مقالاتأخبار مصرالتاريخ والآثار

“هنا المعز”

كتبت/أميرة الشامي

تشعر وأنت تسير في هذا الشارع العتيق وكأنك قد عدت عبر آلة الزمان لمئات العقود القديمة لتجد نفسك تعيش في رحاب آروع الأماكن الاثريه الرائعه فالمعز” متحف مفتوح ترى من خلاله مصر في كل العصور”.

لبثت القاهرة منذ قيام الدولة الفاطمية في مصر عاصمة الملك والخلافة،وبلغت أيام الفاطميين من الضخامة والرونق والبهاء مبلغا عظيما بل إنه لم يمض نصف قرن فقط على قيام القاهرة المعزية حتى كانت بقصورها ومرافقها تكون مدينة من أعظم مدن الإسلام .

يقع شارع المعز لدين الله الفاطمي في منطقة الأزهر وسط القاهرة ، ويحده من الشمال باب النصر وباب الفتوح ، ومن الشرق شارع الدراسة وبقايا أسوار القاهرة .

ويرجع تاريخه إلى عام ٩٦٩م وهو أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم نظرا لاحتفاظه بالأبنية الأثرية بالكامل حتى زمننا الحالي ،ويعد شارع المعز لدين الله مزارا أثريا وسياحيا وسوقا تجاريا يتردد عليه مئات الآلاف يوميا .

يحتوي شارع المعز لدين الله على آثار من عدة عصور مختلفة ، أولها وأقدمها بالطبع بعض الآثار من العصر الفاطمي من بينها باب الفتوح وباب زويلة وجامع الحاكم بأمر الله، الجامع الأقمر،والجامع الأفخر (مسجد الفكهاني).

كما يحتوي هذا الشارع على بعض آثار من العصر الأيوبي الذي جاء بعد العصر الفاطمي ومن بينها المدرسة الكاملية نسبة للملك الكامل وكذلك قبة الملك الصالح نجم الدين أيوب ويحتوي هذا الشارع أيضا على آثار وتحف معمارية رائعه من عصر المماليك مثل مجموعة السلطان قلاوون ومدرسة الظاهر بيبرس.

ويضم الشارع أيضا آثار بالغة الروعة من عصر المماليك ومن أهمها مجموعة السلطان برقوق ومجموعة السلطان قنصوة الغوري ومدرسة الاشرف برسباي وجامع المؤيد شيخ بجوار باب زويلة ، كما يوجد بالشارع أيضا آثار من العصر العثماني مثل سبيل كتخدا.

ولم يترك محمد علي باشا بالطبع مثل هذا الشارع دون أن يضع فيه بصمة من عصره فيوجد سبيل لمحمد علي باشا بالقرب من باب زويلة واخر بالقرب من مجموعة برقوق كما يوجد من عصر محمد علي باشا أيضا جامع وسبيل سليمان أغا السلحدار وهو على الطراز العثماني ، كما يتواجد بهذا الشارع عدة بيوت أثرية وخاصة في حارة الدرب الاصفر مثل بيت السحيمي وبيت الخرزاتي وقصر الأمير بشتاك .

ويتفرع منه عدة شوارع وحارات أثرية مشهورة مثل شارع الخرنفش الذي به دار كسوة الكعبة التي كانت تخرج منه قديما وكذلك يتفرع منه حارة برجوان وحارة خوشقدم وشارع جوهر القائد وحارة الصالحية وخان الخليلي، كما أن الجامع ليس بعيدا عن الجامع الأزهر وجامع الحسين .

وينقسم هذا الشارع إلى عدة شوارع بأسماء مختلفة تم توحيد إسمها بالكامل ليكون اسم الشارع بالكامل شارع المعز لدين الله الفاطمي . ولكن كل مقطع من هذا الشارع كان له إسم قبل ذلك مثل شارع الغورية وشارع أمير الجيوش والنحاسين ومنطقة بين القصرين .

وسور القاهرة الفاطمية الجنوبي غير موجود حاليا بجوار باب زويلة بينما يتواجد جزء كبير من سور القاهرة الفاطمية الشمالي حيث توجد أبواب الفتوح والنصر .
وبالتالي لا يعتبر شارع المعز متحف مفتوح فقط ولكنه كتاب تاريخ تتحرك داخله بين العصور المختلفة .


حيث يحفل كل عصر بأحداث تاريخية كبيرة ويتميز كل عصر بلون ومذاق مختلف تراه بوضوح في هذا الشارع ،
عندما تنتقل من تحفة فاطمية إلى جوهرة أيوبية ثم رائعة مملوكية وأخيرا عثمانية ثم عصر محمد علي باشا .

وعندما تتحرك في هذا الشارع تشعر بأن عرض الشارع ليس بالكبير ولكنك عندما تدخل أي آثر من هذه الآثار ستجد إتساع كبير ومساحات شاسعة وستندهش جدا كيف تتواجد هذه المساحات الكبيرة والمنشآت الضخمة في شارع مثل هذا ، كما ستلاحظ أن درجة الحرارة داخل هذه الآثار كما لو كانت مكيفة بالرغم من عدم وجود أجهزة تكييف ولكن فن البناء والتصميم الهندسي لها يجعل الجو بداخلها في منتهى الروعة صيفا وشتاءا .

وستلاحظ أن النشاط التجاري لجميع المحلات الموجودة بهذا الشارع يتناسب مع طبيعة الشارع مثل تجارة الأنتيكات والتحف والصاغة والعطارة والمصنوعات النحاسية ،كما توجد عدة مطاعم ومقاهي ومنشآت ليست أثريه ولكنها من حيث اللون الخارجي للجدران تأخذ نفس السياق العام للشارع .

ويضم شارع المعز عددا من: المساجد،والمدارس ،والأسبلة ،والقصور ،ووكالتين ،وثلاث زوايا ،وبوابتين ، وحمامين وحمامين ووقفا آثريا .

من بين أبرز المباني الأثرية في شارع المعز:

باب الفتوح ،جامع الحاكم، زاوية أبو الخير الكليباتي ،مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار،جامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك ،حمام إينال ، المدرسة الكاملية، مسجد السلطان برقوق، سبيل محمد علي (بالنحاسين)،مدرسة وبيمارستان وقبة السلطان قلاوون ، مسجد الناصر محمد بن قلاوون ، مدرسة الظاهر بيبرس البندقداري، سبيل وكتاب خسرو باشا ، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب ، سبيل وكتاب الشيخ مطهر، المدرسة الأشرفية ،مجموعة الغوري ، جامع الفكهاني ، سبيل محمد علي (العقادين ) ،حمام السكرية،واجهة وكالة نفيسة البيضا، سبيل نفيسة البيضا ، جامع السلطان الؤيد، باب زويلة.

إقرأ أيضا:-

“مسجد الأقمر “

” التعليم في مصر القديمة “

شيخ العمارة الإسلامية (جامع أحمد بن طولون)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا