مقالاتاقتصاد

مخاطر البيتكوين والأزمة العالمية

كتب: حازم الكرماني

  

في عام 2008 بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي كانت ثاني أكبر أزمة اقتصادية في التاريخ بعد أزمة 1930، وأدت هذه الأزمة إلى خسارات فادحة، فبحسب إحصائيات أمريكية أن في هذه الأزمة خسر كل مواطن أمريكي 70 ألف دولار، وهذا ما يجعل الحياة في ظل هذه الظروف مستحيلة، وقد كانت قيمة مدخرات الفرد تنقص يوماً بعد يوم، ومن كان في حوزته 10,000 دولار، فيمكن أن يصبحوا بقيمة 5,000 دولار فقط بعد عدة ساعات من الحصول عليهم، ولكن لكل قصة بطل، ولكل بطل حكاية، وبطل اليوم يدعي ساتوشي ناكامونو، من هو، وما قصته، وما علاقته بالعملات الرقمية؟

مخاطر البيتكوين والأزمة العالمية

مَن هو ساتوشي وماذا فعل؟

في ظل هذه الأحداث، وبعدما تعرضت 10 ملايين أسرة للفقر الشديد، وبعدما بدأت الأزمة في الانتشار حول العالم، فكر ساتوشي الذي لا أحد يعلم إذا كان شخص باسم مزيف أم مجموعة أشخاص خلف هذا الاسم في فكرة قد تغير كل شيئًا، فكر وخطط كيف يمكن أن يخرج من دائرة استبداد البنوك المركزية، وتحكم الدول في ثروات الشعوب، وكانت فكرته هي العملات الرقمية الإطار الذي سيُخرج الشعوب من دائرة الاستبداد الاقتصادي إلى إطار حماية حقوق وثروات الشعوب الاقتصادية.

وفي 18 أغسطس 2008 ظهور موقع على الإنترنت بعنوان البيتكوينBitcoin. org” تم تسجيله ولم يفهم أحد ماذا يفعل هذا الموقع، وظل الموقع بهذا الشكل حتى يوم 31 أكتوبر من نفس العام، في هذا اليوم ظهرت قائمة بريدية خاصة بالتشفير على موقع “metzdowd. com” عن طريق ساتوشي، وذكر فيها أنه ابتكر نظاما نقدياً إلكترونياً جديداً، يعمل بشكل كامل بنهج يسمي “النظير إلى النظير” وهذا النظام من خلاله سيتداول الناس عملة تسمي البيتكوين دون وجود طرف تالت، فسيكون الفرد يتعامل مع الفرد الآخر مباشرة دون أي وسيط بينهم، ونشر أيضاً مع هذه القائمة ملف بسيط يسمي بالورقة البيضاء، وهي ما اعتبرها الناس الآن دستور العملات الرقمية، والتي ذكر فيه كل ما يحتاج الناس إلى معرفته عن البيتكوين، دورة حياته وكيف يصنع، ومن هذه الورقة استنتج الاقتصاديون المخضرمون أن هذا النظام هو ثورة ضد النظام المالي العالمي، ثورة مستمرة حتى يومنا هذا، تحاول أن تُخرج العالم من الاستبداد كما يزعم البعض، فلن يكون هناك رسوم على هذه العملة، ولن يكون هناك خضوع للبنوك المركزية.

ما هو خطر البيتكوين ؟

والآن البيتكوين أصبح من الأشياء التي يخافها البعض، ويعمل بها البعض الآخر بكل سهولة ويصبحوا أغنياء حقا عن طريق هذه العملة، ولكن بعد تكوين الثروة المالية من هذه العملة، يتجه الناس إلى بناء مشاريع كبيرة، وإنشاء المصانع أو المحال التجارية، ويعود الشخص إلى التعامل بالعملات الواقعية، وهذا نتيجة لما يسمي بالأنانية، أي حب الذات أكثر من كل شيء في الحياة، أكثر من الوطن، وأكثر من الأهل والأصدقاء، ومن رأيي أن ساتوشي كان يفكر في النجاة وحده، لم يفكر في شعوب العالم، قرر تغيير نظام العالم النقدي، دون التفكير فيما سوف يحدث إذا كان هذا هو النظام الأساسي، فإذا تم الاعتماد بشكل كلي على نظام العملات الرقمية، سوف يؤدي هذا إلى أزمة اقتصادية عالمية ضخمة، لأن مع تزايد العمل بهذه العملات، سوف يهتم الناس بتطوير حياة بديلة تناسب النظام النقدي الجديد، وهنا أقصد حياة افتراضية كالميتافيرس مثلاً، وهذا ما سيجعل الحياة كلها وهمية، فتتوقف عجلة الإنتاج العالمي، فتقل المحاصيل وتفسد الأراضي وتقل الصناعات وتقفل المصانع، لأن ببساطة يمكنني تصميم كل هذا في الواقع الافتراضي بشكل أسهل.

مخاطر البيتكوين والأزمة العالمية

أو مثلاً تسليم كل الأعمال اليدوية كالزراعة والصناعة إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات ويتفرغ الإنسان إلى حياته الافتراضية، ويعتمد على عقل يعمل بشكل خوارزمي أي لا يوجد لديه إدراك في إتمام مهامه وبالتالي سوف نري الكثير من المشاكل والمصاعب التي سوف تؤدي إلى نفس النتيجة المحسمة، أزمة اقتصادية عالمية هي الأكبر والأخطر في تاريخ البشر.

البيتكوين المصرى

 

البيتكوين عام 2023

وعلي حسب توقعات خبراء مجال العملات الرقمية ، فسنة 2023 وسنة 2024 سيكونان أسعد سنتين على عملاء العملات الرقمية، فمن المتوقع ارتفاع ضخم في أسعار العملة، وأيضاً زيادة العملاء، فتأمين بيع العملة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا