التاريخ والآثار

((نموذج من عقود الزواج في الحضارة المصرية القديمة))

بقلم/الباحث:معاذ عطا

كان للمرأة المصرية دوراً مهماً وبارزاً في أسرتها، وكان لها فضلها ومكانتها في المجتمع و الأسرة علي حد سواء، وقد تعددت الدراسات والأبحاث حول المرأة المصرية القديمة و إبراز دورها ومكانتها في بناء المجتمع ، كما انها لعبت دور مهم لم يقل عن الدور الذي قام به الرجل، وكان يتمثل دورها في أمرين، يتصل أحدهم بحياتها الخاصة، في المنزل، والأخر بحياتها العامة في المجتمع، فالمرأة بجانب أنها زوجة وأم فهي رفيقة الرجل في رحلة الحياة، وساعده الأيمن في تأدية بعض أعماله ، وكان الزواج علاقة مشروعة للتكاثر واستمرار الحياة، وكان الإنجاب هو الهدف الأسمي للزواج ، حيث ظهرت عقود الزواج أبتداء من الأسرة الثانية والعشرون، وسجلت بالهيروغليفية والديموطيقية وكان مدون بها فقرات عن إلتزامات الزوج تجاه زوجته ، وكان من حق الزوجة أن تكون طرفاً في إتفاقيات وبيوع، ولها حق أن تشهد وأن تكفل ، ونذكر عهد هبه نصف بيت لزوجة :- ” وعقود الهبه هي عقود المنح والهدايا من شخص لآخر دون مقابل مادي”

الكاتب أبي بن زحو ” في السنة العاشرة من شهر بئونة، أعطي بشنيسي زوجته تسنن حور، نصف موقع بيت خال، يشرع أن ريبني عليه في غرب طيبة بالقرب من قبر أوسركون وتقسم مصاريف المباني مناصفة بالتساوي، ونصف الملكية “.

وكان كل زوج يتخد زوجة واحدة عادة بخلاف الملك له عدة زوجات، ولكن يوجد حالات تعدد الزوجات، التي ارتبطت بالحالة المادية الميسرة و كان غالباً من الشخصيات الهامة في الدولتين القديمة والوسطي ، وفي الدولة الحديثة لم تقتصر حالات التعدد علي الشخصيات البارزة فقط، إنما أيضاً بين العمال والطبقة البسيطة من الشعب ، كما رأي بعض الباحثين في عقود الزواج الديموطيقية تعدد الزواج كان متاحاً لأي فرد في المجتمع، ونذكر عقد زواج نص علي الأتي :-

” السنة الثلاثون شهر توت من “الملك” دارا”، أن المرأة ” اسنخبي” ابنة سقاء الوادي المسمي ” خبخرات” وأمها ” تناموت” ….تقول لسقاء الوادي…. لقد جعلتني زوجة هذا اليوم. ولقد أعطيتني قدت واحداً من الفضة من خزانة بتاح خالصاً بمثابة مهري، واذا هجرتك فعلي أن أعطيك نصف قدت من الفضة، وليس لي الحق في أي متاع في الأرض سأحصل عليه معك” وإمضاء الكاتب واربعة شهود .

ولدينا وثيقة آخري تثبت أن الشخص تزوج مرتين، وكانت تنص علي الآتي:-

ترجع الوثيقة للقرن الثاني ق.م، وكانت من منف، وحالياً محفوظة بالمتحف المصري ، وتنص أن المورث له ابن من زوجته الأولي وابنان من زوجته الثانية، وأنه أعطي لكل من أبنائه الثلاثة ربع أملاكه، بحيث أعطاهم ثلاثة أرباع الأملاك كلها، أما الجزء الأخير أعطاه لابني بنته، كلاً منهما ثمن، ويلاحظ من هذه الوثيقة كيفية توزيع الميراث بين الأبناء بالعدل .

إقرأ أيضا:

الحضارة اليونانية.

مقبرة حسى رع.

افول نجم الحضارة المصرية القديمة

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا