تقارير وتحقيقات

الريد فلاج والجرين فلاج وسبب انتشار تلك المصطلحات

كتبت: فاطمة الزهراء مجدي

 

انتشرت بالفترة الأخيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من المصطلحات المُصنفة لعلاقاتهم بغيرهم بكل أنواعها، لكنني أود التطرق لمصطلحين بعينهما جذبا انتباهي مؤخرًا.

الريد فلاج والجرين فلاج وسبب انتشار تلك المصطلحات
الريد فلاج والجرين فلاج وسبب انتشار تلك المصطلحات

 

مصطلحي “Green flag” و”Red flag” تحديدًا كان لهما نصيبًا كبيرًا من تفكيري، وكيف أن الشخصيات التي تتعامل معها في حياتك تظل تعطيك علامات من اللحظات الأولى بعلاقتكما تستطيع بها أن تحدد، هل الشخص الذي تتعامل معه الآن يستحق أن تخوض التجربة لأجله؟

 

في ترجمة لـ “ضي رحمي” عن الكاتبة “زارا يانج” عن مفهوم الحب، قالت أنه “النعيم الذي تخوض الجحيم لأجله.”، من نظرتي أنا، بعض الأشخاص سيدخلون حياتك فقط ليثبتوا لك، أن ليس كل من تخوض من أجله الجحيم قد ينتهي بكما الأمر في النعيم سويًا، ليست كل الأشخاص تستحق المعاناة، خصوصًا لو كانت نقطة الوصول للنعيم في علاقتكما هي نقطة وهمية، لن تصل لها أبدًا.

 

في محادثة جمعتني بصديقة حول هذا الموضوع، أكدت لي أن حتى من قبل انتشار تلك المفاهيم، فالناس لا تكف أبدًا عن إرسال علامات لك تعرفك بحقيقة شخصياتهم، حتى لو عزموا على إخفاء ماهو حقيقي منهم، لكننا نحن من نشيح بوجهنا عن العيوب الكبيرة شخصيات من نحب.

 

أحيانًا كانت تجمع بيننا الحياة وبين من لا يشبهنا، ورغمًا عنا يرسم عقلنا صورة مثالية لهم، قد تكون لا تشبههم على الإطلاق، لكن الخوف من فقدانهم يجعلنا نوافق على صورتهم المميزة المثالية في عقولنا، حتى نصطدم بالحقيقة التي أبينا تقبلها من البداية، وهي أن بعض الأشخاص مهما حاولت تجميلهم بعقلك، لن يكونوا أبدًا مثلك.

 

وفيما يخص تعريف أهم العلامات التي تستقبلها من الأشخاص وتصنفها على حقيقة كونها “Green flags” أو “Red flags”، وسبب انتشار تلك المسميات، عدت لبعض الأشخاص بسؤالي فأجابوا:

 

رضوى ياسر، تدرس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية في قسم علم النفس، قالت أن مصطلحات كتلك لا تعد جديدة، مصطلح “Red flag” خصيصًا هو مصطلح قديم، ومن المهم التركيز بالعلامات الواضحة التي تؤكد عدم صالحية الشخص لأي علاقة، وعدم الاستماع لمن يعتمد على فكرة إصلاح الشخص غير السوي نفسيًا خلال العلاقة “I can fix him/her”، وترى رضوى أن المصطلحات التي ظهرت الآن تحمل بداخلها دلائل لزيادة الوعي بين الناس بالعلاقات السامة وغير الصالحة، لأن العلاقات تعمل على الأخذ والعطاء وليس الاعتماد على طرف واحد فقط بمشاعره.

 

نور الإمام، أخصائية نفسية، قالت أن انتشار تلك المصطلحات لا يختلف عن المصطلحات التي استخدمها غيرهم قديمًا، لكن بمراعاة ظروف بيئة وتعليم كل جيل فمن الطبيعي ظهور مصطلحات كتلك، وهي دليل على وعي الناس بالعلاقات وبالنفسية، وتقول أن العيوب الواضحة كالشك والتعالي والميل لاستخدام اليد كالضرب مثلًا أثناء مشاجرة والتجسس والبخل هي كلها علامات لو كانت بعلاقة رومانسية فهي علامات لا تشجع على الإكمال، فعلامات كتلك تزيد بعد أخذ خطوة الزواج ولا تقل كما هو متوقع.

 

كريم عبده، خريج كلية صيدلة ويدرس بقسم مسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، قال أن العلامات التي تشجع على إكمال العلاقات كثيرة، ولكن أهمها بالنسبة له هي الروح، والاستقلال، والقدرة على تحمل فكرة أن الحياة لن تسير على وتيرة واحدة، وبالطبع تقديم الدعم وحب المخاطرة، أما عن العلامات المثبطة فذكر الأنانية، والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في اختيار أسلوب الحياة، وانعدام الثقة بين الطرفين، والنظر لكل الأمور نظرة مادية تعتمد على النقود فقط.

 

نور علي، تدرس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية في قسم الإعلام، قالت أن العلامات المشجعة بالنسبة لها هي الاهتمام والدعم، وأن يكون الشخص على حقيقته غير مزيف، وعن العلامات التي لا تشجعها على التقرب من أي شخص فذكرت الشخصية الاستسلامية التي ترى أن الحياة كلها ضدها وتحاربها، وبررت انتشار تلك المصطلحات بأن الناس تعيد استخدام مصطلحات كنا نستخدمها أساسًا منذ زمن لكن بأسماء جديدة.

أسامة محمد، يدرس بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، قال أن أي شخص يملك صفات قد يراها البعض علامات تشجعه على إكمال العلاقة أو التقرب بشكل أكبر، وقد يراها آخر علامات تعيب صاحبها، وتستطيع بسهولة أن تغلق أي باب قد يجمعهمها سويًا، فالأمر في الغالب يعتمد على الشخص الذي تتعامل معاه، واعتباراته الشخصية واختياراته في شخصيات أصدقائه وشريك حياته.

 

ريم أحمد الشامي، تدرس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية في قسم الإعلام، قالت أن انتشار مصطلحات كتلك يدل على الوعي باختيار الشخصيات التي تناسب شخصيتنا، فليس أي شخص نقابله صالحًا لأن يكون صديق أو شريك حياة، وفي العلامات المشجعة بالنسبة لها أو “جرين فلاجز” فذكرت التفاهم بين الطرفين أنه أول اعتباراتها عندما تفكر بعلاقتها بأي شخص.

يمنى أحمد، تدرس بأكاديمية الشروق في كلية الإعلام، قالت أن هناك علامات تمنع الثقة بين الطرفين بشكل مبدأي، وهي البخل وقلة الثقة والتشكيك والكذب، وكلها علامات لم تختلف عن التي امتنع أهالينا عن اختيار الناس في حياتهم بسببها، الفرق فقط أن الأسلوب في التعبير عن الأمر اختلف، وانتشرت له مصطلحات جديدة، وأكدت أن أكثر ما يثير ضيقها بهذا الموضوع هو استخدام تلك المصطلحات بشكل فيه سخرية، فليس كل عيب صغير بأي شخص يكون سببًا للبعد عنه، فما من أحد كامل حولنا، لكن هناك عيوب نستطيع تقبلها بمن حولنا.

الريد فلاج والجرين فلاج وسبب انتشار تلك المصطلحات
الريد فلاج والجرين فلاج وسبب انتشار تلك المصطلحات

 

ميسون سيد، تدرس بكلية الحقوق جامعة حلوان، قالت أن العلامات المشجعة بالنسبة لها هي الاطمئنان أمام الشخص، والثقة وقلة التحكم، وعدم الحكم على أي شخص لمجرد موقف صغير حدث أمامه، وبالنسبة لشريك حياتها فقط فقالت أن ليس من الطبيعي أن تشعر أنها تشاركه مع أشخاص آخرين، فالطرفان يجب أن يكونا بأولويات بعضهما، وفي العلامات المثبطة ذكرت العصبية وقلة الاهتمام وعدم الاهتمام بالصلاة وبالعمل والتعليم، وفرض نمط حياة على شريك الحياة الآخر، وقالت أن وسائل التواصل الاجتماعي هي من سهلت زيادة الوعي بتلك المواضيع، فقربت تلك المواقع من الناس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا