التاريخ والآثار

قصر قارون

بقلم الباحثة الأثرية/ فاطمة نصار

الموقع:

يقع فى مدينة تتبع لمركز أبشواى والتى تقع جنوب غرب بحيرة قارون وتبعد (30كم) عن مدينة الفيوم.

أهمية المكان:

يعتبر المعبد المركز الدينى فى المدينة ويقع فى الطرف الشمالي منها، وكان مخصص لعبادة (الإله – سوبك) والذى سمى عند اليونانيون (سوخوس) والذى كان يرمز له بالتمساح أو رجل برأس تمساح.

وقد إختاره المصرى القديم لإعتقاده أنه يعطى الحياة للنبات على النيل أوالبحر، ربط بينه وبين النيل حيث كان يحتفل به مع ظهور مياه الفيضان، وفىفترات كثيرةتم الربط بينه وبين (الإله – رع) حيث سمى (سوبك – رع).

تم بناءه على مرحلتين:

الأولى فى (العصر البطلمى) وتمثل مبنى المعبد الرئيسى والذى كان يتكون من ثلاث طوابق.
الثانية في (العصر الرومانى) وهى إضافات جعلت شكل المعبد مستطيل..

تخطيط المعبد:

مدخل فى الجهة الشرقية للمعبد يتوسطه ممر ينتهى بعمودين، يفتح ذلك المدخل على فناء فى أقصى الجنوب الغربى منه أطلال ثلاث غرف يعتقد أنها كانت أماكن لمعيشة كهنة المعبد، ثم باب مبنى المعبد الرئيسى نصل منه إلى ثلاث صالات متتابعة نبدأ بصالة أمامية مستطيلة تخلو من النقوش بها حجرتان جهة الشمال وثالثة جهة اليمين ربما إستخدموا كمخازن لحفظ قرابين المعبد، ثم صالة عرضية أولى به حجرتان فقط على جانبيها يتبعها صالة عرضية ثانية عمل جانبيها الشمالى والجنوبى مدخلان يؤديان إلى سلالم حجرية بها فتحات لدخول الضوء نصل فى نهايتها إلى الطابق العلوى وفى منتصف الجهة الغربية لتلك الصالة يوجد مكان قدس الأقداس الذى يوجد على جانبيه الشمالى ثلاث غرف والجنوبى ثلاث غرف أيضاً.

قدس الأقداس:

به ثلاث مقاصير أقيمت فوق مصطبة تعلو على الأرض حوالى متر ويعلو تلك المقاصير ويزينها إفريز منحيات الكوبرا فوق رؤسها أقراص الشمس ويعتقد أن تلك المقاصير كان يوضع بها رموز (الإله – سوبك).

الدول العلوى من المعبد نصل إليه من خلال درج موجود بقدس الأقداس نجد فيه عدة حجرات صغيرة وبما كانت لمعيشة وسكن كهنة المعبد، الدور الثالث نصل إليه أيضاً من خلال درج وبه أيضاً عدةحجرات متفاوته الحجم.

تأريخ المعقد من خلال طرازه المعمارى حيث يتشابه مع معبدى (دندره) و (إدفو) لذلكتم نسبه إلى العصرين اليونانى والرومانى. كانت الفيوم فى البداية جزءاً من الإقليم العشرين من أقاليم مصر العليا ولكنها أنفصلت بعد ذلك، وأصبحت فى العصر البطلمى إقليماً مستقلاً دار حول المعبد العديد من الروايات والأساطير حول سبب التسمية وإلى أى عصر ينتمى وحول أسرار الغرف بداخله وحول المعمار الخاص به.

هناك روايات تقول أن المعبد يرجع تاريخ بنائه إلى عصر الدولة القديمة وعصر الدولة الوسطى، ولكن المعبد يرجع إلى العصر البطلمى ضمن مدينة “ديونيسوس” وهى تأسست فىالقرن الثالث قبل الميلاد.

سبب التسمية:

ترجع إلى معبود إغريقى، وكانت للمدينة أهمية لأنها كانت محطة خروج القوافل إلى الواحات وكان هذا خلال الطريق الذى يربط المدينة التى يقع بها معبد قصر قارون والإسكندرية، واستمرت أهمية هذه المدينة إلى العصر الرومانى.

فى هذا المعبد يوجد ظاهرة فلكية معمارية هندسية فريدة وهى ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس معبد قارون، والتى تحدث كل عام فى الحادى والعشرين من شهر ديسمبر، وهى تحدث مع بداية فصل الشتاء.

يقال أن المعبد كان يضم حوالى 365 غرفةبعدد أيام السنة ولكن الحقيقة عدد الغرف الموجودة به أقل من 955 غرفة، وكانت مخصصة لاستخدامات كهنة المعبد لتخزين ما يخص المعبد والعاملين عليها من كهنة المعبد، وأيضاً استخدمت لتخزين الغلال.

أطلق الإغريق على الفيوم اسم “كركود يلوبولس” أى “مدينة التماسيح”.

المراجع:

(1) -عبد الحليم نور الدين، مواقع الآثار المصرية القديمة (مصر العليا)، ص24 : 25.
(2) -حسين عبد البصير، الأسرار (كواليس اكتشاف أهم وأعظم الآثار فى مصر والعالم، ص146 : 152.
(3)- عبد الحليم نور الدين، مواقع الآثار اليونانية الرومانية في مصر، ص377.

أقرأ أيضاً:-

مدينة السحر والجمال..الفيوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا