مقالات

كيف استطاع مونديال قطر 2022 تصحيح صورة العرب والمسليمن عند الغرب؟ مشاهد من قلب كأس العالم تثبت ذلك!

أسماء الشنواني

 

ساعات قليلة تفصلنا عن إسدال الستار عن دور المجموعات بمونديال فيفا قطر 2022، كأس العالم بنكهته العربية الإسلامية لأول مرة في التاريخ، والذي يقام في الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر الجاري.

48 مباراة تخللها الإثارة التشويق المتعة وهذا ما يحدث دائما في كرة القدم وتحديدا في كأي العالم، لكن ولأول مرة نرى مشاهد ولقطات وقصص إنسانية وملهمة في أهم وأعظم حدث في عالم الساحرة المستديرة، ليس له علاقة بكرة القدم.

ولعل استضافة قطر وكونها أول دولة إسلامية عربية تستضيف بطولة كأس العالم في التاريخ، هي سبب انتشار مثل هذه اللقطات والمشاهد والقصص التي سنراها في هذا المقال، والتي أظهرت بدورها هويتها الإسلامية والعربية دون أي تحفظ أو خوف من إتهام بالتطرف أو الإرهاب، بل زاد بسببها عدد المسلمين حول العالم بسبب دخول بعض المشجعين لهذا الدين الحنيف.

 

فمثلا شاهدنا :-

فيديوهات لبنات قطريات يعرضن على المشجعات الأجنبيات تجربة ارتداء الحجاب.

أطفال خليجية بنفس الطريقة يعلمن المشجعين من الرجال طريقة ربط العمامة الخليجية و العقال.

ومشهد ثالث يظهر شاب قطري يوزع على الجمهور المشجع شارات عليها علم فلسطين.

القضية الفلسطينية التي أبرزتها قطر وسلطت عليها الضوء بكل سلاسة وخفة يد من خلال بطولة كأس العالم، أكدت لنا أن الشعوب العربية بطبيعتها رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث الأعلام الفلسطينية دائما حاضرة في المدرجات على اختلاف المباريات.

 

هذا الإعلام الصهيوني المرفوض من الجميع، شاهدنا الكثير من الفيديوهات الرافضة لاستكمال حديث مع مراسل محتل لأرض عربية، وشعور هذا الأخير بإنه غير مرغوب فيه.

ظهور رئيسة كرواتيا السابقة كوليندا غرابار كيتاروفيتش، رافعة شارة علم فلسطين.

تصرف نبيل من شاب فلسطيني حاملا علم بلده، حيث عرض على أسرة برازيلة المساعدة وحمل طفلها النائم طوال الطريق الرابط بين الملعب والمترو، لنكتشف فيما بعد أن هذا الطفل هو حفيد “تيتي” مدرب البرازيل،  لينتشر الفيديو ويراه تيتي ويرغب في مقابلة الشاب العربي ليشكره على ما فعله مع حفيده.

احتفال لاعب المغرب جواد الياميق برفع علم فلسطين في أرض ملعب الثمانة ووسط العالم أجمع، احتفالا بالتأهل التاريخي لمنتخب بلده وصعودهم لدور الـ16، وهم بالمناسبة المنتخب العربي الوحيد الذي صعد للأدوار الإقصائية بمونديال قطر، بعدما ودعت كل من قطر، تونس رغم الفوز على فرنسا، والسعودية رغم الفوز على الأرجنتين

 

 

صوت الآذان وصلاة المسلمين أيضا مع حسن تعاملهم أجبرت العديد من المشجعين على التعرف أكثر على هذا الدين الحنيف، فرأينا وفقا لقناة الكأس الرسمية، دخوا أسرة برازيلة الإسلام.

وفي مشهد آخر أظهر شاب قطري يلقن مشجع آخر الشهادة لحظة إعلانه الدخول الإسلام.

أما عن لقطة الطفلة  المحجبة التي ظهرت واقفة قبيل إنطلاق مباراة أمريكا وإنجلترا، فلأول مرة يحدث هذا بكأس العالم منذ انطلاقه عام 1930.

وأكيد رأينا كيف طغت الثقافة العربية بعاداتها وتقاليدها وطعامها وشرابها، حيث أظهر مقطع فيديو يظهر شاب قطري يوزع القهوة العربي والتمر على المشجعين بشوارع الدوحة، وآخر لمشجع مكسيكي وهي يخوض تجربة الأكل العربي بٱحدى مطاعم قطر.

 

مشهد صلاة الجمعة من أمام ستاد البيت، ولأول مرة تقام صلاة الجمعة بملاعب كأس العالم.

مشاهد كثيرة ينشرح لها القلب فرحا، ومن داخل العاصمة الدوحة، دوحة الجميع كما قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحفل افتتاح بطولة كأس العالم، أصبحت قطر منارة العالم في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بكل رقي وحب وتسامح.

بل أصبح الشعب القطري سفراء للإسلام بحسن استقبالهم للضيوف وتعاملهم الراقي معهم.

الكثير من المشاهد التي التقطها الإعلام العربي والغربي أذهلت الجميع، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة، والتي أظهرت مدى كره وغضب الشعوب العربية تجاه الكيان الصهيوني.

كما وشاهدنا في مباراة المنتخب السعودي ضد نظيرة الأرجنتيني، تلك المباراة التي سجلها التاريخ بحروف من ذهب، بعد فوز الأخضر على راقصي التانجو رفقاء البرغوث ليونيل ميسي، لقطات تظهر تبادل تيشرتات الجمهور الأرجنتيني مع الجمهور السعودي في لقطة عفوية تظهر مدى الروح الرياضية للجمهور المشجع.

أما عن لقطة مباراة الجولة الأولى بالمجموعة الخامسة بين كل من اليابان وألمانيا، وهي لقطة الصورة التذكارية والتي أظهرت المنتخب الألماني وهم يضعون أيديهم على أفواههم، قبيل بداية المباراة، وذلك تعبيرا عن احتجاجهم لمنع ارتداء شارة علم المثليين، وقمع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للآراء وفقا لوجهة نظرهم، والذي بدوره منع ارتداء هذه الشارة احتراما لدولة قطر البلد العربي المسلم المستضيف للمونديال.

تلك اللقطة أثارت سخرية رواد السوشيال ميديا، خاصة بعد خسارة المنتخب الألماني من نظيره اللياباني.

واستطاع المنتخب الياباني الذي أظهر جمهوره في ستادات قطر مدى تحضره وحرصة على نظافة المكان، بعدما تداول رواد السوشيال ميديا لقطات تظهر مشجعي اليابان وهم ينظفون أماكنهم، بفوز اليابان على الماكينات الألمانية بهدفين مقابل هدف وحيد.

لتظهر الماكينات من جديد أمام منتخب أسبانيا بشكلها العادي دون أي ٱشارات أو حركات، لتتعادل، ثم تفوز على كوستاريكا في أول مباراة لها بالمونديال وآخر جولات المجموعة، لتحتل المركز الثالث بالمجموعة الخامسة التي تضم كلا من اليابان، أسبانيا و كوستاريكا، ثم تخرج من دور المجموعات ومن باب “الضحك”.

ورغم كل هذه المشاهد التي تدل على نجاح قطر في استضافة كأس العالم، وفرض هويتها الإسلامية والعربية على العالم أجمع، بكل رقي وحب واحترام لحقوق وديانات الشعوب الأخري..

ما زالت الحملة الإعلامية ضد قطر مستمرة، فالتنقيب مستمر على أي ثغرة تكسر فرحة العرب وانتصار قطر ونجاحها في الفوز باستضافة كأس العالم، وإبهار العالم أجمع بما حدث بحفل افتتاح المونديال فيفيا قطر 2022.

الجميع كان ينتظر، البعض كان يترصد وآخرون تمنوا فشل حفل الافتتاح أو أن يظهر بشكل دون المستوى، لكن ما حدث بقطر في افتتاحية كأس العالم، أبهرنا جميعا وأخرس الألسنة التي ينطبق عليها المثل الشعبي ” مالقوش في الورد عيب قالوا ياأحمر الخدين”.

فبعد استضافة الفنان العالمي مورجان فريمان، والحوار الممتع الذي دار بينه وبين الشاب غانم الفاتح من ذوي الهمم، حملة إعلامية غربية شرسة هاجمت فنان هوليود، وأتهموه بإنه تم شرائه بالأموال كي يقبل في الظهور بحفل افتتاح بطولة كأس العالم قطر 2022.

وقضية العمال الذين ماتوا في أشغالهم أثناء التجهيز لاستضافة كأس العالم، ستجدون تفاوت في عددهم كلا حسب درجة كرهه لقرار الفيفا على موافقته لاستضافة قطر والشرق الأوسط، لأكبر حدث كروي في عالم الساحرة المستديرة.

بل وصل الأمر لإتهام ألفانتينو نفسه رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بالفساد وتورطه في القرار الذي أتخذه الإتحاد، باستضافة قطر كونها أول دولة إسلامية عربية تستضيف بطولة كأس العالم.

ولعل سبب قهرتهم هذه، والتي مازلت مستمرة وستستمر حتى إسدال الستار عن البطولة بأكملها، ليس لكون قطر دولة إسلامية عربية، بل لتطبيقها قواعد وقوانين بلدها وتعاليم دينها على الجميع، في خطوة تفاجئنا بها جميعا، نحن المسلمين العرب قبل الغرب.

فدائما وللأسف الشديد نحن العرب ننظر للغرب على إنهم هم القدوة والمثل الأعلي، دائما ما نجد الشباب العربي هو من يقلد الغرب بقصات شعره، وملابسه وطريقة كلامه .. فجاءت قطر وكسرت هذه الصورة النمطية، وخلقت صورة جديدة ومشهد آخر سيظل محفورا في أذهان كل عربي مسلم غيور على دينه.

جاءت قطر، تلك الدولة الصغيرة وجعلت العالم العربي يتغنى بما فعلته، وجعلت العالم الإسلامي يفخر بما قدمته، وأحرجت العالم الغربي بحسن الضيافة، وصححت صورة المسلمين والإسلام لديهم، حتى ارتدوا الزي الخليجي الجلباب والعمامة والعقال، بعد أن كانوا يروه علامة مميزة للإرهابيين.

لذلك أنا أشكر قطر على مثل هذه الفعاليات والقواعد الحاسمة التي وضعتها للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في زمن أصبح الحرام فيه مباحا وبشكل علني.

أشكر قطر على إبراز هويتنا الإسلامية وإجبار الغرب على الالتزام بقواعد وتعاليم دينا الحنيف دون حرج أو خوف، بل عن فخر واعتزاز وإجبار العالم أجمع على احترامنا واحترام هويتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا