مقالات

خير وداع لعام 2022 .. نجاح التجربة القطرية لاستضافة كأس العالم فهل أثر ذلك على قرار رونالدو للانتقال للنصر السعودي؟

أسماء الشنواني

 

ساعات قليلة كانت تفصلنا عن وداع عام 2022، بأحداثه وأخباره وقضاياه التي أثارت الرأي العام وقلبت الموازين وأحدثت جدلا على السوشيال ميديا.
لنودع عاما ونستقبل آخر داعين الله بأن يعم الخير فيه على الجميع والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وتنتهي فيه الحروب ويعيش الجميع في أمن وآمان.
 ولعل أبرز الأخبار وأهمها في عام 2022 في المجال الرياضي وتحديدا في عالم الساحرة المستديرة، كان استضافة قطر لمونديال كأس العالم، ونجاح التجربة القطرية العربية في استضافة بطولة كأس العالم، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين العرب أمام الغرب.
ليأتي بعدها ومنذ ساعات قليلة تأكيد خبر انتقال النحم البرتغالي كريستيانو رونالدو والحائز على الكرة الذهبية 5 مران في تاريخه، انتقاله لنادي النصر السعودي، في صفقة انتقال حر بعد فسخ تعاقده مع نادي مانشستر يونايتد.
رونالدو صاحب الـ 37 عاما، والذي وقع عقدا لمدة موسمين ونصف براتب سنوي 200 مليون يورو، كان قد صرح سابقا أيام شبابه وتألقه، برغبته في الاعتزال بكرامة عن انتقاله للعب بالدوريات العربية، ليفاجئنا في اليوم 30-12-2022 بالانتقال بشكل رسمي لنادي النصر السعودي.
لنتأكد بعدها بأن قرارات الإنسان وقناعاته من الوارد جدا أن تتأثر وتتغير بما لا يتماشى مع مبادئه، لأسباب عديدة، منها مثلا، تغير الظروف الاقتصادية حوله، رغبته في تأمين مستقبله، نظرته للأمور وتغيرها لتصبح نظرة مادية تسعى لكسب مزيد من الأموال بغض النظر عن ماذا يسطره التاريخ له ضاربا بمشواره المهني عرض الحائط.
إذ ربما العرض المغري مع وجود أطفال وحياة آخرين مسؤولين منه، كانت من أسباب تغيير قناعات رونالدو وانتقاله للعب للدوريات العربية.
أو لربما كانت لقطر السبب الأكبر في هذا التحول، خاصة بعد نجاح التجربة القطرية في استضافة كأس العالم 2022 من الفترة 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، وتصحيحها لصورة العرب والمنتخبات العربية التي أبلت بلاءا حسنا بالمونديال، مع حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، يمكن أن يكونوا من الدوافع لانتقال رونالدو للنصر السعودي.
دعونا نتذكر كيف كان مونديال قطر 2022، المونديال الذي فازت فيه السعوديه على الأرجنتين بطل العالم، وفازت فيه تونس على الوصيف والبطل نسخة روسيا 2018 المنتخب الفرنسي، ووصلت فيه المغرب للمربع الذهبي.
دعونا نرجع بذاكرتنا لأيام المونديال.

فازت الأرجنتين بكأس العالم، رفع ميسي وأخير الكأس، فرح الجميع لفرحة ميسي، لم ينم الشعب الارجنتيني فرحا بالبطولة الغائبة عن راقصي التانجو 36 عاما.

 فرح محبي النجم الشاب الفرنسي كليان مبابي بما فعله هذا المحنون من ثباث وإصرار على الفوز وتسجيلة ضربتين جزاء وهدف من تسدسة قوية ليعود بمنتخب بلاده في أقوى ريمونتادا بتاريخ مونديال قطر2022، لتأتي ركلات الترجيح أو ركلات الحظ ويسجل أيضا مبابي أول ضربة بكل قوة وعزيمة على العودة بالكأس، لكن زملاؤه بالمنتخب يخذلوه ويحرموه من التتويج بالبطولة مرة أخرى على التوالي.

لتنتهي البطولة بمباراة دراماتيكية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تنتهي البطولة بمباراة الأرجنتين وفرنسا والتي ذهبت للأشواط الإضافية بعد التعادل هدفين لكل فريق، ميسي ودي ماريا، ومبابي للديوك.

تنتهي البطولة بمباراة ذهبت لركلات الترجيح بعد التعادل في الأشواط الإضافية 3 أهداف لكل فريق، لتنتهي بهدفين للديوك و4 أهداف لراقصي التانجو.

مباراة حقا مثيرة تليق بنهائي كأس عالم في نسخته الاستثنائية، نعم .. ويسدل الستار عن بطولة كأس عالم استثنائية أقيمت لأول مرة منذ إنطلاق أهم بطولة في عالم الساحرة المستديرة، على أرض عربية.

 فتفوز دولة قطر العربية صغيرة المساحة بتنظيمها، ويفوز العرب والمسلمون بحسن تنظيم واستقبال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للجماهير من جميع دول العالم، وتصحيح صورة الإسلام و المسلمين وتغيير هذه الصورة النمطية غير الصحيحة عن العرب والمسلمين.

تفوز قطر ويلتفت العالم أجمع لما حققته هذه الدولة الصغيرة من إنجاز غير مسبوق بشهادة رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ” جياني إنفاتينو” الذي أشار إلى أن قطر قدمت نسخة رائعة من كأس العالم.

تفوز القطر بعد المقاطعة الخليجية لها، فنجد رؤساء العالم في زيارة رسمية لها حاضرين مباراة افتتاح المونديال، ويتمنوا أن يكونوا في مكانها.

تفوز قطر حقيقي في تصحيح صورة الإسلام وشكل وعادات وتقاليد المسلمين للجميع، تغير هذه الصورة التي لطالما لصقت بالعباءة بأنها زي الإرهابيين والقتلة، وأن النقاب يرتديه كل متخفي يرغب في ارتكاب جريمة بعيدا عن أعين الناس.

فنجد مشجعين من كرواتيا والأرجنتين بالزي الخليجي في المدرجات، يحتسون القهوة العربية بدلا من الخمور، يصورون المساجد ويسجلون صوت الآذان، بعضهم يدخل الإسلام كما رأينا أسرة برازيلة بالكامل يهديها الله للإسلام، وغيرهم ممن أكرمهم الله وأنعم عليهم بالهداية.

نجد الفتيات القطريات يعلمن الأجنبيات طريقة لف الحجاب، ومن الناحية الأخرى طريقة ارتداء العمامة والعقال الخليجي للشباب، والصور خير دليل في تسجيل ورصد وكتابة تاريخ جديد للمنطقة العربية بفضل قطر.

نجد واخيرا احتفالات بدون عري أو إسفاف أو منظر يؤذي العين، فيسجل التاريخ حفل افتتاح كأس عالم يراه نحو حوالي أكثر مليار مشاهد من سكان الأرض بدون ملابس خادشة للحياء بدون عري بل في ظهور ملفت الحجاب والاحتشام وكل ما هو راقي، نجد الفنان العالمي مورجان فريمان بصحبة الشاب القطري من ذوي الهمم غانم المفتاح، مع المطربة القطرية ذات الملابس المحتشمة دانة.

وفي الختام وأي مسك هذا في الختام بحضور الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي.

 

وحسن الختام أيضا، كانت لقطة ميسي قائد منتخب الأرجنتين، هذا البرغوث وهو يرتدي البشت القطري بعدما أهداه له الشيخ تميم قبيل تسليمه كأس العالم، تلك اللقطة التي سطرها التاريخ بحروف من ذهب، بغض النظر عن ما تقاضاه ميسي نظير هذه اللقطة أو لم يتقاضى شيئ..  لكن في النهاية تم تعريب البطولة بنجاح لدرجة شعر فيها المشجعين العرب بأن مونديال فيفا قطر 2022، هو مونديال العرب بكل جدارة، بهذه اللقطة الذكية من الأمير تميم أمير دولة قطر.

فكان الختام مسكا بشيخ العرب الأرجنتيني ليونيل ميسي 35 عاما، وظهوره بالبشت القطري حاملا كأس العالم البطولة التي لطالما تمناها ورغب فيها جمهوره وعشاقه في كل مكان قبل اعتزاله اللعب دوليا، لتنتشر صورته هذه في أنحاء العالم أجمع، وفي جميع الصحف العالمية، لدرجة رفضها البعض من نجوم أرجنتين سابقين، واتهموا ميسي بإفساد فرحتهم بكأس العالم بسبب هذه الصورة.

ليكشف لنا أمير قطر و ويظهر للجميع عنصرية بعض النجوم أصحاب الشعارات الكاذبة، وإنه بهذه الصورة وارتداء ميسي البشت القطري، أراد أن يوصل رسالة مفاداها أننا العرب سطرنا تاريخا جديدا في المنطقة ويجب على الجميع احترام عاداتنا وتقاليدنا ودينا الإسلامي الحنيف، شاء من شاء وأبى من أبى.

نعم تم تعريب البطولة بنجاح بعدما أظهرت قطر أنها تستطيع واستطاعت وفازت وأثرت قلوب الجميع، الكارهين الحاقدين قبل المحبين المؤيدين وأبهرت العالم وأذهلته من تنظيم البطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة بتكلفة تجاوزت 200 مليار دولار، واستعداد تخطى 10 سنوات لتنظيم كأس العالم2022.

أسدل الستار عن كأس العالم في نسخته الاستثنائية والتي فيها سطرت المنتخبات العربية تاريخا جديدا لأنفسهم.

– ففازت السعودية على منتخب الأرجنتين، أبطال كأس العالم في دور المجموعات، ثم خرجت.

– فازت تونس على فرنسا أبطال العالم 2018 في آخر جولات دور المجموعات ثم خرجت.

لتأتي المغرب وتقول بعلو الصوت نحن العرب نستطيع، وأن المستحيل ليس مغربيا .. تعادلت المغرب مع كرواتيا وصيف مونديال روسيا 2018 وتصدرت مجموعتها لتصعد لدور 16 فتلتقي بأسبانيا بطلة العالم نسخة 2010 وتفوز عليها.

ثم تصعد للدور ربع نهائي ويأتي نصيبها في مواجهة البرتغال منتخب الدون كريستيانو رونالدو، وتفوز عليه، لتضرب موعدا في نصف نهائي كأس العالم أمام أبطال العالم رفقاء مبابي.

 فتخسر لكنها تسطر تاريخا جديدا لها بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي، وتصبح أول دولة عربية تتأهل للدور ربع نهائي كأس العالم، أول دولة عربية إسلامية أفريقية تتأهل للدور نصف النهائي، وأول دولة عربية إسلامية تصل للمربع الذهبي وتفوز بالمركز الرابع، وثبت للجميع أنه بالفعل المستحيل ليس مغربيا.

وأول لاعبين يحتفلون رفقة أمهاتهم، نعم كانت الأم بدعواتها الصادقة لأبنائها حاضرة في مونديال قطر 2022 بشدة، فنجد حرص اللاعب أشرف حكيمي على تقبيل والدته عقب فوزه بكل مباراة، لتلتقط عدسات الكاميرات مشهد حب وحنية بين أم آمنت لموهبة فلذة كبدها وظلت تؤازره حتى أوصلته لكأس العالم وأمام مرئى ومسع الجميع في العالم، يظهر دور الأم ويتم تسليط الضوء عليها كشريك هام وجزء أساسي ومحوري في تحقيق نجاح أولادها، كغير المعتاد وهو ظهور الزوجة وخلف كل رجل عظيم امراة، ظهرت المرأة هنا الأم.

ليس وحده حكيمي الذي احتفل مع والدته، بل رأينا والدة اللاعب سوفيان بو فال عندما نزلت لأرض الملعب عقب انتهاء مباراة فوز المغرب على البرتغال، وشاهدنا أيضا والدة المدرب الوطني وليد الركراكي، ثم تظهر جميع أمهات اللاعبين في صورة مليئة بالحنية ولفتة طيبة من الملك محمد السادس ملك المغرب والذي أصر على تكريم الأم المغربية في صورة أمهات اللاعبين في صورة ستبقى للتاريخ موثقة تؤكد على أهمية ودور الأم وعظمة مكانتها.

ناهيك عن ظهور العلم الفلسطيني وإصرار لاعبوا المنتخب على رفع العلم الفلسطيني والتزين به، وإرسال رسالة أمام العالم أجمع بضرورة الوقوق بجانب شعب فلسطين المحتل والحفاظ على الأرض العربية من محتل مغتصب.

كما وشاهدنا كيف تعامل الشعب القطري والمشجين العرب من مختلف الجنسيات مع المراسلين والإعلام الصهيوني بشكل عام، ورفضهم ذكر كلمة اسرائيل ودعم القضية الفلسطينية من خلال عدم الاعتراف بهم، والتأكيد على أنهم محتلين لأرض عربية طهورة.

فتنتهي بطولة كأس عالم استثنائية ليست بفوز ميسي والأرجنتين فقط برفع الكأس الأغلى في العالم، بل بفوز العرب والمسلمين بتنظيم بطولة كأس العالم، وينتهي  هذا العرس الكروي، ويتمنى العرب أن يغلق كتاب التاريخ بعد هذا المونديال .. مونديال فيفا قطر 2022، ويصبح شعار البطولة المستحيل ليس مغربيا .. المستحيل ليس قطريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا