المرأة والحياة

بيت العائلة…. نيران تشتعل

كتبت – مايا أحمد زكي

بيت العائلة هو بيت يعيش فيه الزوج والزوجة مع أهل أحدهما، قد يبدو لأول وهلة انه أمر لطيف للغاية وأنه ما هو إلا ونس ودفء بين طيات عائلة ودودة، يمكن لتلك الصورة الوردية أن تتحقق إذا كانت العائلة بالفعل ودودة، لكن للأسف في أغلب الأحيان تكون عائلة أحد الطرفين على النقيض من ذلك حينها يكون بيت العائلة نيران تشتعل.

بيت العائلة…. نيران تشتعل
بيت العائلة…. نيران تشتعل

العلاقات الزوجية مقدسة

لا شك أن العلاقات الزوجية هي أمر مقدس ولا يصح تدنيسه، وأن العلاقة كي تستمر وتسير في مسارها الصحيح لابد وأن تتسم بالخصوصية، وألا يفشى أحد الزوجين سر شريكه أبد الدهر، لا يمكنهم حتى الهمس بأسرارهم مع المقربين منهم كالأهل.

متاعب الزوجة في بيت العائلة

إذا عاشت الزوجة مع أهل زوجها في بيت العائلة فإنها تتعرض للكثير من المتاعب وذلك بحسب المشكلات الشائعة في هذا الصدد، فكثير من الزوجات تشتكي من سوء معاملة أهل الزوج لها، حيث يعاملونها وكأنها ليست فرد من العائلة ولكن امرأة جاءت تقدم لهم الخدمات وترعى شؤون بيتهم.

فكرة بيت العائلة

تقوم فكرة بيت العائلة على رغبة الأب والأم في وجود أبنائهم بجانبهم طوال الوقت، وهذا بالطبع يخلق نزاع بينهم وبين زوجات أبنائهم، وكأن هذا الابن أو الزوج هو حق مكتسب لكل من الطرفين، وقد نسوا أن الإنسان ما هو إلا كيان مستقل بذاته، له حق اختيار كيف يريد أن يعيش؟ وأين؟ ومع من؟، تلك النزاعات تشكل عليه ضغطًا كبيرًا ويقع في حيرة من أمره أيرضي أهله أم يرضي زوجته؟ تلك التي تركت أهلها وأصبحت الآن مسؤوليته هو.

بيت العائلة…. نيران تشتعل
بيت العائلة…. نيران تشتعل

تربية الأبناء تحت مظلة بيت العائلة

كما أنه يحدث تضارب كبير في تربية الأبناء، فيتدخل والد أو والدة أو أخت أو أخو الزوج في تربية الأم لطفلها، ويقومون بانتقاد طريقتها وأسلوبها الخاص في التربية، وبالتالي تتأثر نفسية الأطفال وسلوكياتهم بذلك التعارض الذي يحدث في تربيتهم باستمرار، وتتمزق طفولتهم نتيجة لشد وجذب الطرفين وتمسك كل منهم برأيه في التنشئة.

نيران بيت الزوجية

وتشتعل النيران في بيت الزوجية نتيجة لما يصدر من أهل الزوج تجاه زوجته أو من الزوجة تجاه أهل زوجها، ويتصيد كل منهما الأخطاء للآخر، وتتحول جنة الاستقرار إلى نار الاضطراب والتفكك، حينها تشعر الزوجة وكأنها بلا سند في هذا الزواج، حيث أن زوجها ينحاز دائمًا إلى أهله حتى وإن تعرضت منهم للإهانة بالقول أو الفعل أو كلاهما، او تشعر بتشتت زوجها بينها وبين أهله محاولا الإصلاح بينهم، فأيضا تفتقر الأمان والإستقرار، أو تنشب العداوة في قلوب أهل الزوج كالنار في الهشيم نتيجة مناصرته لزوجته دائمًا.

بيت العائلة…. نيران تشتعل
بيت العائلة…. نيران تشتعل

كيف تعيش بسلام في بيت العائلة؟

لكن أعزائي لا يوجد مشكلة مهما كانت كبيرة لا يوجد لها حل، فإذا انتم بالفعل واقعون تحت أسر بيت العائلة المستبد المضطرب، فإليكم اقتراحات وحلول لجعل حياتكم أفضل:

١- الحفاظ على خصوصية علاقتكما.
٢- عدم الاحتكاك كثيرا بالأهل.
٣- تحكيم العقل في المواقف الصعبة.
٤- التحكم في الانفعالات حتى لا تتفاقم المشكلات.
٥- عدم الانحياز لطرف ضد الآخر باستمرار.
٦- التعامل بلطف مع الأهل.
٧- تعامل الأهل برحمة مع الزوجة .
٨- ترك مسافة آمنة وعدم التدخل الزائد.
٩- عمل كل أفراد بيت العائلة على راحة الآخرين قدر المستطاع.
١٠- ضرورة معرفة أن الأشخاص ليسوا من الممتلكات كالمنزل أو السيارة، بل هم كيان منفرد مقدس يجب احترامه.

وفي النهاية، فإن ما يتحكم في كون بيت العائلة نور أو نار هو أسلوب الأهل وطباعهم وأسلوب الزوجة وطباعها وتصرفات الزوج إذا كانت حكيمة أم طائشة، فإذا افترضنا أن الأهل رحماء وأن الزوجة صبورة والزوج حكيم فحينها تتلاشى كل المشاكل العائلية، ولا نحتاج إلى الاستغاثة بالمطافئ لكي تخمد نيرانه المشتعلة.

مراجعة:حنان مرسي

إقرأ أيضا:

الملل الزوجي خطر يهدد العلاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا