مقالات

لعنة الثراء

✍️ إيمان حامد

 

أصبح كثرة المال نقمة وفتنة لصاحبها أكثر من كونها منفعة فالمال الذي يفترض أن يصنع الاطمئنان والسكينة والرضا هو ذاته الذي يتحول إلى باب كبير للفتنة فينتزع المال من صاحبه الفضيلة و العفو والتسامح ويسيطر على قلبه القسوة والتكبر والتجبر ويتنكر لأغلب من حوله.

لعنة الثراء
لعنة الثراء

 

عندما يمتلك الانسان المال يرى أنه بإمكانه فعل الكثير بهذا المال بإمكانه انتزاع حقوق ليست ملكة والظلم والتجبر و بإمكانه الحصول على المناصب دون تعب أو حتى إستخدام هذا المال في التحايل على القانون والتهرب من العقوبات .

 

نرى في هذه الآونة ارتفاع معدلات الطلاق إما لضعف مستوى المعيشة أو لكثرة المال فهناك بعض الأزواج التي تبدأ من الصفر تحارب للحصول على المال وبعد امتلاكه يترك خلفه كل من قدم له الدعم للوصول و منهم الزوجة والتخلي أيضًا عن الأبناء أو حصول الزوجة على الطلاق وانتزاع الأبناء منها بإستخدام المال كوسيلة .

 

فتنة الثراء تنزع من بعض الأشخاص فكرة التسامح الذي يعتبر مؤشر للإنسانية والفضيلة والتراحم والسلام الاجتماعي فيتحول الأمر كله إلى منطق القوة والرغبة في إصدار الأوامر والتعليمات والسعي نحو السيطرة والتجبر والدعوة إلي التكبر والغرور والنظر إلى الجميع بمنطق المنفعة والمصلحة وهذا نشاهده واضحاً في عشرات النماذج اليومية التي نصادفها و أن غياب الرحمة والأخلاقيات يتسبب في أضرار خطيرة عندما يدركون أن مصالحهم عندك تراهم يتهافتون عليك والعكس تماماً حين تلجأ إليهم.

 

رؤيتي في مجتمعاتنا حيث يلجأ البعض إلى التعامل مع الآخر بمنطق الاستغلال والتسلط فهذا أكثر ما يشيع الأحقاد والضغينة في المجتمع بل ويفسد العلاقات الطيبة والمودة بين أفراد العائلة الواحدة وبين الأصدقاء وزملاء العمل ويسود التكبر والغرور والتباهي بما تمتلكه وهذا ما يجعلك شخص ينفر الجميع منه.

 

لذلك دعونا نقدم الإنسانية قبل كل شيء فلو سعينا لهذا لصارت الحياة أفضل والعلاقات أوثق وأقوى دون أن يتحول كل شيء إلى شكليات فارغة وتسلط وضغينة ليصبح المجتمع عبارة عن هياكل بلا معنى نحن في حاجة ملحة إلى نشر المودة والتسامح والتراحم على كل المستويات الخاصة .

اقرا ايضا:-

الفقر والبطالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا