تقارير وتحقيقات

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

 

✍️حنان مرسي

-الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء.

-فتاوى الإمام في البؤرة.

-من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب…حديث قدسي.

-الفكر لا يموت.

-تنويريون المظهر.. صهيونيون الجوهر.

-أرقام من حياة الإمام .

-شرذمة التنوير اقرءوا سورة التكوير.

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء ، وموجة شرسة من الهجوم على إمام الدعاة بعد وفاته بخمسة وعشرين عاماً ..ما هي الأسباب؟ ومن المهاجمون؟ ولصالح من ؟وماذا قدموا هؤلاء المهاجمون لخدمة ونشر دين الله ؟وكيف تطاولوا على قامة إسلامية يصعب تكرارها ؟

لسنا بحاجة لأعمال درامية تجسد شخصية الإمام

ولمن لا يعرف الشيخ الشعراوي وتفسيره وفتاويه من الشباب سيدفعه فضوله بعد هذا الهجوم إلى البحث عن أعماله، ومن المؤكد أنه سيستفيد، ولعل ذلك الهجوم كان سبباً في زيادة نشر أعماله وكان له أكبر تأثير من أي عمل درامي يعرض لبضعة أيام ثم يُنسى.

فملايين الرحمات أرسلها الجميع لروح شيخنا الجليل دون الحاجة لأعمال درامية يشرف عليها أشخاص لا يعلمون قيمة إمام الدعاة محمد متولي الشعراوي، ولسنا بحاجة لأعمال درامية تجسد شخصية الإمام فقدره في القلب كبيرا، ومن المؤكد أن اسم الإمام هو الذي يضيف القيمة للعمل الدرامي وليس العكس.

 

بداية الهجوم

هرج ومرج ، تشويه وتطاول، وهجوم غير مبرر على قامة إسلامية فريدة من نوعها خدمت الإسلام والمسلمين عُمر بأكمله ؛ألا وهو فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي.

وبداية الهجوم تزامنت مع اعلان وزارة الثقافة عن عرض مسرحي، يتناول سيرة الإمام محمد متولي الشعراوي ،ويُعرض على المسرح القومي ضمن سلسلة من العروض لشخصيات مؤثرة في مصر والعالم العربي.

لكن الأمر أثار جدلاً إعلاميا واسعا ؛حتى أنه وصل إلى تقديم طلب إحاطة في مجلس النواب يتهم وزارة الثقافة بضعف الأداء لاختيار شخصية عليها جدل ولا تستحق العرض،وقد قامت بذلك النائبة فريدة الشوباشي اعتراضاً على شخصية الإمام الشعراوي.

أعقب ذلك اعتذار الفنان كمال أبو رية عن دور شخصية الشيخ الشعراوي في المسرحية ثم ألغت الوزيرة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة عرض المسرحية.

تنويريون المظهر..صهيونيون الجوهر

ولم يتوقف الأمر عند ذلك لكن سيل الهجوم اشتد مع تصريحات الناقد طارق الشناوي، والناقدة ماجدة خيرالله ،والإعلامي ابراهيم عيسى،والكاتبة فاطمة ناعوت ، وغيرهم ممن يلقبون أنفسهم بالتنويرين، لكنهم في حقيقة الأمر لهم أجندات تهدف إلى الهدم، والتشكيك ،وقتل الرموز.

مستشهدين بمواقف لم ينكرها الشيخ الشعراوي نفسه، وظهر على الملأ ،وأعلنها وبررها
فقد تناسوا ما قدمه الشيخ الإمام للأمة العربية أجمع، وتذكروا سفاسف الأمور التي عليها خلاف بين العلماء، وكلٍ يجتهد حسب ما رزقه الله من العلم والمعرفة.

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

شرذمة التنوير اقرءوا سورة التكوير

ألا يخافون الله وهم يتهمون من أهمه الإسلام في صحوه ومنامه ؛ بل يتهمون جميع المسلمين بتقديس الدعاة والرموز، ولا عجب فقد قللوا من شأن العلماء فما بالكم بالعامة البسيطة، فالكل مُهان، والكل لا يفهم، والكل في ظلام وهم فقط الذين يحملون لواء التنوير.

لكن شيئا على الله لا يخفى ، والكل سيقف بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون.

سورة التكوير

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ (1) وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ (2) وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ (3) وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ (4) وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ (5) وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ (6) وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ (7) وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ (8) بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ (9) وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ (10) وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتۡ (11) وَإِذَا ٱلۡجَحِيمُ سُعِّرَتۡ (12) وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ (13) عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ (14) فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ (15) ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ (16) وَٱلَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ (17) وَٱلصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ (20) مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ (22) وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ (24) وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ (25) فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ (26) إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ (27) لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (29)

صدق الله العظيم

نقاط الهجوم…فتاوى الإمام في البؤرة

1-السجود شكرا لله بعد نكسة ١٩٦٧

خرج إمام الدعاة في أحد البرامج التلفزيونية وذكر أنه سجد شكرا لله بعد هزيمة مصر في ١٩٦٧، ويظهر ذلك مؤلما للبعض من الوهلة الأولى عند سماع هذا الاعتراف.

لكن الشيخ برر ذلك بأنه كان شديد الخوف على مصر من تغلغل العلاقات الروسية مع مصر في حالة النصر؛ لما في ذلك من خطورة على الشباب المصري من الشيوعية ومبادئها.

2-فتواه بتحريم فوائد البنوك

حرم الشيخ الشعراوي فوائد البنوك لأنه رأى أنها ربا مقنع ،وعلل ذلك بأنه لماذا لا تعطي البنوك كل المكاسب المحققة من الأموال المودعة لديها لأصحاب الأموال؟

ونصح بأنه عندما تختلف آراء العلماء بين التحليل والتحريم لفوائد البنوك فعلينا باجتناب الشبهات؛ فقد قال الله تعالى في سورة البقرة:

” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “(275)

3-فتوى الشيخ الشعراوي عن مرضى الغسيل الكلوي

ظهرت بعض الفيديوهات المقتطعة من سياقها لتوضح أن رأي الشيخ الشعراوي في الغسيل الكلوي أنه لا فائدة منه ، ويفضل عدم اجراؤه ، وعلى المرضى بتسليم أمرهم إلى الله ولا يباعدون لقائهم بالله.

وكما سبق القول فإن تلك الفيديوهات اقتطعت من سياقها؛ فقد كان أصل السؤال عن اختراعات الطب الحديثه كالتبرع بالأعضاء ،وزرعها، ووسائل الإنجاب الحديثة ولم يكن عن الغسيل الكلوي وأساليب العلاج.

وما يؤكد تلك الافتراءات أن الشيخ نفسه عندما مرض أخذ بالأسباب، وتابع أساليب العلاج المختلفة.

4- فتوى تحريم التبرع بالأعضاء

حرم الإمام الشعراوي التبرع بالأعضاء سواء في حياة المتبرع أو بعد مماته، وذلك لأنه ليس مالكاً لأعضائه ولكن ملكيتها تؤول لله عز وجل استناداً إلى قوله تعالى في سورة يونس:

﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ)
صدق الله العظيم

وقدم الشيخ تعليله وتفسيره للأمر فعلى من يسمع الأخذ بالرأي أو العدول عنه ؛ولا يوجد إجبار على الاتباع.

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

5-المرأة من وجهة نظر الامام الشعراوي

قام الإمام بتأليف كتاب “المرأة في القرآن”وتجلى فكره المستنير في توضيح حقوق المرأة ،و شرح أدق التفاصيل عنها في عدة قضايا كالميراث ،والزواج، والتعدد ،وإبداء الرأي، والملكية الخاصة بها.

وإذا أردت الاطلاع على تفسيره ودقته المتناهية في شرح وتوضيح دوافع خروج المرأة للعمل تابع تفسيره للآية (٢٣) من سورة القصص.

قال تعالى:

﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾. [ سورة القصص: 23]

6- كان الشيخ الشعراوي متطرفا متشددا

ثبت عن فضيلته البساطة والتسامح في المعاملة
متبعا ثوابت دين الإسلام ، مبادئه تجسد أن الدين المعاملة والأخلاق عنوان المؤمن؛ فكان صديقا حميما للبطريرك الراحل البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية الذي حزن على وفاته أشد الحزن.، وذُكِر عن لسانه أنه قال “كان صاحبي”

ومن الطبيعي أن تكون معتقدات الشيخ الراسخة شئ، ومعاملاته مع الآخرين المأمور بها كل مسلم شئ فكيف يخالف الشيخ أمر الله ورسوله؟

قال تعالى في سورة الممتحنة :

{ لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } .(٦٠)
صدق الله العظيم

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من آذى ذميا فقد أذاني”
صدق رسول الله

7-حرم الشيخ السياحة

لا ولم يحدث أن هاجم الشيخ الشعراوي السياحة؛ لكن نقطة الخلاف كانت على استعمال الخمور المحرمة في الإسلام ،والتي يجب منعها من كافة المناطق السياحية في أي دولة إسلامية؛حيث قال تعالى في سورة المائدة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الآية 90).

صدق الله العظيم

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

8-الشعراوي أفتى بقتل تارك الصلاة

تحدث الشيخ عن حد تارك الصلاة المذكور في القرآن ، وذلك خاص بالمشركين المحاربين
الذي وُضِع شرطا لإلغاء العقوبة.

وكيف يكون الشيخ متشددا في أمر الله سبحانه وتعالى قال في سورة (طه) عنه:

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْـَٔلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ).(١٣٢)
صدق الله العظيم

لقد أُمِرنا جميعا بالرفق في المعاملة فكيف يتشدد أئمتنا وشيوخنا ومعلمينا؟

القاعدة الثابتة

قدم الشيخ الشعراوي اجتهاداته في كافة القضايا الفقهية لما يملكه من غزارة العلم وبساطة الأسلوب ووسطية المنهج، وحتى وإن كانت فتاويه لا تلقى القبول عند البعض؛ فالقاعدة الثابتة لدى الجميع أن أي عالم دين هو بشر في نهاية الأمر يؤخذ من كلامه ويُرد.

ينهشون في لحمه بعد وفاته

وفقط يكفيه أنه بذل قصارى الجهد حسب امكانياته البشرية في الوصول إلى ردود اجتهادية في بعض الأمور الفقهية ،وعلى من يخالفه أن يتبع منهج آخر لا أن يشكك فيه ويتطاول عليه ،وينهش من لحمه حتى بعد وفاته بخمسة وعشرون عاماً.

لكنها الحرب يا سادة على الإسلام ورموزه، والتي طالت الرسول والصحابة وأئمة المذاهب إنها العاصفة التنويرية المظهر صهيونية الجوهر.

لكن عزائنا أنها شرذمة لا تعني من تهاجم، وما قيمة الفكر الذي شكّل وجدان الأجيال دينياً وعقائدياً ليس فقط في مصر؛ لكن في الوطن العربي كله بل والعالم الإسلامي كله.

السيرة الذاتية لإمام الدعاة محمد متولي الشعراوي

وقبل أن نغلق ذلك الملف نَشرُف بعرض مختصر من السيرة الذاتية للإمام محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة.

النشأة

ولد الإمام في 15 أبريل عام 1911 في محافظة الدقهلية بقرية دقادوس، وعندما أتم 11 عام كان قد حفظ القرآن الكريم، وبعد دراسته في المعهد الثانوي الأزهري التحق بكلية اللغة العربية عام 1937 وتخرج عام 1940.

المناصب

التحق بعدة مناصب منها أستاذ في جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية عام 1950 ، وبعد عودته من المملكة تعين في وظيفة مدير مكتب شيخ الأزهر عام 1963، وبعدها ترأس بعثة الأزهر في دولة الجزائر عام 1966 واستمر في الجزائر لسنوات عدة.

وبعد العودة من الجزائر عُيِن كمدير لأوقاف الغربية ؛ لكنه سافر مرة أخرى للمملكة العربية السعودية للعمل في جامعة الملك عبدالعزيز عام 1970.

وكان من أهم المناصب التي تقلدها الشيخ هو منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر عام 1976، وفي 1980كان عضو في مجلس الشيوخ المصري.

خواطر الإمام حول القرآن

في الفترة من 1973 إلى وفاة الإمام عام 1998 قدم الشيخ تفسيرا اجتهاديا للقرآن الكريم؛ تميز بالبساطة والدقة و ببراعة لغوية غير مسبوقة جسد فيه صورة الإسلام السمح.

وقام بالرد على المستشرقين الذين يشككون في الدين الإسلامي، ويدّعون تضارب آيات القرآن
وكتب الإمام العشرات من المؤلفات والتي من أهمها:

(خواطر قرآنية/الشمائل المحمدية ورد شبهات المستشرقين/الشيطان والإنسان/الآيات الكونية
ودلالتها على وجود الله تعالى/الفتاوى/الحياة والموت/هذا ديننا ما يجب أن يعرفه المسلم عن الإسلام………) وغير ذلك الكثير من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية بكنوز الشريعة والفقه والتفسير.

وفاة إمام الدعاة

 

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

توفى الإمام محمد متولي الشعراوي في 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز 87 عاما قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين، لم يبخل يوما بعلم أو جهد ،كان ولا يزال قامة إسلامية كبيرة ويعتبر من أبرز المجددين في الدين الإسلامي في المائة عام الأخيرة.

وقد كان منهجه الوسطية في التفسير، أسلوبه البساطة في التوجيه، كان عاشقا لوطنه حتى آخر لحظات حياته.

أرقام في حياة الشيخ الإمام

عاش الإمام محمد متولي الشعراوي سبعة وثمانون عاما ،وبنظرة سريعة هذه الفترة التي عاشها نرصد أهم الأرقام في حياته:

-حفظ القرآن بعد 11 عام من مولده.

-فسر القرآن لمدة 60 عام.

-قدم للميديا حوالي ١٠٠٠ساعة تفسير.

-عمل في جامعة أم القرى 13عام.

-عمل في جامعة الملك عبد العزيز 6 أعوام.

-شغل منصب رئيس بعثة الأزهر في الجزائر لمدة 7 سنوات.

-كان وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر لمدة عامان.

-توفي عن عُمر 87 عاماً .

بعض آراء المواطنين حول قضية الهجوم على إمام الدعاه

أولا :عبر منصة اليوتيوب

محمود فهمي فهمي من مصر

-قال محمود فهمي فهمي:” حرب على الإسلام
فليفعلوا ما يشاؤون فالله الأحد الصمد حامي دينه ، ولو كره الكافرون”.

محمد بدران من مصر

-ذكر محمد بدران الآتي:”اقسم بالله شهاده اتحاسب عليها أمام الله اللي حكالي الموقف رئيس قسم الفسيولوچي في كلية الطب أخبرني إن الشعراوي ألقى محاضرة في كلية الطب عن مراحل تكوين الجنين وما كان من العميد إلا أن قال له بالحرف شرحت الموضوع أفضل من جميع دكاترة الجامعة”.

بابكيرعلى مواطن عربي

-قال بابكيرعلي:”يكفي الشعراوي أن بعضهم يرتجف منه وهو في قبره ..الفكر لا يموت”

هايلة أبو زايد مواطنة عربية

-قالت هايلة أبو زايد :”أسمع تفسيره مش رح تحبه رح تعشقه لأنه لا يفسر تفسير عام ،لكن تفسيره لغوي كلمة كلمة وإعراب وشرح المتشابهات، ولله الحمد حفظت خمسة عشر جزء ،ومتابعة آية آية معه في التفسير ،وكل مرة يقشعر بدني من جمال القرآن وتفسير هالشيخ
والله تفسير الفاتحة لحاله بيخليك تعشق الصلاة
لهيك لا أحد يطعن بالعلماء وتذكروا الحديث القدسي ” من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب”.”

آراء المواطنين عبر منصة فيسبوك

الأستاذ سليمان عوض مربي أجيال وكاتب صحفي

-قال أستاذ سليمان عوض :”فضيلة الشيخ الشعراوي كان بمثابة القدوة الوسطية الحسنة،
عالم جليل لا يبغضه إلا دعاة الجهل والتطرف
وهدم القيم”

الاستاذة الهام محمد صالح من محافظة الشرقية

-قالت الأستاذة الهام محمد صالح من محافظة الشرقية فنانة هاند ميد:

” سؤال لو الهجوم دة على قسيس مع احترامي للأخوة الأقباط هل كان سيسمح لهم بذلك؟؟ لماذا هذا السفيه لا يذكر سوى علماء المسلمين بكل سوء وقلة أدب وقلة احترام لمشاعر المسلمين وبخاصة المصريين بصراحة من أمن العقوبة أساء الأدب”

وأكملت الاستاذة الهام حديثها” إذا كان الشيخ رحمه الله متشدد متطرف فهل كانت حلقاته وخواطره ستذاع على التليفزيون المصري كل جمعة ؟؟
أم كان المسئولون متشددون ومتطرفون أيضا؟
حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ذكره بأي سوء، ومهما قيل عنه فلن يزيدنا إلا حبا وتقديرا لشيخنا الجليل”
وذلك أنهت الاستاذة الهام محمد صالح كلمتها.

الشعراوي في مرقده يواجه حرباً شعواء فتاوى الإمام في البؤرة

آراء علماء الدين

الدكتور أحمد كريمة من علماء الأزهر الشريف

صرح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن
والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بأنه”معروف في الاتجاه العلماني الإلحادي أنهم اذا أرادوا أن يضربوا دينا يضربوا الثوابت والرموز؛ فيقوم المتحولون بالمهاجمة أوالانتقاد أو التشويش على ثوابت الدين سواء من المصادر التشريعية أو الأمور القطعية لإحداث بلبلة.

