الدالة علي الزواج: –

عبر المصري القديم عن علاقة الزواج بألفاظ وعبارات معنوية ومادية وقد شاع استعمالها في عصر الاسرات واستمر بعضها حتي عصر البطالمة ومنها :-

 

“جرج بر” ومعناها (تأسيس بيت) وذلك في الدولة القديمة. “مني” بمعني ( الرسو ، الارتباط) وذلك في الدولة الوسطي كما في قصة سنوهي وبردية تفسير الاحلام. “ار حمت”ومعناها الحرفي (اتخاذ زوجة) وذلك منذ الدولةالقديمة. “مر” بمعني(الحب ، الود ) وذلك في عقود الزواج الهيراطيقية في العصر المتاخر.

 

زواج الأخ باخته: يزعم بعض كتاب الاغريق القدامى وتبعهم في ذلك بعض المؤرخين المحدثين ان الزواج بين الأخوة كان أمراً شائعاً بين المصريين القدماء كدلالة علي الترابط العائلي ورغبة في الاحتفاظ بأملاك الأسرة عن الزواج والواقع اننا لم نعرف في مصر سوي حالات قليلة وخصوصا بين الأسر المالكة وذلك لوراثة العرش في مصر نظرا لأن ام الملك يجب أن تكون من نسل ملكي وكذلك ابوه لتأكيد نقاء الألوهية ولتقليل عدد المتطلعين الي العرش .

 

الزواج والطلاق في مصر القديمة
الزواج والطلاق في مصر القديمة

مراسم وعقود الزواج : لم تصلنا تفصيلات كافية عن الطقوس التي كانت تمارس في هذه المناسبة ولكن يبدو أن مراسم الزواج كانت تتم في المعبد بحضور أقرباء الزوجين اي ان الزواج كان يصبغ بصبغة دينية حيث كان الكهنة هم اللذين يُجرون طقوسه وخاصه كهنه آمون في عصر الدولة الحديثة ولم يعثر حتي الآن علي عقد زواج يرجع إلي ما قبل الدولة الحديثة وأقدم عقد زواج مصري وصل إلينا عام 590 ق.م فربما كان العقد في البداية يتم مشافهه بين كبار أفراد الأسرتين ثم تطور فيما بعد الي نص مكتوب وكان ولي الأمر ينوب عن العروس في كتابة العقد حتي القرن السابع ق.م ثم اباح للعروس ان تحضر كتابة العقد بنفسها .

 

فترة الخطوبة:- اغلب الأمر انه كانت توجد فترة تصل الي العام كانت بمثابة مرحلة تجريبية يتم بعدها الزواج او يلغي مقابل تعويض ولما كان الشاب والفتاة صغيرين اغلب الخلافات كانت تتم بين الأسرتين وكان هذا العامل المرجح لإتمام الزواج او إلغائه .
انعدام فوارق الطبقات في بعض حالات الزواج :-

 

لم تكن الفوارق بين الطبقات في كل الحالات عائقا يحول دون الزواج ومن الدلائل ان الملك “شبسسكاف” (من الأسرة الرابعة ) قد زوج ابنته الكبري “خع-ماعت” برجل قري يدعي “بتاح-شبس” كان كبيرا لكهنة منف كما أن الملك “بيبي الأول ” من “عنخ مري رع الاولي ” ابنة “خوي” (حاكم ابيدوس) كما تزوج من اختها الصغري .

 

الزواج والطلاق في مصر القديمة
الزواج والطلاق في مصر القديمة

 

العلاقة الزوجية :- كانت تصور في جميع العصور بصورة تدل علي الإخلاص والوفاء فهناك الكثير من الأدلة تشير إلي الترابط العائلي بين الزوجين من ناحيه وبين اولادهما من ناحية اخري وقد ظهر ذلك في بعض التماثيل التي تمثل الزوج والزوجه جالسين معا علي مقعد واحد وتطوقه الزوجه في رفق وحب بالذراع الأيمن وتلمسه باليد اليسري او العكس كما نراها في بعض الاحيان تضع يدها علي كتفيه او ركبتيه او قد تتشابك ايديها معا رمزا لحبهما .

 

تعدد الزوجات: لم يكن تعدد الزوجات أمرا معروفا عند قدماء المصريين بخلاف بعض ملوكهم الا انه كان للرجل الموسر الحق في أن يضم إليه كثيرا من المغنيات والجواري كما أنه كان للملك الحق في أن يتخذ الي جانب زوجته الشرعية زوجات اخريات لا حق لهن في وراثة العرش حيث عرف تعدد الزوجات داخل القصر الملكي فالملك “خوفو” تزوج بأكثر من واحده والملك” تتي ” كان له زوجتان و”رمسيس الثاني ” تزوج كلا من “نفرتاري ” و ” ايزه-نفرت”.

الحياة المنزلية والترابط الاسري : –

عبرت المناظر التي تجمع بين أفراد الاسره الواحده عن الود والترابط الاسري ولعل من أبرز هذه المناظر الملكية الدالة علي ذلك مناظر الملك “امنحتب الرابع ” (اخناتون) بصحبة زوجته ” نفرتيتي” وبناتهما التي اظهرت الود والألفة بين أفراد هذه العائلة .

 

الزواج والطلاق في مصر القديمة
الزواج والطلاق في مصر القديمة

قضية زواج الملك بابنته:- ورد الينا من عصر الدولة الحديثة ما يسمي زواج الاب والابنة والذي لم يعرف بشكل واضح سوي في عهود زواج ثلاثة ملوك هم :”امنحتب الثالث” ، “أمنحتب الرابع “، “رعمسيس الثاني ” وقد أخذت ” سات آمون ” ابنه امنحتب الثالث لقب ” حمت نسو ورت” وكذلك أخذته بنات اخناتون ورعمسيس وذلك لا يعني بالضرورة زواجا حقيقيا بين الاب وابنته خاصه وبعضهن اخذ هذا اللقب في حياه والدته ومن غير المعقول ان ترقي الابنه الي مكانه والدتها وهي مازالت حية واغلب الظن انه مجرد لقب شرفي يمنح للاميرة.

 

الطلاق :- كان الطلاق حقا لكل من الزوجين وكان يتم اما هجر الزوج للزوجة لسبب من الاسباب منها مثلا أن يكون لديها عيبا خلقيا كعدم القدره علي الإنجاب او لأنه كره البقاء معاها او لسبب الخطيئة الكبري او الخيانة .

 

كما كان للزوجة أن تترك منزل زوجها وذلك لأنها كرهت البقاء معه ولم تعد تحتمله او لانه خائن وهناك امرأة اخري في حياته وفي احيان اخري يتم الطلاق باتفاق الزوجين .

 

وفي حالة حدوث الطلاق بإرادة الزوج زلم تقترف الزوجة اثما فكان ما تحصل عليه عند الطلاق عباره عن المال او المنقولات او ما يعادلها والتي اقرها الزوج في عقد الزواج وكذلك هبة الزواج التي غالبا ما تكون مؤجله حتي وقت الانفصال وقيمتها تكون مسجلة في عقد الزواج علاوة علي ما تحصل عليه من قيمة الكسب المشترك.

 

فتره الزواج وهو ما يساوي ثلث ما كسبه الزوج خلال فترة الزواج اما ان كانت هي الراغبه في إنهاء الزواج تحصل علي كل ما سبق ما عدا الهبة وكان الطلاق من حق الزوج وحده.

الزواج والطلاق في مصر القديمة
الزواج والطلاق في مصر القديمة

وكانت صيغه الطلاق كالتالي :-

“لقد هجرتك كزوجة لي وإنني افارقك وليس لي مطلب علي الاطلاق كما ابلغك انه يحل لك أن تتخدي لنفسك زوجا اخر متي شئت ”

اقرا ايضا:-

حياة المصري القديم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا