الذكاء الاصطناعي – Artificial Intelligence
كتبت: رويدا عبد الفتاح
أصبح الذكاء الاصطناعي، أو اختصار الـ AI، جزءًا مهمًا جدًا في العديد من جوانب الحياة. بدءًا من التوصيات المخصصة للمستخدمين حول المحتوى الإلكتروني والموسيقى، وصولاً إلى الكاميرات الذكية والسيارات ذاتية القيادة. لكن … ماذا يعني الذكاء الاصطناعي بالضبط؟ ما هي آلية عمله؟ ومجالاته؟ وأنواعه؟
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي، أو اختصار الـ Al، هو مصطلح شامل للعديد من التقنيات التي تسمح للآلات بمحاكاة الذكاء البشري. عندما يفكر البشر فهم يحسّون ويشعرون بما يحدث من حولهم، فإنهم يدركون ما تعنيه هذه الظروف من حولهم ويتخذون قرارًا بناءً على ذلك، ثم يتصرفون بناءً عليه. وينطبق الشيء نفسه على الأجهزة الذكية أو المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي إن صح القول في المراحل الأولى لتطبيق نفس السلوك البشري.
ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؟
ببساطة، يعد التعلم الآلي جزءًا فرعيًا من نظام الذكاء الاصطناعي، ويعبر عن قدرة الآلة على التفكير دون أن تكون مبرمجة خارجيًا. كيف ذلك؟ حسنًا، عادةً ما تتم برمجة الآلات التقليدية باستخدام عدد من القواعد حول كيفية التصرف أو العمل ضمن سياق معين، من خلال مجموعة من تعليمات “if-then-else”. لكن تقنية التعلم الآلي تسمح للأجهزة بمواصلة التفكير والتطور بناءً على البيانات التي تتلقاها في ظروف وسياقات مختلفة.
أنواع الذكاء الاصطناعي:
ينقسم الذكاء الاصطناعي اليوم إلى أربعة أنواع أساسية، والتي تشبه إلى حد كبير التسلسل الهرمي لماسلو للاحتياجات الأساسية، حيث إن أبسط أنواع الذكاء الاصطناعي يمكنها فقط أداء الوظائف الأساسية، في حين أن الأنواع الأكثر تقدمًا هي كيان واعٍ تمامًا بذاته وما يجري حوله، ويشبه إلى حد كبير الوعي البشري.
هذه هي الأنواع الأربعة كما يلي:
• الآلات التفاعلية.
• الذاكرة المحدودة.
• نظرية العقل.
• الوعي الذاتي.
لقد تجاوزنا اليوم مرحلة النوع الأول من الذكاء الاصطناعي، ونحن على وشك إتقان واحتراف النوع الثاني منه، لكن النوعين الثالث والرابع من الذكاء الاصطناعي يتواجدان فقط كنظرية، ومن المرجح أن يمثلوا المرحلة المُقبلة من تنمية الذكاء الاصطناعي.
قدرات الذكاء الاصطناعي:
• يكتسب الذكاء الاصطناعي المعلومات من خلال الممارسات العملية، حيث يمكنه التمييز بين القضايا المتعددة بدقة.
• من أهم قدرات الذكاء الاصطناعي استجابته للتغيرات، ومرونته وسرعة رد فعله في جميع المواقف.
• الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على الإدراك الحسي، وبالتالي اتخاذ القرارات بشكل صحيح، اعتمادًا على دراسة كافة الاحتمالات وإتقان نتائجها، ثم اختيار أفضل القرارات التي تؤدي إلى النتائج المرجوة.
• القدرة على اكتشاف الأخطاء وتصحيحها بطريقة سريعة، وإدخال تحسينات أفضل في المستقبل.
• يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي بدأ مع تطوير بعض البرامج الحاسوبية المتنوعة، وخاصة برامج لعبة الشطرنج، عندما قام العالم “كلود شانون” برسم خوارزمية تؤهل الحاسوب للعب الشطرنج، وتوقع جميع احتمالات حركة اللاعب الآخر.
مجالات الذكاء الاصطناعي:
• يدخل الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات التقنية التي تحتاج إلى التفكير المنطقي، والتخطيط والمعرفة، والإدراك الافتراضي القائم على تطبيق النظريات واختيار الحلول المناسبة.
• من أبرز المجالات التي يتميز فيها برامج محاكاة الواقع وتطبيقاتها.
• الصناعة عن طريق روبوتات قادرة على أداء مهام الجنس البشري.
• تطوير برامج وتطبيقات الحاسوب في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب والهندسة والتجارة والاستثمار وغيرها.
• تطوير المحاكاة المعرفية عن طريق اختبار النظريات والتعرف على الوجوه، وتنشيط الذاكرة، وغيرها من الوظائف الأخرى.
• تطوير محركات ذات قدرات ذكية، مثل السيارات بدون سائق، والطائرات بدون طيار.
• في كل يوم جديد، يطرق الذكاء الاصطناعي بابًا جديدًا، لا سيما صناعة التكنولوجيا والحواسيب.
لا أحد يستطيع أن ينكر التقدم الهائل الذي وصل إليه مجال الذكاء الاصطناعي، ورغم التطور الكبير في سرعة معالجة الحاسوب وسرعة الذاكرة، لا توجد برامج أو أنظمة تضاهي العقل البشري ومرونته، لكن لا أحد يعلم إن كان سيأتي اليوم الذي ستصل فيه اختراعات الذكاء الاصطناعي لمستوى البشر.
