التاريخ والآثار

مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

كتبت: اميرة الشامي

 

هي مقصد التجار ورجال الدين بها الوكالات والمساجد بالرغم من ذلك كله تحولت آثارها لفترة طويلة إلى أماكن مهملة معرضة لجميع أنواع التعديات بجانب تطويقها بالمباني الحديثة والتي أوشكت أن تفقدها طابعها الأثري المتميز ، كما أضرت بالرؤية الجمالية والفنية لمعالم هذا التراث .

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

هذا يتضح حجم المهمة الصعبة ونوع المسئولية التي تقع على عاتق المجلس الأعلى للآثار لحفظ هذا التراث الفريد وفعلا نفذت خطة قومية طموحة في إطار جهد مكثف كتب لها النجاح بعون الله.

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

فوه تلك هي المدينة التي نالت شهرة تاريخية كبيرة عبر العصور منذ أيام الفراعنة حتى العصور الحديثة ،
لها تراث معماري وزخرفي متميز وفريد تعد متحفا كبيرا مفتوحا للعمارة الإسلامية بمجموعاتها الأثرية قلما توجد في مدينة أخرى خلاف القاهرة نالت في عصور الإزدهار التي مرت بمصر شهرة عالمية وأصبحت مركزا تجاريا متميزا إهتم بها محمد على الكبير في بداية العصر الحديث كما اهتم بها من قبل الملك بسماتيك مؤسس عصر النهضة في العصور الفرعونية .

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

فهى المدينة الثالثة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد والرابعة على مستوى العالم فى الآثار الإسلامية.

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

فوه سكانها فنانون منذ بداية نشأتها برعوا في فنون النسيج والسجاد مهروا في تنفيذ التحف الخشبية كالمشربيات والمنابر ، عشقها الأولياء والصالحين فأنشئت بها المساجد والاكتئاب قصدها التجار من الشرق والغرب لموقعها المتميز ولمنتجات مصانعها الراقية فأنشئت بها الوكالات والربوع.

 

فوه لها حظ دائما في عصور الإزدهار التي تمر بها مصر فقد زاد إهتمام الدولة بها وبأثارها حاليا ، كما إهتم بها من قبل بسماتيك ومحمد علي الكبير فهناك حرص على إعادة رونق الحياة إليها والحفاظ على طابعها الأثري التاريخي الفريد ففي إطار خطة المجلس الآعلى للآثار للحفاظ على آثار مصر ومراكزها التاريخية الحضارية تم تنفيذ مشروع علمي متكامل لترميم آثار فوه ترميمها معماريا وفنيا دقيقا وتطوير مايحيط بآثارها .

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

مدينة فوه هي إحدى مراكز محافظة كفر الشيخ وتقع على الشاطئ الشرقي لفرع رشيد وتبعد عن مدينة دسوق بمسافة ١٢ ك.م ،وذكر أنها كانت تسمى في العصر الفرعوني (متيليس ) وترجع نشأتها إلى عصر ابسماتيك حيث كان الموقع فوق البحر المالح وكان مرسى للسفن ، ثم أن البحر المالح أخذ في البعد عنها حتى صار بعدها عن البحر سنة ٧٧٧م تسعة فراسخ.

 

صارت هذه المدينة في العصور التالية على غاية من العمارة والثروة حتى أنها كانت في القرن الخامس عشر الميلادي أعظم مدينة بعد القاهرة .

 

وقد ذكر العالم الفرنسي بلون الذي زار مصر عام ١٥٣٠م أنه كانت بمدينة فوه عدة مناصب للدول الأفرنجية وكان ميناء فوه مجمعا للمراكب القادمة والمقلعة بأنواع البضائع في النيل وفي خليج الأسكندرية وبسبب قربها من مدينة كانوا ” أبي قير “.

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

ولما أهمل خليج الإسكندرية وتعطل سير السفن به تحولت التجارة عنه وصارت تتبع فرع رشيد فكانت سببا في ثروة رشيد وعمارتها.

 

وفي عصر محمد على نالت فوه عناية على يديه فأصبحت فوه مدينة صناعية لها شهرتها وإمتلأت بالمساجد والعمائر الكبيرة ومن أشهر صناعتها : صناعة الطرابيش حيث كانت تنتج كل شهر نحو مائه وأربعة وعشرين ألف طربوش في جودة الطربوش المغربي .

 

وتشتهر بزراعة القطن والأرز والقمح، وتتميز بنشاطها الحرفى والصناعى فلها شهرة كبيرة فى صناعة السجاد والكليم والجوبلان والطوبس، الذى يلقى رواجا وإقبالا فى أمريكا ودول أوروبا الغربية، ولكن تلك الصناعات كادت أن تندثر لعدم اهتمام الدولة بها، ولعدم وجود الأسواق لتسويق المنتجات، مما دفع بالأيدى المدربة لامتهان مهن أخرى.

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

وبالإضافه أنه يوجد بفوه العشرات من مصانع الغزل، ومضارب الأرز، وهى مركز تجارى هام لموقعها المتميز على طريق رئيس يربط بين مدينتى دسوق ومطوبس، ويربطها بمدينة المحمودية محافظة البحيرة كوبرى فوه المار بأعلى نهر النيل .

 

وأنشئ محمد على مصنعا للكتان ومحلجا للقطن وعزله وإشتهرت أيضا بالحرف الخشبية كالمنابر والمشربيات ،
وإشتهرت بحرقة صيد الأسماك والفسيخ ، وصناعة السفن ومراكب الصيد.

 

كان ل فوه مكانتها التجارية المتميزة ليس فقط على المستوى المحلى وإنما على المستوى العالمى، فكانت مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط، التى تمر بترعة المحموديه .

 

بالإضافه إلى أن المنشآت التجارية الباقية حتى الآن دليلًا على مكانة فوه ،مثل ربع الخطايبة الذى كان يستخدم لإقامة التجار القادمين وبه أماكن للحفاظ على بضائعهم ومجموعة من الوكالات التى كانت تستخدم لعرض البضائع، والآثار لا تدل فقط على مكانة فوه التجارية وإنما أيضا على ما كانت تشتهر به من صناعات مثل الكتان والطرابيش والنحاس، وهذه الصناعات كانت مزدهرة فى عصر محمد على وكانت تفى باحتياجات الجيش والمواطنين.

 

وفي الوقت الحاضر بدأت فوه تستعيد مكانها حيث يتم تصدير منتجاتها وترميم آثارها.
يوجد بمدينة فوه ٣٦٥ مسجدا آثريا وقبه،
ومن أمثلة الآثار الإسلامية بها، مدرسة حسن نصر الله ومسجد الكورانية، ومسجد القنائى، ومسجد السادات السباع “السبعة”، ومسجد الدوبى، ومسجد أبو عيسى، ومسجد الشيخ، ومسجد النميرى، ومسجد سيدى موسى، ومسجد أبو المكارم ويقام له مولد سنوى حول المسجد وعلى طول كورنيش النيل القريب منه، ومسجد العمرى، ومسجد داعى الدار، ومسجد أبو شعرة، ومسجد الباكى وهو من المساجد المعلقة، ومسجد العراقى، ومسجد الشيخ نعيم ،ومسجد أبو النجاة، ومسجد الفقاعى، وتوجد المراسيم الرخامية فى مساجدها وهذا المراسيم عددها سبعة، ثلاثة منها فى مسجد نصر الله واثنان فى مسجد القنائى واثنان فى مسجد أبو النجاة، وهى تتعرض فى نصوصها السلطانية للعديد من الموضوعات كإلغاء الضربية أو إبطال عادة اجتماعية معينة.

يوجد بمدينة فوه العديد من المنازل الأثرية ومعظمها يرجع إلى القرن 19 ومن هذه المنازل منزل القماح ومنزل البوابين ومنزل وقف الدوبى، ومن ضمن الآثار ربع الخطايبة ،وكالة ماجور تقع خلف ربع الخطابية وهى الوكالة الثانية المتبقية فى الوجه البحرى بعد وكالة السلطان الغورى بالمحلة الكبرى و كان يوجد بمدينة فوه ثلاثة مصانع من الطرابيش ، ومصنع الكتان الجوخ ولم يتبقى من هذين المصنعين إلا البوابة الرئيسية.

مدينة "فوه" ذات الطابع الآثري الفريد
مدينة “فوه” ذات الطابع الآثري الفريد

 

بالإضافة إلى محلج محمدعلى للقطن الذي عان من الإهمال كثيرا، وكان لإنشاءه الفضل الكبير فى انتشار صناعة الجوخ والكليم بفوه.

أقرأ أيضاً:-

مدينة عمريت السورية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا