رؤية وابداع

السيرة النبوية “الجزء الخامس”

أميرة ياسر

لك أن تتخيل معي حياة أشرف الأنبياء وهو طفل صغير ينشأ في البادية، ويلهو ويلعب مع الفتيان والصبية في عمره، دعونا نتفق جميعًا أن الأيام التي قضاها من عمره عند السيدة “حليمه السعدية” كانت كلها أيام بركة وخير عليها من الله بفضل كرامة ذلك الطفل الصغير، إلى أن جاءت حادثة شق الصدر والتي تقول فيها السيدة حليمة: أنه كان يلعب مع الصبية الصغار إلى أن جاء أخوه -تعني أخوه في الرضاعه- وقال ما حدث أنه أتي رجلان وشقا صدر محمد ونزعا منه شيئًا ثم ذهبا، هنا أسرعت حليمة وزوجها لرؤيته -صلى الله عليه وسلم- وجدته حيًّا، ولكن به آثار من التعب قليل، حينها ارتعبت حليمة وأخذته وأسرعت به إلى أمه في مكة؛ لكي يتربى وينشأ معها، ومن ثم أخذته أمه السيده “آمنه بنت وهب” وسارت به إلى قبر زوجها؛ لكي تعرفه عليه، وأثناء عودتها في الطريق مرضت مرض الموت، وارتفعت الحمى عليها، وأمرت الخادمة بأن تأخذ محمد وتذهب به إلى جده عبد المطلب، ومن ثم تفارق الحياة، هنا كيف يكون شعور ذلك الطفل الصغير وهو يرى أمه لا تتحرك أمام ناظريه، وهو يساعد في حفر قبر والدته ويراها تُدفن في التراب؟، كيف كان شعور ذلك الطفل حين ذلك؟، كيف وهو يذهب بعيدًا وينظر خلفه ويقول: أمي أمي وهي تحت التراب ؟، كم لاقاه من هذا الآلم الشديد وهو في عمره هذا، فقد ولد بدون أب وها هو الآن يذهب ويرى أمه تحت التراب ، هل كان بباله أنه عند عودته من قبر والدهِ سيرى والدته تدفن أيضًا أمام ناظريه ؟، ماذا ينتظر ذلك البطل في مكه حين عودته بدون أمه؟.

مراجعة لغوية: رويدا أحمد.

إقرأ أيضاً: 

صبابتنا تحيينا

كانت هُنا

يوماً ما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا