مقالات

عيد وفاء النيل رمز الخير والوفاء لكل المصريين

بقلم الباحثة/ أمانى حمام زغلول


يمثل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان الحياة وعصبها في مصر والسودان، ليس في الوقت الحاضر فقط، وإنما على امتداد تاريخ استيطان البشر على ضفتيه، وكان استقرار المصري القديم في وادي النيل هو أساس لحضارة دامت آلاف السنين ومازالت آثارها باقية إلى يومنا هذاوقد أدرك المصريون أهمية النيل منذ عصور موغلة في القدم.

 

فاجتهدوا في ابتكار طرق تهدف إلى الاستفادة من مياه النهر وتنظيم الري وحفر الترع لزراعة أكبر مساحة ممكنة من أرض الوادي، ولم يبالغ العالم الفرنسي جاك فاندييه في دراسته “المجاعة في مصر القديمة” عندما أشار إلى أن “النيل هو الأساس الذي اعتمدت عليه الحياة المادية والاجتماعية في مصر”، كما أكده الدكتور محمود حامد الحصري ، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.

 

ماذا تعني كلمة “النيل”؟ وما هي أصل التسمية ؟

 

أطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة “إيترو عا” بمعنى (النهر العظيم)، وتشير الأصول اللغوية لكلمة النيل إلى أنها من أصل يوناني، “نيلوس”، وكلمة النيل مشتقة من أصل مصري صميم من العبارة “نا إيترو” والتي تعني (النهر ذو الفروع)، كما أطلق المصريون على مجرى النهر اسم “حبت إنت إيترو” (مجرى النهر)، وأطلقوا على فروع النيل في أرض مصر “إيترو نوكيمت” (فروع الأرض السوداء).

 

كلمة النيل في اللغة العربية مأخوذة من اليونانية (نايلوس) وتعني وادي، وفي اللغة المصرية كان يسمى إيتيرو بمعنى النهر الكبير.

 

ما هي روافد ومنابع نهر النيل ؟يتكون نهر النيل من فرعين رئيسيين يقوما بتغذيته وهما:

النيل الأبيض : في شرق القارة (بحيرة فكتوريا، وبحيرة ألبرت، وبحيرة إدوارد).

النيل الأزرق : في إثيوبيا (يشكل النيل الأزرق نسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط).

النهران يلتقيان في الخرطوم عاصمة السودان ثم يمران عبر الصحراء ليصلا إلى مصر ويتحدا في نهر النيل الذي يتفرع إلى دلتا كبيرة ليصب أخيراً في البحر الأبيض المتوسط.

 

عيد وفاء النيل أحد الأعياد الهامة في مصر القديمة ؟

 

وفاء النيل معناه أن النيل وفى بالمياه الكافية وقت فيضانه في مصر. على مر التاريخ لعب النيل دورا كبيرا في حياة المصريين، في مصر القديمة قدس النيل باعتباره مصدر الحياة والخير في مصر. وقد رمز المصريين القدامى للنيل بإله سموه الإله حابى تخيلوه على هيئة رجل جسمه قوى و له صدر بارز و بطن ضخمه كرمز لإخصابه.

 

وأحيانا شبهوه بالإله أوزوريس وكانوا يعتقدون أن فيضان النيل على ارض مصر كل سنه ينبت الزرع الأخضر كما أن زواج الإله أوزوريس من ايزيس أثمر حورس، وبما أن الإله حابى كان مزاجه متقلب، مرة يرضى فيكون فيضانه بمنسوب مناسب، ومرة يغضب فيرسل فيضانا عاليا يهدد بإغراق الأراضي أو فيضان منخفض فيهدد الناس بالمجاعة لذلك كان لابد من إرضائه بالذبائح والهدايا والأعياد للاحتفال بوفائه.

هل هناك أساطير ارتبطت بفيضان النيل ؟

 

إن من أهم الأساطير المرتبطة بعيد وفاء النيل، هي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون للنيل المتمثل في “الإله حعبي” في عيده فتاة جميلة وكان يتم تزيينها وإلقاؤها في النيل كقربان له، وتتزوج الفتاة بالإله “حعبي” في العالم الآخر إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة فحزن الملك حزنا شديدا على ابنته، ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروسة من الخشب تشبهها، وفي الحفل ألقتها في النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر، وبعد ذلك أعادتها إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد والمرض على فراق ابنته.

ما هي صحة هذه الأساطير التي ارتبطت بعيد وفاء النيل ؟

لا يوجد نص صريح في التاريخ يروي أن المصري القديم كان يقدم قربانا بشريا “عروس النيل” احتفالا بوفاء النيل، أنها فقط أسطورة نسجها الخيال المبدع للمصري القديم تقديرًا منه لمكانة النيل.

 

وتابع: ورغم ذلك عاشت تلك الأسطورة في خيال ووجدان المصريين وتناولها الأدباء والكتاب والسينما، وما زالت تتردد حتى الآن كواقع، وكان نهر النيل السبب فى استقرار المصري القديم على ضفافه وعمله بالزراعة.

 

أقرأ أيضاً:-

قصر ثقافة أسوان يحتفل بعيد وفاء النيل….تفاصيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا