عصرةُ ألم
كتبت..آية عبداللاه ضماري
الأنسان أن انهالت عليه الهموم و أطاحت به – صفعات الخذلان- أرضًا ، نظر في حاله فإذا به يدرك أنه كان سببًا رئيسيًا في كل تلك الصفعات التي تلقاها ممن حوله وتلك لم تكن إلا البداية لسلسلة طويلة من المعاناة ؛ فأكثر ما يؤلم هنا ؛ هو شعورنا بعدم الأمان؛ فيصبح كل مكان موحش و كل شخص خال من أبسط مقومات الإنسانيه.

و ما أن نرفع بنظرنا إلى أعلى و نتحامل على أنفسنا و ننهض متثاقلين، نجر أذيال خيباتنا المتواصلة و عينانا باهتتان و الجفون متشققه ، ننظر فلا نجد إلا خيالات لبقايا بشر قد كانوا هنا يومًا و رحلوا أو ربما لم يكونوا من الأساس؛ ربما هي أوهام وضلالات.
ربما نبكي ؛ فما أصعب أن يبكي الإنسان على نفسه.
و لا يجد من يُعزيه في فقيده الغالي نعم!!
فالإنسان هنا يفقد الأمل و الدافع و لكن ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ ” يأذن الله في قيامك من جديد ؛ نعم قد تحتاج بعض الوقت لترمم ندوبك و آثار الحرب فيك ، و لكن بعون من الله أنت تستطيع.
فقم الآن .
حتى أن سرت على قدم واحدة و نظرت بنصف عين لنصف كوب ملآن ، فهذا خير من أن تظل أرضًا تتسول الأهتمام و الحب ، و تنتظر عطفًا من هذا أو ذاك .
” فالضعف يجذب المزيد من الضعف و الهوان ”
قم وانفض عنك غبار الألم و أغسل حرقة جروحك بالتصالح مع ذاتك و كفكف دموع عينيِك و تذكر
” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”
كن رحيمًا على نفسك و أن لم تجد بشرًا يرحمك ؛ كن لطيفًا هينًا مع ذاتك و ترفق بها و إن أصبح كل العالم فظ ؛ غليظ القلب ، فما كان قد أنتهى و نحن الآن في بداية أخرى لقصة جديدة وشخصية جديدة أيضًا منا أفضل و أرقى و أكثر تحملًا و صبرًا على حوادث الدنيا و تقلباتها من ذي قبل.