رؤية وابداع

كانت هُنا

دينا توفيق

_كانت هُنا أحلام وأماني كثيرة يرتبها العقل يسعى لها الجسد والروح معًا، ولكن لم تعد هنا، مواكب الأحزان حلت وضعفت القوى فتلاشت تلك الأماني مع طيات العمر، كانت أحلام بريئة للغاية، لم يطلب الفؤاد يومًا شيئًا مستحيلا، ولكن ليس كل ما تهواه يأتي إليك، لعلك بذلت قصارى جهدك كي تصل ولكن الوهن أذهب نور الأيام، وباتت تغطيها عتمة الليل، سيلان الدمع ليس منجيًا، وإنما مذهبة لنور تلك العينيين الباليتين..

كانت هُنا بداخلي ذكريات بائسة لكنها جميلة، كان الأمل يمتطي قلبي، ولكن الأسى يصفعه، ذكريات، ظروف مرت أطاحت بي، إهمال تبعني من كل ما ظننتهم سند لي في وهني وضعفي وأحلامي التائهة، قلبي مُلتاع لضياع روحي في متاهات الحياة، إنها فوضى عارمة تملؤني، وعدم إدراك لعقلي بما يمر به، الوقت يمضي وأنا ها هنا، أبكي على أشخاص وأشياء وأحلام وشوقي للسعادة الضائعة..

_أحرفي تؤلمني بشدة فهي لا تدعني وشأني، فتحثني على إفضاء ما بروحي على ورقٍ بالٍ أفرغ عليه حبرًا أسودًا؛ كتلك الحروف التي لا تهدأ عني وعن روحي، بعد مرور الكثير من الوقت أدركت أنني لم أعد أقوى على المواصلة، فتخبرني أحرفي أنني لازلت صلبة وأنني مررت بالكثير، حقًا فاض بي من أسباب فقدان شغفي وأحلامي وأشخاصي المفضلين، حتى أنا فقدت نفسي..

_ كانت هُنا فتاة تبث بداخلي البهجة، كانت أغلى ما أملك، كانت رفيقتي، لم تعد هُنا رحلت مع كل من رحلوا، رُبما يمل الكثير من الذبول الذي قد يصيبك في رحلة الحياة، ربما أنت لست سيئًا كما ترى، ولكن الحياة أخذت منك الابتسامة وهيامك وشغفك بكل ما تحب وتهوى، حقًا كانت هنا أشياء لو ظلت لما أصابنا كل هذا الألم..

إقرأ أيضاً:

موج القمر

مطبات الوجع

إليك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا