مقالات

الجانب الإيجابي للمشاعر السلبية

كتبت: آية عبداللاه ضماري 

 

حين نقول “مشاعر سلبية” يتبادر إلى الذهن كم هائل من المآسي والذكريات السيئة التي كانت سبب في تولد مشاعر سلبية لدينا قد تكون هذه المشاعر انتهت مع انتهاء الحدث السيئ أو أنها تكون قد ضربت بجذورها في أنفسنا و نظل نعاني من تلك المشاعر حتى بعد انتهاء الحدث السيئ بأيام شهور أو سنين و لكن هل تعلم أن للمشاعر السلبية جانب إيجابي أيضا؟!

الجانب الإيجابي للمشاعر السلبية
الجانب الإيجابي للمشاعر السلبية

كيف؟!

كالخوف مثلا، هو شعور سلبي يُشعرك أنك مُقيد أحيانا و مُتشائم أحيانا أخرى ..و تجاهد لكي تمحي هذا الشعور من داخلك، و لكن لنفكر في الجانب الآخر لهذا الخوف.

فبالخوف يحاول عقلك أن يحميك من أذى ما قد تُلحقه بنفسك فيجعلك تتراجع قليلا و تفكر كثيرا في تلك الخطوة التي تريد أن تخطوها و تقرر بشكل واعي و أكثر جدية. لذلك فالخوف يحميك من التهور و الاندفاع؛ و لكن أنا لا أتحدث هنا عن الخوف المرضي الذي يُعطلك تماما عن اتخاذ القرارات .. و لكن أتحدث هنا عن الخوف الفطري الذي وضعهُ الله فينا نحن البشر لحمايتنا.

 

كثير من المشاعر السلبية قد نُعانيها كـ “الخذلان، ألم الفراق، الحزن المفرط، فقدان الرغبة والشغف … وغيرها”.

في أثناء مرورنا بهذه المشاعر نظن أنه يستحيل أن يكون هناك جانب إيجابي لها و أن تلك المشاعر و هذه الفترة من حياتي لن تمر، أو إن مرت ستتركني وأنا جثة هامدة. مجرد إنسان آلي يتحرك مع كم هائل من الثقل.

يتحرك بلا رغبة أو هدف يتكلم أداء واجب و يأكل و يشرب كأي كائن آخر.

و لكن توقف قبل أن تسترسل في وصف تلك المرحلة بدقة.. أريد إخبارك أنك ستشكر هذه المشاعر وتلك الفترة من حياتك ستكون ممنون إليها جدا.

لإنك ستنضج بعدها و ستكتشف جوانب شخصيتك المُخيفة. و ستدرك حقا كم أنت قوي و شجاع، تعود بعدها أكثر تطلُعا للمستقبل و تحديدا لأهدافك و استثمارا في نفسك التي تصالحت معها أخيرا. و تعاونتم معا لسلك طريق الحياة و تجديد الأمل و الرضا بقضاء الله. ستتخطى كل هذا و أنت فخور بنفسك و تقول “حقا للمشاعر السلبية جانب إيجابي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا