مقالاتاقتصاد

البيتكوين المصرى

 بقلم / السيد غباشي 

 

البيتكوين المصرى قد يستغرب البعض من هذا العنوان ولكنها حقيقة .

البنك المركزي المصري قد أعلن في تقرير يسمي ( الاستقرار المالي ) وهذا التقرير يصدر لشرح توجهات البنك للفترة القادمة فيما يخص السياسات النقدية للفترة المقبلة وتوجهاته فيما يخص السوق المالي.

البيتكوين المصرى

أعلن البنك المركزي في هذا التقرير عن دراسات جادة للسياسة النقدية المصرية وإصدار عملة رقمية جديدة مخصصة للسوق المصري وإنشاء ( جنية رقمي ) وأن هذا سيعزز من قيمة العملة الورقية المصرية ويبث الطمأنينة لأي مستثمر مؤقتا ال ان تصبح فى المستقبل هى العملة الرسمية المتداولة بالأسواق .

وسيتم إنشاء بنوك خاصة للتعامل بهذه العملة الرقمية وتتم عن طريق شركات عالمية ضخمة متخصصة في إنشاء العملات الرقمية المشفرة ويتم صناعتها عن طريق خوارزميات معقدة جدا يستحيل الوصول أو التلاعب بالعملات ( بلوك تشين ) وتكون في البداية تعامل بين البنوك والبنك المركزي قبل طرحها للسوق المصري وإنشاء ماكينات ( ATM) مخصصة لهذه العملات .

وهنا يأتي سؤال يطرح نفسه وبقوة .

لماذا حظرت مصر التعامل ( بالبيتكوين ) 

الإجابة:- 

مصر حظرت التعامل بهذه العملة لأن عملة البيتكوين ليس لها أي ضمانات بمعني لا يوجد دولة أو مؤسسة أو بنك يدير التعامل بالبتكوين يجب الوصول لمصدر العملة لإثبات ضمان ومصداقية العملة لأي طارئ قد يحدث .

وتعقب التعاملات حتى لا تستخدم في عمليات إرهابية أو غسيل أموال .

أما بالنسبة للعملة الرقمية المصرية ستطرح عن طريق الدولة والبنك المركزي المصري وعدد من البنوك سيتم إنشاؤها خصيصا لتداول هذه العملة وستكون التعاملات في سرية مطلقة ولكن تحت الأنظار وليست في الخفاء وذلك يضمن عدم استغلالها في أي تعاملات غير قانونية .

قد أعلن الرئيس ( عبد الفتاح السيسي ) توجه الدولة لعصر الرقمنة والاستغناء عن الورقيات والسجلات حتى تواكب هذا التطور السريع الذي يمر به العالم.

لان الفتره القادمه اما التطور او التخلف عن العالم وعدم مواكبه التطور السريع.

بالنسبة للعملة المصرية في المستقبل القريب ستكون بديل تام للعملات الورقية أي سيكون التعامل كليا بالعملة الرقمية والاستغناء نهائيا عن العملات الورقية.

ومن أهم أسباب إنشاء هذه العملة توفير مليارات من الأموال المستخدمة في طباعة الاوراق النقدية الورقية وإعادة طبع التالف وهذا ما يكلف الدوله المليارات وتوفير العملة الصعبه لشراء الورق والاحبار اللازمة.

وبدأت تنمو الفكرة اكثر اثناء فترة ظهور فيروس ( كورونا) وخوف الجميع من التعامل بالأوراق المالية الورقية لسهولة نقلها للأمراض والفيروسات .

وسهولة تلف هذه الأوراق وارتفاع التكلفة من ورق مخصص وأحبار خاصة للطباعة وماكينات مما يجعل فكرة العملة الرقمية غير مكلفة نهائيا بالمقارنة بالعملات الورقية.

بجانب إصدارها عن طريق البنك المركزي مما يعطيها ثقة لدي المستخدم في التعامل بهذه العملة الرقمية .

وستكون تحت قواعد البنوك المركزية العالمية لدول العالم أي ستكون هي وسيلة التعامل ايضا دوليا مع البنوك الكبري العالمية .

وخصوصا سيكون التعامل بها تحت أي ظرف مثلا ، أثناء العطلات الرسمية أو حتى تحت أي ظرف كما حدث أثناء فترة ( كورونا ) وذلك عن طريق حافظة على الهاتف تتحكم بها في كل مدفوعاتك أو تعاملاتك .

والأهم أن هذه العملة ستقضي نهائيا علي ما يسمي ( السوق السوداء) .

ومحوها نهائيا وذلك لسبب بسيط انه لن يكون هناك عملات ورقية من الاساس وذلك لحماية الاسواق المالية وعدم التلاعب بها وبأسعار صرف العملات الاجنبية .

والقضاء أيضا على عمليات ( غسيل الأموال ) لأن كل التعاملات ستكون تحت أعين الدولة والرقابة الإدارية والبنك المركزي .

وقف عمليات جمع الأموال للأشخاص هناك الكثير من يربح الأموال ولا يقوم باستثمارها في مشاريع تجارية أو وضعها في البنوك مما يتسبب في نقص العملة من الأسواق ،ما يسمى بأزمة ( نقص السيولة ) .

وهذه الفكرة ليست بالجديدة 

( السعودية والإمارات

أول من قاموا بهذه التجربة للتعامل بين الدولتين وإنشاء ما يسمى ( الريال الالكتروني ) و ( الدرهم الإلكتروني ).

ونجحت الفكرة جدا بين الدولتين وتم التعامل بهذه العملات الرقمية عن طريق البنوك فقط .

والدولتين في طريقهما لتعميم هذه العملات حتى تصبح في نطاق الأفراد والشركات والمؤسسات. 

ويتم بعدها الاستغناء نهائيا عن في هذين الدولتين وتم إنشاء هذه التعاملات باسم مشروع ( عابر ) .

وعلى ما اعتقد لن يستغرق الكثير من الوقت للوصول للأفراد وخصوصا مع ازدياد التعامل باستخدام ( الفيزا كارت)  .

مما سيجعل علي الشعوب التأقلم سريعا مع هذه العملة الرقمية الجديدة .

ويلاحظ انخفاض حاد في أسعار العملات الرقمية المشفرة عالميا وسبب هذا الانخفاض هو إعلان العديد من الدول على مستوى العالم إنشاء عملات رقمية خاصة بهذه الدول .

مما سيجعل المستثمر يستعد لخوض السوق الرسمي لهذه الدول والاستثمار في عملات ذات مصداقية وتحت رعاية الدول .

الصين

اعلنت انها تستعد لإطلاق عملة رقمية خاصة بها .

تحاول الصين بهذه العملة الرقمية البيتكوين الاستغناء عن الدولار وفقده الهيمنة الدولية .

وستحقق هذه العملة ما تحلم به الصين لسهولة التداول وتوافر هذه العملة الرقمية والحفاظ على سرية المعاملات وعدم معرفة الحجم الحقيقي للتداول التجاري .

هذه العملة بالنسبة للصين استقلال من السيادة الامريكية وضرب الدولار في مقتل  .

روسيا 

أعلنت هي الأخرى بالاستعداد لاطلاق عملتها الرقمية الجديدة .

وطرح هذه العملة سيكون التفاف حول العقوبات المفروضة على روسيا وعدم جدوى هذه العقوبات نهائيا أمام العملة الرقمية .

وعدم القدرة من امريكا والاتحاد الاوربي على متابعة او معرفة هذه التعاملات .

روسيا لجأت لهذه العملة لحماية اقتصادها والحفاظ عليه  روسيا لا زالت روسيا .

وسيكون هناك بروتوكول خاص بهذه العملات وطريقة التعامل وإعداد هذه العملات على مستوى العالم .

إنشاء هذه العملات واعلان الدول عنها سيتسبب في انهيار مجميع العملات المشفرة الأخرى وخصوصا ( البيتكوين ).

ولكن يبقى سؤال في منتهى الخطورة 

المستريح العالمي

هل ستخضع العملات الرقمية الجديدة لسوق المضاربة بين رجال الأعمال والمستثمرين ؟ 

إن تركت هذه العملات لايديهم سنجد عملات تتخطى الألف وعملات لن يكون لها قيمة أصحاب الأموال الساخنة ليس لهم وطن أو دين قبلتهم حيث تكون اموالهم وبذلك يتحكمون في اقتصاد الدول .

ام سيكون هناك شروط صارمة وقوية تمنع هذا التحكم من من رؤوس الأموال والمضاربة بهذه العملة والسيطرة على اقتصاديات الدول ؟ 

بالنسبة لمصر 

سيجد الجميع في البداية صعوبة في التعامل بهذه العملة خصوصا أن الجميع يتلذذ بجمع ورؤية الأموال الورقية.

الجميع لا يشعر بالاستقرار والامان الا بعد الحصول على مقابل مادى ملموس بعد انتهاء عمل أو صفقة تجارية الأموال الورقية لها سحرها الخاص .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا