مقالات

الوجه الآخر للابتلاء

كتبت: آية ضماري 

 

نواجه الكثير من الابتلاءات على مدى حياتنا بأنواع مختلفة و شدة تتراوح بين المؤلم و الأشد إيلامًا و المهلكة نفسيًا و جسديًا.

 

الابتلاء كصندوق أسود مغلق، نعم هو أسود !! و لكن هذا السواد هو المظهر الخارجي له، ترى ماذا يوجد في هذا الصندوق و ماذا يوجد في جوف الابتلاء؟؟!

الوجه الآخر للابتلاء
الوجه الآخر للابتلاء

١- تطهير:

أن تطهر بالابتلاء من الذنوب فتتألم لتغفر لك، أما وصل إليك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

“مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”

متفقٌ عَلَيهِ.

 

أحيانًا قد يأتي الابتلاء ليغسل قلوبنا لتعود إلى الطهر من جديد نبكي في الابتلاء فتغسل الدموع تلك العينين من آثار ما اقترفته من نظرات محرمة، ننتحب فتغفر زلات ألسنتنا من غيبة و نميمة و سب.

 

يريد الله أن يرحمنا فيرسل لنا تلك الابتلاءات لتُكفر بها معاصينا، لنكون في الآخرة من الفائزين بالجنة برحمة وفضل من الله.

الوجه الآخر للابتلاء
الوجه الآخر للابتلاء

٢- التمحيص:

“أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ”.

لابد أن تبتلى لتختبر صدق نيتك و قوة إيمانك و حبك لله والرضا بما قسمه الله والصبر على ما أصابك هو من عزم الأمور لا يقدر عليها إلا صاحب إيمان قوي، مؤمن مُحتسب للأجر عند الله يُريد بذلك الصبر وجه الله عز وجل، فجعلنا الله من الصابرين و الراضين عند الابتلاء و الحامدين الشاكرين عند السراء.

 

 ٣- رفع الدرجة:

و قد يُصيب المؤمن صاحب قوة الإيمان الابتلاء أيضًا و ذلك ليرفعه الله بهذا الابتلاء و يكون نتيجة صبره و رضاه أن يرفعه الله في درجات الجنان و يرتقي إلى نعيم أكبر و ما هذا الابتلاء إلا حب من الله للعبد.

 

فيكون الابتلاء كسلم نصعد به إلى أعلى الجنان، قرزقنا الله وإياكم جنة الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب.

 

والابتلاء يكون مقترنًا بالتمكين فكما قال الإمام الشافعي:

“لا يمكن المؤمن حتى يبتلى”.

فلتصبر و تكون عزيز و قوي و يمكن لك فلابد أن تعبر على جسر الابتلاء و تحمد الله و ترضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا