مقالات

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

✍️هدير عبده

 

قال تعالي :” وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدُونِ.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام

“سورة الأنبياء”

كل الرسل أتت ليدعو الناس إلى توحيد الله تعالى والبعد عن الفواحش والمنكرات.

وقال تعالى:” لَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولًا أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ” .

“سورة النحل”

سيدنا يوسف عليه السلام هو نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن خليل الله إبراهيم واسم أمه راحيل.

 

ولد يوسف عليه السلام في مدينة فدام أرام .
قد منح الله يوسف حسن الخلق وجمال الوجه والأخلاق واختصه الله أن يدعو لتوحيد الله .

كما أن سيدنا يوسف أحد الأسباط الذين ذكرهم الله في سورة البقرة.

كان سيدنا يعقوب عليه السلام يحب يوسف حبًا قويًا جدًا مما ولد هذا الحب الغيره الشديد بينه وبين أخوة يوسف .

 

كان عدد أولاد سيدنا يعقوب أثنى عشر ولدًا وكان يوسف عليه السلام الثاني عشر وكان له أخ شقيق اسمه بنيامين أما الباقي إخوته من أبيه وليس من الأم .

 

كان سيدنا يوسف متميز منذ طفولته برجاحة العقل والذكاء وعندما وصل إلى سن ال١٥ أو ال١٧ شاهد في المنام رؤيا ادهشته وذهب مسرعًا إلى سيدنا يعقوب يقص عليه ما رأى إن هناك إحدى عشر كوكبًا يسجدون والشمس والقمر جميعهم ساجدين له .

قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام

 

ادهشت رؤيا يوسف أبيه وعلم أبيه إن ليوسف شأن عظيم عند الله تعالى وعلم إن الاحدي عشر كوكب هم أخواته والشمس والقمر الأم والأب وذكرت ذلك الرؤيه في القرءان الكريم في سورة يوسف في قوله تعالي :_ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَٰجِدِينَ.

“سورة يوسف”

أخبر سيدنا يعقوب أنه لا يخبر أحد من أخواته لأنه خاف أن يكيدوا له كيدًا ويحسدونه فقال له يا بني لا تقصص على أخوتك فيكيدوا لك كيدًا استمع يوسف لكلام أبيه.

 

المحن التي حدثت في حياة يوسف عليه السلام
تعرض إلي الكثير من الصعوبات والمحن وهي كانت.

 

مكيدة أخوة يوسف كانوا يغارون منه ومن شقيقه فقام بالتأمر جميعهم على قتل يوسف والقائه في أرض بعيدة، حتي يحبهم أبوهم لأنهم يروي أنهم أنفع له ، فذهبوا عند أبيهم لأخذ يوسف فقال لهم أنه يخاف أن يأكله الذئب لكنهم حاولوا أقناعه وجاء ذلك في سورة يوسف

قال تعالى :_قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذًا لَّخَٰسِرُونَ

 

وافق سيدنا يعقوب على مطلبهم واجتمعوا الأخوة على إلقائه في البئر وذهبوا إلى أبيهم في المساء وأخبروه كذبًا أن الذئب قد أكل يوسف وهم كانوا يستبقون وجاؤوا بقميصه بالدماء الكذب لم يصدقهم سيدنا يعقوب وقال لهم كما ورد في “سورة يوسف” قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.

 

مرت قافلة قرب البئر الموجود به يوسف فانزل أحد منها الدلو ليأتي بماء تعلق به سيدنا يوسف فاستبشروا به وأخذوه إلى مصر و باعته القافلة في سوق مصر واشتراه عزيز مصر واعطه لزوجته وقال لها أكرمي عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا وبهذا سخر الله العزيز وزوجته للاعتناء بيوسف.

 

أتت النبوة لسيدنا يوسف وهو يبلغ من العمر الأربعين وعلم بخوافي الأمور ولم تنتهي الابتلاءات لهنا

كيد النساء و مراودة زوجة عزيز مصر ليوسف

 

كان سيدنا يوسف عليه السلام أجمل رجال الأرض ، فقد منحه الله جمال لا يوصف وعندما بلغ رشده ففتنت به امرأة العزيز فتزينت ودعته إلى غرفتها وغلقت الأبواب وراودته عن نفسها لكن رفض يوسف وذهب بعيد عنها وهو يذكرها بفضل زوجها عليه . وذكر ذلك في الآية ٢٢ في سورة يوسف
“وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ”.

 

وعندما حاول يوسف الخروج من الباب الحقت به ومزقت قميصه من الخلف فلما شاهدهما زوجها بدأت تبكي وتتهم يوسف بأنه يريدها بسوء وقال يوسف للعزيز بانها كاذبة وهي من أردت به سوء.

 

وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه مزق من الأمام فيكون هو الكاذب وهي صادقة وإن كان تمزق من الخلف فصدق وهي كاذبة.

فوجدو قميصه مزق من الخلف وظهرت براءة يوسف وأمره العزيز بكتمان السر وطلب من زوجته أن تستغفر ربها.

يوسف ونسوة المدينة

لم ينتهي الأمر إلى هنا ظلت امرأة العزيز تحب يوسف وانتشر الخبر في المدينة وظل نسوة المدينة يلومون علي امرأة العزيز ويتكلمون عليها بالسوء.

 

فقامت امرأة العزيز بفعل مكيدة بدعوة جميع نسوة المدينة إلى بيتها وأعدت مائدة كبيرة من الطعام وعند استخدام السكين للطعام أمرت في ذلك الوقت بدخول يوسف عليهن.

 

فلما رأوه سرحوا في جماله واندهشو وجرحن أيديهن بالسكاكين وقالوا حاش لله وهي تعبر عن صنع الله في جمال يوسف وقالوا هذا ليس ببشر إن هذا إلا ملك كريم.

 

فتوقفن عن لومها وانتشر هذا الحدث في المدينة.

يوسف والسجن

 

لقد أمر العزيز بحبس يوسف حتي يحمي سمعة زوجته.
كان مع سيدنا يوسف في السجن رجلان وهم ساقي الملك وخبازه شاهدوا في يوسف توكله على الله وسألوه عن تفسير أحلامهم فقد رأى الأول أنه يعصر الخمر من ثلاث عناقيد عنب ويسقي الملك والثاني كان يحمل ثلاث سلال من الخبز على رأسه والطيور تأكل من على رأسه.

 

فأخذ سيدنا يوسف يحدثهم أولًا عن رحمة الله وحبه لمخلوقاته وإن علمه من عند الله وهو علم التأويل وأنه مؤمن وموحد بالله وقام بتفسير رؤياهم ، بأن الخباز سيصلب وتاكل الطير من رأسه والثاني سيخرج ويعود يسقي الملك ولكن طلب منه عند خروجه أن يذكره عند الملك ويخبره ما حل به من ظلم.

 

وخرج الساقي في فترة قصيرة ولكن أنساه الشيطان أن يذكر يوسف أمام الملك وظل يوسف في السجن لعدة سنوات وصلت إلى ٧ سنوات.

عندما أراد الله إخراج يوسف كان ذلك من خلال رؤيا رآها الملك وعجز الحكماء والعلماء في تفسيرها وأخبروه أن هذه الرؤيا لا تفسير لها وتذكر الساقي في ذلك الوقت سيدنا يوسف علية السلام.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام

 

وأخبر الساقي الملك عن قدرة يوسف علي التفسير فطلب منه أن يذهب له ويقص عليه هذه الرؤيا التي كانت كما ذكرت في قوله تعالي :_ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ.

فأخبرهم يوسف بأن ستأتيهم سبع سنوات نعيم وتعم الأرض بالغلال ويخضر الزرع وبعدها سبع سنوات قحط عندما علم الملك علم يوسف أرسل له لإحضاره ولكن رفض يوسف وقال للمرسال أن يذهب للملك ويخبره أنه يجب إظهار براءته وإعلانها.

خروج يوسف من السجن

بعد إصدار الملك بالإفراج عنه وإحضاره إلى القصر و أصبح يوسف مسؤولاً عن خزائن مصر واقتصادها وكان كبير الوزراء في البلد، وجاءت سنوات الرخاء وبعدها سنوات الخراب وتجاوزها يوسف بعلمه وحكمته، وكان في سنوات القحط حل الخراب علي جميع البلاد وإذ إتي أخواته إليه يطلبون الطعام منه فعرفهم وهم لم يعرفوه أعطى أخوته الطعام وسألهم عن أنفسهم فقالوا، إنهم أثنى عشر رجلاً ذهب منهم واحد والآخر بقي مع أبيهم فطلب منهم أن يأتوا به في العام المقبل وهددهم بأنهم إن لم ياتو به فلا كيل لهم .

 

عادوا اخوة يوسف وأخبروا أباهم بما حدث وأنه إن لم يبعث بنيامين معهم يمنع الكيل عنهم ووافق أبوهم لحاجة أهله إلى الطعام ولكن طلب منهم أن لا يدخلوا من باب واحد حتى لا يصابوا بالحسد، وعندما احضروا بنيامين إلى يوسف رحب بهم وأكرمهم وأخبر أخيه أنه أخوه وطلب منه أن يكتم السر .

 

وأراد يوسف أن ياخذ أخوه فقام بوضع صواع الملك في رحل أخيه بنيامين وافهمه بالسرقة واستخرجوا الصواع من حمل بنيامين ولكن أخوته طلبوا أن ياخذو أحدًا منهم بدلاَ منه لأنهم أعطوا عهدا لابيهم .

 

ولكن قال لهم سنطبق عليكم قانونكم لم نأخذ برئ مكان مذنب، ففشلوا بإرجاع بنيامين وعندما عادوا إلى أبيهم وأخبروه بما حصل كذبهم لانه يعلم ان ليس من صفات بنيامين السرقة، وحزن حزنًا شديدًا حتى ابيضت عيناه وفقد بصره.

 

رجع أخوة يوسف إليه وأخبره بما حدث ويشكوا له حالهم الذي تدهور وحزن أبيهم وإصابة أهلهم بالضعف والقحط وأخذوا يرجوا أن يتصدق عليهم .

 

فحن قلب يوسف وأخبرهم عن نفسه وقصوا عليه ما حدث لأبيه منذ ذهابه فخلع قميصه وأعطاه إليهم وطلب أن يضعوه على عين سيدنا يعقوب ليعود إليه بصره.

 

واتي بقميصه على وجه أبيهم فارتد له بصره وخرج يعقوب عليه السلام ليري يوسف عليه السلام وعند وصلهم ليوسف أخذ أمه وأبيه وأجلسهما معه وقد كان هذا تأويل الرؤيا الأحد عشر كوكبًا والشمس والقمر له ساجدين.

 

بدأت قصة سيدنا يوسف عليه السلام برؤيه وانتهت بتحقيق هذه الرؤية فصبرًا جميل.

 

ومات سيدنا يوسف وهو عنده مائة وثلاثون عامًا ودفن في مصر في الجانب الغربي منها.

اقرا ايضا:-

الدروس المستفادة من رحلة الاسراء والمعراج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا