مقالاتأخبار مصرالتاريخ والآثار

الملك توت عنخ آمون

بقلم الأثرية/ فاطمة نصار

توت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشر فى مصر القديمة، (تل العمارنة)، كان حكم مصر من (1334 ق.م إلى 1325ق.م)، يعد (توت عنخ آمون) من أشهر الملوك لا تتعلق بإنجازات حققها،

أو حروب أنتصر فيها، إنما لأسباب أخرى تعد مهمة من الناحية التاريخية أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل بدون أى تلف، كان توت عنخ آمون بعمر التاسعة عندما أصبح فرعون مصر،

 

عاش  (توت عنخ آمون) فترة انتقاليةحيث أتى بعد إخناتون الذى حاول توحيد آلهة مصر القديمة فى شكل الإله الواحد الأحد، وتم فى عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، تم اكتشاف قبره عام 1922 فى (وادى الملوك) من قبل عالم الآثار البريطانى (هوارد كارتر)، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة في العالم.

اكتشاف المقبرة:
فى 4 نوفمبر 1922، عندما كان عالم الآثار فى مصر القديمة البريطانى (هوارد كارتر) يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدى إلى قبر رمسيس السادس فى وادى الملوك لاحظ وجود قبر كبير.

واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التى تضم ضريح توت عنخ آمون، وكانت على جدران الغرفة التى تحوى الضريح رسوم رائعة تحكى على شكل صور قصة رحيل (توت عنخ آمون) إلى عالم الأموات، كان المشهد فى غاية الروعة للعالم (هوارد كارتر) كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة،

 

وفى 16 فبراير 1923 كان (هوارد كارتر) أول إنسان يطأ قدمه الغرفة التى تحوى تابوت (توت عنخ آمون) لاحظ كارتر وجود صندوق خشبى ذى نقوش مطعمة بالذهب فى وسط الغرفة،

 

وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق الثانى كان يغطى صندوق ثالثاً مطعماً بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجرى الذى كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ آمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجرى وصل كارتر إلى التابوت الذهبى الرئيسى الذى كان على هيئة تمثال لتوت عنخ آمون،

 

وكان هذا التابوت يغطى تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثل للملك الشاب، وجود صعوبة فى رفع الكفن الذهبى الثالث الذى كان يغطى مومياء توت عنخ آمون عن المومياء، ففكر كارتر أن تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر ستكون كفيلة بفصل الكفن عن المومياء،

 

ولكن محاولاته فشلت وأضطر إلى قطع الكفن الذهبى إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذى كان ملفوفاً بطبقات من الحرير وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء (توت عنخ آمون) بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها ذهب خالص،

أضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد إزالة الحلى أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمى للمومياء، ووضعوه فى تابوت خشبى.

أهمية كنوز توت عنخ آمون:
ترجع أهمية مجموعة الملك (توت عنخ آمون) إلى العديد من الأسباب:

1. أن كنز الملك أجمل كنز ملكى عثر عليه ولا نظير له، يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبى الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص والآخرين من خشب مذهب.

2. أن الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر أشر وأزهى عصور الدولة الحديثة حيث أنفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.

3. أن هذه المجموعة الهائلة قد ظلت فى مصر، توضح كيف كان القبر الملكى يجهز ويعد، فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية، وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر، وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وآخر من النحاس، وكل هذه المجموعة كانت بالمتحف المصرى بالقاهرةونقلت إلى المتحف الكبير.

4. من هذا الكنز نتعرف على الكثير من حياة الملك وحبه للصيد وعلاقته بزوجته “عنخ آسان آمون” التى من المعتقد أن تكون قريبته، بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته.

قناع توت عنخ آمون:
القناع هو واحد من أكثر الأعمال الفنية شهرة فى العالم.
مصنوع من:
ذهب – لازورد – مرو – سبنج – عقيق أحمر – فلدسبار – فيروز – أمازونيت – فاينس – كحل.
وفقاً لعالم المصريات “نيكولاس ديفز”، القناع ليس فقط الصورة المثالية لمقبرة توت عنخ آمون، بل ربما أكثر العناصر شهرة حول العالم.

وصف القناع:
صنع من نوعين من الذهب ويظهر على غطاء رأسه رمز يحمل صورة ثعبان الكوبرا، مع صورة النسر، مما يرمز إلى سيطرة الملك على مصر العليا والسفلى، يزن القناع (20 رطلاً من الذهب).

مقبرة الملك توت عنخ آمون:
كانت مقبرة (توت عنخ آمون) مختلفة فى تخطيطها عن تخطيط مقابر الملوك الآخرين هما (تحتمس الأول)، (تحتمس الثالث)، (تحتمس الرابع)، مختلف عن معظم مقابر (وادى الملوك).

تتكون المقبرة من:
• مدخل ثم سلالم ومتراس.
• ثم ممر هابط طويل ومتراس آخر.
• ثم حجرة أمامية فى أقصى يسار جدارها الغربى نجد متراس.
• يليها غرفة جانبية محلقة.
• ثم مدخل فى الجانب الشمالى يؤدى لغرفة الدفن والذى كان على جانبيه (تماثيل الكا) الخشبية الموجودة فى المتحف المصرى ومن الجدار الغربى لغرفة ا لدفن نصل لحجرة الكنوز، وغرفة الدفن كان بها (4 نيشات، فتحات صغيرة فى جدارها الغربى).
ووجد:
• فى النيشة الأولى (تمثال أوشبتى).
• فى النيشة الثانية (عمود الجر).
• فى النيشة الثالثة (تمثال للمعبود أنوبيس ملفوف بلفائف كتابية).

• فى النيشة الرابعة (تمثال بالهيئة الأوزيرية ملفوف بلفائف كتابية).
• وحجرة الدفن فها (4 جدران) الشمالى والجنوبى والشرقى والغربى.

مناظر المقبرة:
الجدار الشمالى للمقبرة نرى فيه الملك (توت عنخ آمون) واقفاً يرتدى مئزر، وباروكة شعر قصيرة سوداء بعصابة رأس عليها حية من الأمام، وصدرية عريضة واسعة ويمسك عصا فى يده اليمنى وفى يده اليسرى علامة العنخ وتستقبله المعبوة (نوت) إلهة السماء التى نراها مرتدية رداء حابك طويل يصل للأقدام وخلاخيل وأساور فى ذراعيها.

الخنجر الغامض:
وجد أيضاً خنجراً غامض على جثة الملك الشاب مع زخارف ذهبية، والقناع مرصع بآلاف من قطع الزجاج الملون والأحجار نصف الكريمة والحاجبين من اللازورد والأكليل من العقيق الأحمر والعينين تم صنعها من الزجاج البركانى التركى، وتم ترميم لحية الملك منذ سنوات قليلاً، الخنجر معروض بالمتحف فى القاهرة.

وجد أيضاً: صولجان الملك من الذهب واللازورد، والزجاج الأزرق، وجد أثنتان من آلة الشخشيخة الموسيقية مصنوعة من الخشب برقائق الذهب والبرونز، وقاعدة التمثال المسروق داخل المقصورة الذهبية الصغيرة،

 

وجد ثمانية خواتم من الذهب ملفوفة داخل منديل طويل من الكتان جزء من غنيمته اللصوص تركت بالمقبرة، وصندل وخفف الملك، إيزيم الصندل من الزخارف الذهبية دقيقة الصنع، والخف مصنوع من الجلد والخرز والذهب،

 

ومقصورة حفظ الأوانى الكانوبية للملك تحرسها تماثيل المعبودات الأربعة، وبردية من عصر (تحتمس الرابع) يظهر عليها الرسم الهندسى لأقسام المقبرة الملكية فى وادى الملوك (محفوظة بمتحف تورين)، وكأس التمنى (الكأس السحرى) الخاص بالملك وهو منحوت من حجر المرمر بشكل زهرة اللوتس.

وجد إناء العطور منحوت من المرمر، سرير الملك منحوت من خشب الأبنوس ومزود بشبكة من الشرائط المجدولة، وجد صندوق من الحجر المرمر، وصندوق مجوهرات منحوت من العاج، وكرسى الطفل توت عنخ آمون منحوت من خشب الأرزق،

 

وقلادة جعران كبيرة من الذهب واللازورد والزجاج الأزرق، قلادةذهبية بشكل لقب اعتلاء العرش (نب خبرو رع) للملك، قلادة الصدر التى تتوسط مشد الكورسيه، سبع خواتم ذهبية وفض خاتم منحوت بأشكال دقيقة، توكات من الذهب عليها نقوش مفرغة مشغولة بحبيبات ذهبية دقيقة،

 

والمقصورة الذهبية الصغيرة مصنوعة من الخشب، وأثنان من عصرى السير الخاصة بالمناسبات الرسمية منحوته من الخشب بورق الذهب، ومقعدان بلا مسند ظهر، وثلاثة من أقواس الملك، وخاتم عتيق، وخاتم التوقيع الخاص بالملك مسجل عليه أسمه.

تمثال للملك توت عنخ آمون:
له تمثال خشبى مذهب للملك توت عنخ آمون يظهر الملك واقفاً وقدمه اليسرى متقدمه على اليمنى ويمسك بإحدى يديه العصا، تحمل قاعدة التمثال نقشاً يشير للملك وصور الملك فى هيئة الحارس لمقبرته، وجد فى (وادى الملوك) الأقصر – العرض 53.5 سم والارتفاع 192 سم – الأسرة الثامنة عشر.

مشاريعه الإعمارية:
1. أمر بإعادة وإصلاح وترميم التماثيل والمراكب المقدسة وتنظيم رجال الكهنوت من جديد.
2. أعاد كل المعابد أموالها ومواردها.
3. بدأ فى إنشاء كم هائل من الأساطين الهائلة فى الكرنك.

كيف مات توت عنخ آمون:
توفى توت عنخ آمون وهو فى سن التاسعة عشرة فى ظروف غامضة، حيث عد الكثيرون أن وفاته لم تكن طبيعية، خاصة مع وجود آثار لكسور فى الجمجمة وعظام الفخذ الأيسر.
جاء التقرير النهائى لفريق علماء الآثار المصرى: ليبين السبب الحقيقى لوفاته، إذ أن وفاته كانت بسبب تسمم فى الدم ناتج عن كسر فى عظم الفخذ الأيسر، مما أدى إلى موت الأنسجة والخلايا وتحللها.

المراجع:
(1) سليم حسن، موسوعة مصر القديمة، الجزء الخامس، 2008.
(2) هيوارد كارتر وأرثرميس، أكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ترجمة ثروت عبد العظيم، 2016.

 

إقرأ أيضا:-

الهنود الحمر

“دماء علي أرض الحرم”

صناعة الورق من نبات البردي في مصر القديمة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا