مقالات

المومياوات الفرعونية تأكل على موائد الأمراء والأغنياء في أوروبا

بقلم: السيد غباشي

 

مع بدايات القرن السابع عشر ومرورا بالعصر الفيكتوري وأثناء عصر التخلف والجهل المسيطر على أوروبا بالكامل ومع بدايات الحملات الصليبية على الوطن العربي وعودتهم وهم محملين بكنوز الشرق ومنهم وعلى وجه التحديد 

( المومياوات المصرية القديمة) 

لم يكن التطور العلمي والطبي لديه وجود فى القارة العجوز وكما هو معروف لم يكن هناك علاج سوى الأعشاب والخلطات التي يقوم بتركيبها ووصفها من يعالج بالاعشاب 

 

عندما عادت الحملات ومعها بعض المومياوات اجتمع عليها الأوربيون وحاولوا فهم ما هي هذه السلالة الغريبة التي لا تتحلل اجسادهم حتى بعد مرور الاف الاعوام وتوصلوا في النهاية لمعتقد واحد وأن هذه المومياوات لسلالة نادرة من البشر تحمل صفات لا وجود لها في هذا العصر وأن هذه السلالة نادرة لبشر لديهم قدرات جسمانية خارقة لا مثيل لها 

ولم يفهم أحد منهم أن هذه الأجساد لبشر عاديين وليس لديهم القدرة علي فهم علم التحنيط 

 

لجأ بعض السحرة خصوصا في السحر الأسود (الكابالا) في استخدام أجزاء معينة من المومياوات في الطقوس ووصلت لدرجة إقناع بعض المسحورين أكل قطعة صغيرة من المومياء بدافع بطلان السحر وإن هذه المومياوات لديها القدرة علي طرد الارواح الشريرة وابطال مفعول السحر وكان من السهل اقناعهم وخصوصا بسبب حالة الجهل التي تسيطر علي المجتمع الأوروبي في ذلك الوقت

 

مع ظهور أمراض غريبة وجديدة عليهم مثل 

( الطاعون- الجدري- الأكزيما) وأمراض جلدية اخرى لم تكن معروفة لديهم بدأ تجار الأعشاب والخلطات بأخذ قطع من جلد المومياوات وطحنها وخلطها جيدا مع بعض الأعشاب واقناع المريض بهذه الوصفة المبتكرة القادرة علي شفاء الكثير من الامراض

  مما تسبب في ارتفاع الطلب بشدة على المومياوات وشرائها وبالتالي تهريبها من مصر

وبالاخص فرنسا وانجلترا

ولقد وصل الأمر لتهافت الأمراء والأغنياء على شراء المومياوات وبأسعار باهظة واقامة الحفلات في القصور الفارهة

 والذي لا يصدقه عقل أن صفوة القوم من الأغنياء والأمراء يتهافتون إلى التجمع على المومياوات واكل قطع منها بعد ان ينال صاحب القصر شرف فك الكتان من حول المومياء 

 

 

(صدق او لا تصدق) 

 

الجميع يأكل منها في اعتقاد منهم أنها خالدة حتى بعد الموت لا تتحلل وأن من سيأكل منها سيتحول جسدة لنفس جسد المومياوات وأن جسده سيقاوم أشد الامراض خطورة 

 

وأصبحت الحفلات تزداد يوما بعد يوم وخصوصا أثناء حملة (نابليون بونابرت) إلى مصر وتهريب المئات بل الآلاف من المومياوات الفرعونية 

وصل الأمر بهم أن حتي عظام المومياوات لم تسلم منهم بل تطحن وتضاف إلي الخلطات والزيوت لاستخدامها في دهانات الأمراض الجلدية 

فلم تكن تسلم منهم المومياوات اما بالأكل أو استخدامها في الأمراض الجلدية أو استخدامها في أعمال السحر والشعوذة 

 

ظل هذا الوضع قائما حتى نهاية القرن التاسع عشر ومع عصر النهضة ظهرت مجموعة من الأطباء وأعلنوا أنها مجرد أجساد قام المصريين القدماء بتحنيطها وان الاعتقاد بان تشفي الامراض مجرد خرافة ولكن لكل قاعدة شواذ 

يوجد من اقتنع ويوجد من رفض الفكرة واستمرت الحفلات ولكن في الخفاء إلي أن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن 

 

عند موت اللورد ( كرنفال) ممول بعثة الكشف عن مقبرة (توت عنخ آمون) وظهرت على السطح فكرة ( لعنة الفراعنة) ارتعب الأوربيون حرفيا 

 منهم من قال أن المومياوات ستعود للانتقام ومنهم من قال أنهم ابتلعوا اللعنة 

 وأن لعنة الفراعنة ستصيبهم ولن تترك كل من اقترب منها واكتشفوا حجم الكارثة التي ارتكبها الاوربيون باكلهم لجثث الفراعنة.

 

 

وهنا سؤال يطرح نفسه 

كيف تم اكتشاف كل هذه الكمية من المومياوات آلاف المومياوات التي تم تهريبها؟ 

 

سنة ١٩٥٢ اكتشف مجموعة من موظفين الجمارك عدة صناديق يحاول البعض تهريبها خارج مصر عندما تم فتح الصناديق اكتشفوا العشرات من المومياوات داخل هذه الصناديق 

وبالتالي تم عرضها على خبراء من هيئة الآثار لتحديد من أي اسرة وعمر المومياوات ومحاولة معرفة لمن تعود 

 

المفاجأة الكبري 

 

اكتشفوا أثناء التحقيق أن هذه المومياوات لا تعود لأي أسرة فرعونية أو حتى عصر فرعوني كانت المفاجأة أن هناك دكتور يدعي (بنعام) في إحدى قرى الفلاحين بمصر

هذا الدكتور لديه مجموعة من نباشي القبور يقوموا باستخراج الجثث حديثة الوفاة وبيعها لهذا الدكتور 

وكان الدكتور يقوم باستخدام مجموعة من التركيبات ويتم وضع الجثة بها ويقوم بتخزينها لمدة ثلاث ايام ويقوم بلفها بالكتان والنتيجة مدهشة 

تخرج الجثة وكأنها مومياء حقيقية منذ آلاف السنين 

ثم يقوم باعطائها للمهربين لتهريبها وبيعها للأوروبيين

 

الأوروبيون أكلوا جثث الفلاحين حرفيا

 

وبعد انتشار الخبر وخصوصا في الأوساط الأوروبية لم يعلق الأوروبيون ولكنهم اكتفوا بالحديث عن المومياوات وأن ليس لها تأثير في علاج الأمراض وأن بعض حالات الشفاء من هذه الأمراض كان بسبب وجود مادة ( الجار) ووظيفة هذه المادة هي الحفاظ على جسد المومياوات

  بعد التحنيط واكتشف الأطباء أن هذه المادة لها تأثير إيجابي علي بعض حالات الأمراض الجلدية

ولكن للأسف لازال هناك طلب كبير على شراء المومياوات حتي يومنا هذا 

من الأوروبيون 

 

هل ما زالت هذه الحفلات مستمرة في الخفاء

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى