لماذا لا يستجيب طفلك من 2 ل 4 سنوات عندما تناديه

لماذا لا يستجيب طفلك من 2 ل 4 سنوات عندما تناديه

68

 

كتبت:آية رضا 

 

من الطبيعي أن يكون في البيت طفلٌ في المرحلة العمرية ما بين عامين وأربعة أعوام، وتلاحظ الأمهات أن هذا الطفل حين تناديه أمه، ورغم أنه يعرف اسمه، فهو لا يرد،


وتبدأ الشكوى منه، وكذلك ينعت بأنه طفل عنيد، ولكن الطفل في هذه المرحلة العمرية، وقبل دخول المدرسة، لديه بعض الأسباب التي تؤدي به أن يكون طفلاً لا يسمع الكلام حين يناديه من حوله، ويقول المرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى أسباب وعلاج ظاهرة الطفل الذي لا يسمع النداء ولا يرد حين تناديه الأم، وفي مرحلة الطفولة المبكرة

 

غالباً ما تبدأ هذه الظاهرة عند الطفل في عمر ما قبل المدرسة؛

أي قبل سن السادسة، وتحديداً في مرحلة ما بين العامين والأربعة أعوام.

وهذه ظاهرة موجودة في كل بيت عموماً.

يمكن اعتبار ظاهرة الطفل غير المطيع بأنها جزء طبيعي من تطور الطفل ونموه العقلي والإدراكي.

يرى الطفل أن عدم الطاعة هى وسيلة للتعبير عن نفسه، مثل أن يبحث لنفسه عن صلاحيات.

كما أنه يكتشف حدوده، ويختبر صبر الأم.

وفي عمر أكبر من سن المدرسة، يرى الطفل غير المطيع أن عدم الطاعة هو تعبير عن اقتناعه التام بأفكاره.

كما أن طريقة التفكير المختلفة بين جيلين تؤدي لعدم الطاعة عند الطفل.

والسبب الأكثر أهمية لهذا التصرف أن الطفل بدأ يكتشف العالم من حوله.

وأصبح الطفل في هذا العمر يرى أن العالم ليس هو الأم فقط، وليس عليه أن يرد عليها حين تناديه، فلم يعد يرى أهمية أن يرد على النداء، مهما كانت نبرتها غاضبة أو متوسلة، مثل أن تناديه ليأكل.

وقد لا يلبي النداء ويبتسم ويدلي رأسه، وتصبح الأم في حيرة من أمرها.

وقد يكون مختبئاً في مكان ولا تبدر منه أي حركة؛ لكي لا تحدد الأم موقعه، وتسحبه منه كدليل على رغبته في الاستقلال.

كما أن الطفل في هذه المرحلة من العمر لديه رغبة في أن يكتشف العالم من حوله بمفرده، ويريد أن يكتشفه على أجزاء.

تلاحظ الأم أنه يرغب في الاستقلال، كما أنه ينظر نحو الأشياء على شكل جزئيات، وليس كشكل عام؛ مثل أن يدقق النظر في شكل الكرة، ويسأل: لماذا هى مستديرة؟ وهو لا يعرف تعبير “مستدير”، فهو يسأل: لماذا هى لا تشبه رقعة الشطرنج التي أمامه مثلاً؟

قد تصل مرحلة الاكتشاف أن يحرج الآخرين

؛ مثل أن يسأل سيدة بدينة لماذا تمتلك كرشاً؟ أو يسأل جده لماذا يتغضن وجهه وشعر رأسه أبيض؟ وهكذا، فهو في مرحلة اكتشاف دقيق؛ لا يريد أن ينغصه تلبية نداء الأم.

 

إن السلبية التي يتسم بها الطفل في سن السنتين أو ثلاث سنوات تعد مرحلة رئيسية بالنسبة له،

حيث يعرب عن رفضه لأي اقتراح يتم تقديمه إليه، على الرغم من أنه يقبله لاحقًا. يشير هذا السلوك إلى أنه يحاول شرح شخصيته وهويته الخاصة، ويوضح أن لديه رغباته وينبغي على العائلة أن تتفهمه.

 

في سن أربع أو خمس، يكون الطفل قد أدرج بالفعل سلسلة من القواعد والعادات الأساسية في أسلوب حياته. لقد تغلب على أزمة التمرد من خلال تأكيد ذاته، وهو يحب أن يأمر ويتفاخر بالتعبير عن استقلاليته، بينما يكون غاضبًا من الفشل.

 

وعلى صعيد آخر

قد يلوح شبح مرض التوحد في رؤوس الأمهات. لكن، في حقيقة الأمر، ليس من الضروري أن يكون الطفل مريضاً بالتوحد ليؤدي ذلك إلى عدم انتباه الطفل عند مناداته، فلابد من توافر أعراض مرض التوحد الأخرى.

 

 ومن الممكن أن يكون وراء عدم انتباه الطفل أسباب أخرى، مثل  التأخر الإدراكي، أو وجود عوامل تشتيت، مثل الألعاب الممتعة التي تأخذ كامل انتباه طفلك، بألوانها الجميلة وأصواتها الصاخبة.

لا توجد مشكلة، حسب سرد الأم للقصة، فمن الممكن أن يكون سبب عدم انتباه الطفل لاسمه أو عدم استجابته للنداء هو الانشغال في اللعب، ربما ينبغي القلق إذا كان الطفل ممتنعاً عن الكلام تماماً.

لذلك، فإن أفضل طريقة للتأكد من انتباه الطفل، قبل الشروع في خطوة اللجوء إلى الأطباء، هو أن تجلسا معاً في بيئة منعزلة، دون وجود عوامل تشتيت، ويكون لديك ما يجعلك تكافئين طفلك به عند الاستجابة: مثل لعبة مفضلة أو طعام، وقد تكون المكافأة أبسط مثل مداعبة أو عناق.

 

حلول ونصائح لكي يسمع طفلك النداء عليه

 

نبرة الصوت

يجب أن تجعل الأم نبرة صوتها حاملة للمرح وليست على شكل أمر؛ لكي يرد عليها.

فالطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يحدد ما تريده الأم منه، وبناءً عليه فهو يقرر هل يريد أن يلبي النداء أم يتجاهلها، فيجب التخلي عن نبرة التهديد والوعيد.

 

قدمي مغريات

من الممكن أن تمسك الأم بلعبة مثل العروسة للبنت، وسيارة للولد، وتقول في تشجيع: انظر كم هي جميلة اللعبة!

سوف تجدين أنه يتقدم نحو الأم واللعبة بسهولة.

 

الغناء

من الممكن أن تدلله الأم وتغني له بصوت هادئ وحنون.

ويمكن أن تختار أغنية بكلمات تحتوي على اسم الطفل.

 

ضبط الأعصاب

 

يجب أن تضبط الأم أعصابها

من الضروري أن تضبط الأم أعصابها؛ لأنها حين تنادي بغضب ثم تزداد عصبية؛ فهي تنقل هذا التوتر لكل أفراد الأسرة

 

وختاماً، فإن الأطفال نعمة كبيرة، ولاشك أن كل أم تحب الاستمتاع بلحظاتها الصغيرة والكبيرة مع طفلها، سواء كان ذلك من خلال تواصلها مع صغيرها بالعينين أو باللمسات، ومن هذه الأشياء الصغيرة تنشأ تلك العلاقة الكبيرة بينهما. 

 

لكن عليك سيدتي الكريمة أن تطمئني في حال عدم تواصل طفلكِ معكِ، سواء بالعينين أو بالانتباه الكافي، فكل طفل يمثل حالة فريدة من النمو، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود علامة مرضية كبيرة، بل عليكِ أن تحرصي على الاطمئنان على سلامة طفلك بعرضه على الأطباء، وعدم استباق الشر أو الاستنتاج بوجود علة ما.

 

إن شعورك يصل إلى طفلك، فيستطيع أن يقرأ علامات القلق في عينيك، وإذا كان ثمة مشكلة في التواصل البصري، فإن قلب طفلك يشعر بكِ، وينبض باسمكِ، مثلما يشعر قلبك بطفلك، وينقبض إذا بكى، ويفرح إذا فرح، بعاطفة الأمومة واحدة من المعجزات العصية على الفهم، وهى داعم طفلك الأكبر للنمو في بيئة صحية، آمنة وسعيدة.

قد يعجبك ايضآ