ويسترسل الدكتور أحمد كريم كلمته موضحاً أن ذلك المَسلك الشائن يتم به التقاط الرموز المؤثرة الكبيرة ذات القيمة والقامة ، ويوجهون سهام الحقد عندهم ،ولكني سأقولها بصراحة
العمامة البيضاء مستهدفة فلا يجرؤ أحد على مهاجمة حاخام يهودي ،وإلا سيتهم بمعاداة السامية ،ولا يمكن أن يقترب أحد من العمامة السوداء عند إخواننا من الرتب الكنسية في المسيحية.

ولكن العمامة البيضاء ليس لها إلا الله فالشيخ متولي الشعراوي ولي صالح جمع بين الشريعة والحقيقة إمام الأئمة قل وندر أن يجود الزمان بمثله
وقد قال الشاعر:
( قد تنكر العين ضوء الشمس من رَمِد
وينكر الفم طعم الماء من سَقِم )

وهم مرضى نفسيين يريدون الإنتشار لكنهم لا يستطيعون”

وبهذا اختتم الدكتور أحمد كريمة كلمته.

الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر

قال الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر معرباً عن رأيه في الهجوم على إمام الدعاة الشيخ الشعراوي:

“إننا في الأزهر الشريف تعلمنا ونعلم ابنائنا أن كل إنسان وعالم يؤخذ من كلامه ويُرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وتعلمنا أيضا أن كل القضايا تخضع للحوار المبني على الاحترام والتقدير طالما أنها ليست من ثوابت الدين ،واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية فالهجوم والتطاول ليس من شرعنا ،ولا من أخلاقنا على الإطلاق؛ لكن مبدأنا هو مبدأ الوسطية الذي تربى عليه الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله وعلمنا اياه وتعلمناه منه

فقد قضى عمره في خواطره حول القرآن الكريم وخدمة الإسلام والمسلمين ،ولا عجب أننا نجد فئة يتهموه بأنه متطرف داعشي سلفي وضد الأقباط ؛هذه الفئة التي تدعي أنها تنويرية ولكن أيها التنويريون أليس من المفروض أن النقاش والحوار يكون بأسلوب محترم ،وأسلوب بلا اتهام، وتقديم الدليل تلو الدليل ،ولكن المقصود من الهجوم على الشيخ الشعراوي هو ضرب الرموز.

حتى تفقد الأجيال الشاب القادمة الثقة في علماء الأمة ومفكريها ،وتهوينهم في نفوس الشباب وقد صدر بيان من الأزهر يستنكر هذا الأمر”

وذلك كان رأي الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر.

الشيخ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف

عرض الشيخ رمضان عبد الرازق رأيه في الهجوم على الشيخ الشعراوي قائلاً:

” مولانا العارف بالله الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله توفى عام 1998 هاتوا لي حد من أصحاب الفكر المتطرف أو المتشددين أو من داعش يقول أن الذي أثر فيه هو فكر الشيخ الشعراوي.

فكر الشيخ الشعراوي معتدل أزهري قائم على الدليل ،ويجمع ولا يفرق، ويعمر لا يدمر، ومن ينتقده ماذا فعل؟ وماذا قدم ؟ده يمكن ما فتحش كتاب للشيخ الشعراوي.

هات لي جملة غلط فيها الشيخ هذا كلام عام المراد منه البلبلة وخلاص لكن سبحان الله هم أرادوا ذلك ؛لكن الله أراد أن يزداد الامام محبه ووصولا للناس وهو بين أيادي الله”.

وذلك كان رأي الشيخ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف في قضية الهجوم على الشيخ الشعراوي.

ولنختم حديثنا عن شيخنا الجليل رحمة الله عليه بمقولته الشهيرة عن مصر:

” مصر الكنانة ، مصر الذي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلها في رباط إلى يوم القيامة .

من يقول على مصر انها أمة كافرة ، إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون ؟، مصر التي صدّرت علم الإسلام الى الدنيا كلها ، صدرته حتى إلى البلد التي نزل فيها الإسلام ، هي التي صدرت إلي علماء الدنيا علم الإسلام .

وأما الدفاع عن الإسلام . فانظروا إلى التاريخ ، فمن الذي رد همجية التتار عنها؟ ، إنها مصر ، من رد هجوم الصليبيين على الإسلام والمسلمين؟ إنها مصر.

وستظل مصر دائماً رغم كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل أو مستغَلٍ أو مدفوعٍ من خصوم الإسلام هــــنا أو خارج هنا ”

رحم الله شيخنا الجليل واسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا