تقارير وتحقيقات

العالم يواجه تغيرات مناخية باقتصاد منهار

 

 

كتب… مختار محمود

 

تأثر الاقتصاد العالمي من أزمة كورونا التي أطاحت به وأصبح الاقتصاد في حالة عدم يقين وتذبذب من ٢٠١٩ ولكن لم يُسدل ستار مسرحية الأزمة الاقتصادية بل أصبح يواجه العالم تحديًا جديدًا تعد من أخطر الأزمات التي يمر بها العالم منذ ٢٠٠٨ هي أزمة التغيرات المناخية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي .

 

تشكل التغيرات المناخية تهديدًا للاقتصاد العالمي وآثاره السلبية ملموسة في وقتنا الحالي وذلك بسبب أن النمو والتطور الاقتصادي كان على حساب البيئة في ظل تأثير الاقتصاد العالمي مسبقا بأزمة كورونا وتجاهل حكومات العالم بالمعاهدات الدولية والاتفاقيات المبرمة التي تنص على ضرورة حماية البيئة والتحذير من مخاطرها وتداعياتها فلكل فعل رد فعل وهكذا ردت الأرض….

العالم يواجه تغيرات مناخية باقتصاد منهار
العالم يواجه تغيرات مناخية باقتصاد منهار

فبدخول العالم خمسينيات القرن الحالي سيفقد العالم ١٠ % من قيمته الاقتصادية بسبب التغيرات المناخية متأثرًا بزيادة درجات الحرارة أو عدم الوفاء باتفاقية باريس المبرمة في عام ٢٠١٥ .

 

نظرة سريعة على اتفاقية باريس ٢٠١٥

اتفاق باريس يعد أولًا خطوة لمعالجة الأضرار الناجمة من التغيرات المناخية والحد من الآثار السلبية له اتفاق باريس يضم ١٩٧ دولة تسعين لتوحيد الجهود من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة ال١,٥ درجة مئوية من خلال خفض انبعاثات الغازات الكربونية الضارة التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري ومحاولة مساعدة الدول النامية وتمويلها لمواجهة التغيرات المناخية أشارت تقارير البنك الدولي أن الأضرار الناجمة من تغيرات المناخ كانت بمعدل ٥٠مليار دولار سنويا في الثمانينيات أما العقد الحالي بلغت ٢٠٠ مليار دولار سنويًا .

 

وبحسب كلية لندن للاقتصاد أثبتت دراسة في أبريل ٢٠١٦ تقول إن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر على النمو الاقتصادي وخلل في أداء الأسهم البنكية التي تقدر بـ تريليونات الدولارات وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة لنصف درجة بنهاية القرن الحالي في عام ٢١٠٠ ستقدر الخسائر ب٥,٢ تريليون دولار مهددة في الأسهم البنكية .

 

 

تأثير التغيرات المناخية على الدول الأوروبية:

تواجه ألمانيا مشكلة تعد الأخطر مثل جفاف نهر الراين وانخفاض مستوى مجرى النهر وهو يعد أكبر أنهار ألمانيا مما أثر عليها في تقييد توزيع الفحم والبنزين والسلع الكربونية والسلع الغذائية، وانخفاض مستوى منسوب كاوب بالقرب من فرانكفورت إلى ٤٠ سم وذلك المستوي لم يعد ملائمًا لعبور المراكب مما ينتج عليه فرض أعباء اقتصادية على حركة التجارة الألمانية .

 

و مع ارتفاع درجات الحرارة كانت حرائق الغابات مشتعلة داخل القارة الأوروبية على سبيل المثال في فرنسا اجتاحت الحرائق الإقليم الجنوبي في إقليمي نوفيل- اكتيبين وجيروند كما تسببت الحرائق بتدمير ١٤ ألف هكتار من الغابات والمحميات الطبيعية في أسبانيا .

 

-وهناك دراسة نشرها محاضر بكلية الأحياء في علم البيئة بجامعة برشلونة يحذر منها من مخاطر حرائق الغابات وتأثيرها على الاقتصاد خاصة في جنوب أوروبا وحوض البحر المتوسط وتأثيرها على عجلة الاقتصاد العالمي

أشارت تقارير البنك الدولي أن الأضرار الناجمة من تغيرات المناخ كانت بمعدل ٥٠مليار دولار سنويا في الثمانينيات أما العقد الحالي بلغت ٢٠٠ مليار دولار سنويًا .

العالم يواجه تغيرات مناخية باقتصاد منهار
العالم يواجه تغيرات مناخية باقتصاد منهار

تأثير التغيرات المناخية على الدول النامية:

أصبحت التغيرات المناخية تهدد العالم أجمع وبالأخص الدول النامية فهي الأكثر تضررًا من بينهم و تفسر الدراسات المبدئية على أن الدول النامية ستتحمل نحو٧٥ % من الأضرار الناتجة من التغيرات المناخية والتغيرات التي تطرأ على الأرض سوف ينتج عنها انخفاض الناتج المحلي لقارتي أفريقيا وآسيا فمعظم الدول داخل تلك القارات تعتمد على رأس المال الطبيعي والإنتاجية المعتمدة على المناخ والظروف المناخية وتختلف الخسائر الاقتصادية الناتجة عن التغيرات المناخية تبعًا لدرجة التقدم الاقتصادي لمعظم الدول ويقدر إجمالي خسائر الدول النامية نحو ٨٩,١ مليار دولار .

 

كما أكدت تقارير البنك الدولي إلى ارتفاع درجات الحرارة ٤ ° درجات في نهاية القرن الحالي مما ينتج عنه خسائر في شتى المجالات الاقتصادية كالزراعه والموارد المائية و لم تستنى الخسائر الناتجة عن التغيرات المناخية أي دولة في العالم .

 

من جهة أخرى ستؤثر التغيرات المناخية على المجال السياحي والدول التي تعتمد اقتصادها على السياحة مثل مصر والأردن بالإضافة إلى تآكل الشواطئ وارتفاع منسوب المياه على الدول ذات المراكز السياحية مثل مصر ولبنان وسوريا مما يؤثر عليها في توفير العملة الصعبة بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار مما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية والاستهلاكية .

 

وفي الختام لا بد على دول العالم أن تكون على درجة عالية من الوعي فالتعامل الصائب مع القضية المناخية يتطلب من الحكومات رؤية شاملة وحملات توعية مكثفة فالعالم لابد أن يتغير اقتصاده إلى اقتصاد صديق للبيئة غير مضر لها والحد من الانبعاثات الكربونية التي تضر البيئة والاعتماد على أساليب تكنولوجية حديثة ووضع صندوق دعم للدول النامية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا