مقالات

الأخلاق في عصر التكنولوجيا

كتبت: رويدا عبد الفتاح

 

يعاني المجتمع من أزمة أخلاقية ضخمة مع تلاشي العادات العربية والإسلامية. فقد تناقص التسامح، وأواصر القرابة، ولم يعد الناس يهتمون بمشاكل الآخرين، وأصبح العنف سمة من سمات المجتمع الحديث، ولا بد من مواجهة الأزمة وأسبابها الجذرية، والتي تُعد التكنولوجيا واحدة منها. ومن أهمها أو أحد الأسباب الرئيسية لها، خاصة أنه الجهل بمكانة الأخلاق في دين الله تعالى، ويعتقد بعض الناس أن الأخلاق هي فضيلة بلا ذنب، وعدم تقدير الواجبات مثل: “الصلاة، الصيام، الزكاة”، ويفقدون أخلاقهم شيئًا فشيئًا.

الأخلاق في عصر التكنولوجيا
الأخلاق في عصر التكنولوجيا

أخلاقيات التعامل مع التكنولوجيا:

 

يشمل مفهوم الأخلاق في العصر التكنولوجي كلاً من تأثير التقدم التكنولوجي على الأخلاق وكيفية التعامل مع التكنولوجيا بطريقة أخلاقية، حيث تُعرف أخلاقيات استخدام التكنولوجيا بالقواعد والقوانين التي تحكم كيفية تعامل الأشخاص مع الوسائل التكنولوجية، وذلك للتأكد من أنهم وبقية أفراد المجتمع يحتفظون بحقوقهم وخصوصيتهم. ونتيجة لذلك، تم تطوير العديد من أخلاقيات وقواعد السلوك للتعامل مع التكنولوجيا، ومنها:

 

– احترم خصوصية الآخرين، وكذلك خصوصية المعلومات التي تحصل عليها، ولا تنشرها دون الرجوع إلى مالكها.

 

– لا تستخدم الأدوات التقنية لانتهاك حقوق الآخرين أو تهديدها أو المساومة عليها أو انتهاكها.

 

– تجنب المواقع المخالفة للشرع والعادات والتقاليد وثقافة الفرد الشخصية.

 

– استخدام هذه التقنية لتعزيز الأخلاقيات وتعزيز الشعور بالانتماء والوطنية والمسؤولية والتعاون والتضحية.

 

– لا تستخدم التكنولوجيا الحديثة في نشر الشائعات أو إلقاء اللوم على الآخرين وإصدار الأحكام.

 

– دعم مراقبة الأطفال وتعزيز طرق أكثر أهمية من هذه لتحفيزهم على التواصل مع العائلة والأصدقاء.

 

– استخدم هذه الوسائل للبحث عن المعلومات وتعلم مهارات جديدة واكتساب الثقافات واللغات وغيرها من الخلفيات المرجعية.

 

– الامتثال لحقوق الطبع والنشر وعدم استخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر لإنشاء المحتوى الخاص بك.

 

– تجنب الترويج للأفكار المثيرة للجدل، ولا تستخدم التكنولوجيا كمنصة للتحريض على الخلافات بدلاً من التعبير عن الآراء.

الأخلاق في عصر التكنولوجيا
الأخلاق في عصر التكنولوجيا

 تأثير التكنولوجيا على الأخلاق:

 

هناك نوعان من التقنيات، ولكل منهما تأثير مختلف على البيئة والأفراد. والتقنية التي يتم تكييفها مع البيئة هي التكنولوجيا التي يتم تكييفها مع البيئة الطبيعية والمواد والعناصر التي تحتويها والظروف المناخية. يمكن إرجاعها أيضًا إلى التوافق مع الثقافة والعادات والتقاليد الاجتماعية والفنية والمهارات والظروف الاقتصادية والبيئية، في حين أن التكنولوجيا مقابل البيئة هي تقنية تؤثر سلبًا على البيئة وتتسبب في أضرار جسيمة وضارة للغاية. قد تكون هذه الأضرار مباشرة أو غير مباشرة من ناحية صحية أو اجتماعية أو اقتصادية، كما أنها تؤدي إلى تشويه الطابع العام المحلي والتراث، ويمكن أن تؤدي إلى استنزاف المصادر الطبيعية في البيئة المحيطة. ومن أكثر الظواهر الأخلاقية السلبية التي نتجت عن تأثير التكنولوجيا على الأخلاق، تشمل:

الأخلاق في عصر التكنولوجيا
الأخلاق في عصر التكنولوجيا

1- تفكك العلاقات الاجتماعية:

 

إذا تفككت الأسرة وانخرط الجميع في أصدقائه في العالم الافتراضي، فإن العلاقات الاجتماعية ستقتصر أيضًا على تلك التكنولوجيا التي تجعل المفاهيم الاجتماعية، مثل: “القرابة، والصداقة، والجيرة”، متاحة فقط على منصات التواصل الاجتماعي، أو في إطار الألعاب الإلكترونية أو قنوات يوتيوب، واقتصرت العلاقات الاجتماعية على منشورات تهنئة أو رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي بين الأقارب والأصدقاء.

 

2- غياب دور المدرسة والأسرة:

 

يعد غياب الأدوار الأسرية والتعليمية سببًا ونتيجة للأزمة الأخلاقية في عصر التكنولوجيا، حيث أصبح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خيارًا أسهل وأنسب للأطفال والكبار من التحدث مع الأم والأب، بالإضافة إلى غياب أدوارهم في العمل، أو هم أيضًا منغمسين في هذه الوسائل.

 

3- قلة وعي الشباب:

 

تتأثر الأخلاق في عصر التكنولوجيا بالثقافة من عدة مصادر، معظمها غير أخلاقي، يأخذ منها الشباب معلوماتهم، فأصبح العديد منهم غير قادر على تحمل المسؤولية، بعيدًا عن عدم اكتراثه ببناء مستقبله وراء الإنترنت، وغياب التعاون ومحو الهوية العربية والإسلامية.

الأخلاق في عصر التكنولوجيا
الأخلاق في عصر التكنولوجيا

4- التربية السلوكية للأطفال:

 

ربما يكمن تأثير التكنولوجيا على الأخلاق، بشكل واضح في سلوكيات الطفل التي اكتسبت صفات العنف والتنمر والعدوانية، بالإضافة إلى عدم وجود العديد من القيم الأخلاقية مثل التعاون والإخاء والحوار وحب الغير وما إلى ذلك.

 

5- عدم احترام خصوصية الآخرين:

 

بالنظر إلى الجهل الأخلاقي للكثيرين الذين يتعاملون مع التكنولوجيا، يرى البعض أنها وسيلة للتدخل في حياة الآخرين وانتهاك خصوصيتهم. أصبح من السهل مشاركة الصور ومقاطع الفيديو لشخص ما دون علمه، والسعي وراء الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحصول على أكبر عدد من المتفاعلين، أصبح سببًا لتدمير حياة الأشخاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا