مقالات

رؤية وطن

 

✍ حازم الكرماني

لقد فطمنا على حب الوطن، لقد ولدنا بدون اختيار أين نكون، و لقد عشنا معه الحب والكره، أوقات كنا نثور على حكامه، و لكن لم نثور عليه أبدًا، و حين نذهب إلى مكان من جنته، يكون أفضل الشعور، يكون المكان دائمًا أجمل مما نتوقع، وفي الواقع هو أجمل مما يكون، و حتى ننظر إليه كما يجب أن يُنظر إليه لنأخذ جولة في أرضه و ما بني عليها

جولة في الجنة

رؤية وطن

مصر تتكون من 1,002,000 كيلو متر مربع، يوجد على هذه المساحة الكبيرة جزئيًا 27 محافظة في ظل 7 أقاليم بهم 249 مدينة، في أرضهم 4709 قرية، وبها الكثير و الكثير من المناطق ذات المناظر الطبيعية الخلابة، و مناطق أكثر تحتوي على تاريخنا بعدد 257 منطقة أثرية.

وبناء على ذلك، يفضل كل أجناس البشر زيارة مصر حتى و لو مرة واحدة، حتى يشاهدون هذا الجمال على أرض الواقع، حتى من لن يستطيع السفر إلينا، يشاهدنا عبر شبكة الانترنت و يتعرف علينا من مواقع التواصل الاجتماعي، فمصر هي أم العالم، وأم الجمال، وأم التاريخ .

و من رأيي تقسم المناطق التي يحب زيارتها الناس إلى أربعة مناطق، مناطق تاريخية عسكرية، مناطق تاريخية سياسة، مناطق فرعونية، و محميات طبيعية، و مناطق أخرى بنيت على أيدي أبناء الوطن، و أصبحت ذات شهرة تجعل الناس لديها رغبة في زيارتها، وهناك مناطق أخرى لا يوجد في العالم مثلها .

سياح مصريين في مصر

و من الغريب و الذي يجعل مصر غريبة في عيون شعبها، و لكنت ليست غريبة على قلوبهم، أن أغلب المصريين لم يذهبوا لأماكن مصرية، و التي يسافر الناس لها من جميع أنحاء العالم، مما يجعلهم أغراب في بلدهم، وكل هذا يجعل المصريين غرباء أيضًا عن بعضهم، فنرى ظاهرة الاعتزاز بالمنطقة التي تجعل الشباب أعداء لبعضهم رغم توحد عرقهم، و يؤدي هذا إلى تفرقهم و سهولة الإيقاع بينهم، مما يجعل هناك حرب أهلية متناهية الصغر، و هذه من استراتيجيات حروب الجيل الخامس .

و علينا أن نأخذ حذرنا من أمر كهذا، فقد نكون جزء من الخراب الذي تشهده مصر في أخر 71 عام يمكن أن يكون أساسه نحن، هناك بالطبع عدة أسباب و لكن هذا من أهمهم أظن ذلك .

رؤية العالم للوطن

وقد صنفت مصر من ضمن أهم الوجهات السياحية في العالم لعام 2023، و هذا ليس غريبًا، فهي جنة الله على الأرض، فمصر إضافة إلى جمال طبيعتها و أهمية أرضها، هناك أمرًا يميزها كثيرًا، و هو جمال شعبها، الشعب الذي اخترع مثل و عمل به و أصبح بمثابة دستور يجب على الجميع العمل به و هو “إحنا الغريب في بلدنا سلطان”، و هو ما يعني أن الغريب عنهم يفضلوه على أنفسهم و يعاملونه كأنه سلطان من سلاطين العالم المبجلة، و هذا ما يجعل شعوب العالم تحب المصريين و تحب مصاحبتهم، و ما يجعلهم يتطلعون إلى الوجود بينهم في أرضهم و لو لمدة أيام معدودة .

وأظن أن الأسباب التي رفعت مصر و جعلت زيارتها موصي بها من جريدة عالمية مثل واشنطن بوست، أسباب لا تعد ولا تحصى، نعلم بعضها و نجهل باقيها، و لكن ما نعلمه هو أن وطننا لا يرفض زائر، وأن وطننا كان محطة سلام يهبط عليها كل من بطشت الحرب بوطنه، و يرحب كثيرًا بمن يرفضون تسميتهم ب اللاجئين، و خاصة إذا كان لاجئ عربي، فيكون بالنسبة لهم أعظم و أجل من السلطان، و هذا هو جمال مصر الحقيقي .

رؤية وطن

عجزت الألسن عن وصفها

عجزت الألسن عن وصفها، و عجز الشعراء مهما كانت بلاغتهم على مغازلتها، وما من بشر قادر على كرهها، ألّا إذا كانت نيته الشر، و كان مصيره أن يلقى منا الضر، فهي جميلة بالشكل الذي يجعلها مقياسًا للجمال، فنقول للجميلة التي كان جمالها جبار، قد اقتربتي من جمال مصر قليلاً، و نكون هكذا منافقين، فلا يوجد ما هو أجمل منها، وطن بكل الأوطان، شعب هو الأكرم و الأفضل و الأشجع و الأوفى و الأجمل بين الشعوب، و حتى و لو ضاق بها الدرب، و تعثرت كثيرًا، و ضاق على شعبها و تذوق المر، يبقى القمر جميلاً رغم تغطية السحاب الكثيف عليه في ليلة ضبابية .

لقد رأينا أيام مرًا، و قد فعلنا و لجئنا إلى جميع الحلول التي يمكن أن ترفع منها و تزيد مكانتها، لقد سقطنا اقتصاديًا، و تعرضنا للفوضى السياسية، و قد وصلنا لمرحلة سيئة من الذل حول العالم، لكننا سوف نعود، سوف يأتي اليوم الذي فيه يخضع العالم، و يدفع كل مسيئًا ثمن إساءته، سوف تنصر بلدنا الإسلام كما فعلت في الماضي، سوف ننظم الميادين الفكرية و نخرج فلاسفة يغيرون كل شيء، يجلبون النور على العالم بعد فترة كبيرة من الظلام الفكري .

سوف نعود لأننا لانسقط، ترانا فتظن من جهلك أننا قد انتهينا، وفي الواقع نحن بدأنا للتو، مصر جاءت ثم جاء التاريخ، وسوف تعود كي يعود التاريخ وسوف يذكرنا سطوره و يقول “الأن نبدأ كتابة تاريخ الرجال” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا