التاريخ والآثار

قصر البارون

بقلم: الباحثة الأثرية/ فاطمة نصار

 

قصر البارون إمبان هو أحد قصور مصر الأثرية ذات الطراز المعمارى الخاص، شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان الذى جاء إلى مصر قادماً من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، فشرع فى إقامة مشروع سكنى جديد فى صحراء القاهرة تحت أسم (هليوبوليس)، وقرر إنشاء قصره الخاص بها فأختار تصميماً على طراز العمارة الهندسية الأوروبية للمعمارى الفرنسى (ألكساندر مارسيل) كان معروفاً خلال معرض هندسى فى باريس، بدأ بناء القصر فى عام 1906، وأفتتح فى عام 1911م، منذ الخمسينات ومع تناقل ملكية القصر بدأ القصر يتعرض للإهمال حتى قامت الحكومة المصرية بشرائه فى عام 2005 لقيمته الأثرية والمعمارية، وبدأت وزارة الآثار المصرية أعمال ترميمية فى عام 2017 والتى أنتهت بأفتتاحه فى عام 2020.
يقع القصر حالياً فى قلب منطقة (مصر الجديدة).

مساحة القصر:

المساحة على (12.5 ألف متر)، وأستلهم تصميمه الخارجى من المعابد الهندسية القديمة، وتصميمه الداخلى من فنون عصر النهضة الأوروبية، لا تجعل الشمس تغيب عن حجرته.
المساحة الداخلية للقصر صغيرة نسبياً فهو مكون من سبع حجرات موزعة على طابقين.

قصر البارون
قصر البارون

الطابق الأول:

يضم صالة كبيرة وثلاث غرف إحداها للضيافة والثانية للمائدة أما الثالثة فخصصت للعب البلياردو، وعن طريق السلم الرخامى المزين بدرابزين محل بتماثيل هندية صغيرة دقيقة الصنع يصعد إلى (الطابق الثانى) الذى يتكون من صالة كبيرة وأربع غرف نوم واسعة أرضياتها من الباركيه ولكل منها حمامها الخاص الذى تكسوه بلاطات من الفسيفساء ذات الألوان الزرقاء البرتقالية والحمراء فى تشكيلات لونية متناسقة، ولكل غرفة شرفة خاصة محمولة على تماثيل الفيلة الهندسية وغطيت أرضيتها بالفسيفساء الملونة وبها مقاعد ملتوية تحيط بها التماثيل من كل جانب.

سطح القصر (البانوراما):

 

أشبه بمنتزه أستخدم فى بعض الحفلات التى يقيمها البارون، وكان مكانه المفضل لتناول الشاى وقت الغروب، وجدران السطح عليها رسوم نباتية و حيوانية وكائنات خرافية، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر.
خصص البدروم (السرداب) للمطابخ وأماكن انتظار السيارات وحجرات الخدم والمغاسل الرخامية، ويتصل بقاعة المائدة عن طريق مصعد مصنوع من خشب الجوز، على الجانب الأيسر للقصر برج كبير كان يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلبس به أن يشاهد ما حوله فى جميع الاتجاهات، ويتألف من أربع طوابق يربطها سلم حلزونى تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام وعلى درابزينه نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندسية دقيقة النحت. وحول القصر حديقة فناء بها زهور ونباتات، وأسفله نفق يصل بينه وبين (كنيسة البازيليك).

مما صنع القصر:

استخدم فى بناء القصر المرمر والرخام الإيطالى والزجاج البلجيكى البلورى الذى يمكن من بداخل القصر أن يرى كل من فى الخارج ويتصدر مدخله تماثيل الفيلة، فيما ينتشر العاج داخل وخارج القصر، وترتفع النواقد المصنوعة على الطراز العربى وتنخفض مع تماثيل هندية بوذية، وعلى شرفات أبوابه زخارف إغريقية دقيقة الصنع.

يضم القصر مجموعة من التماثيل والتحف النادرة المصنوعة بدقة من معادن نفسية، منها ما جلبه البارون من الهند مثل:
(تماثيل بوذا والتنين الأسطورى) ومنها أوروبى الطراز المصنوع من الرخام الأبيض ذو ملامح يونانية ورومانية، بالإضافة الى البالية، مداخل القصر ساعة أثرية قديمة توضح الوقت بالدقائق والساعات والشهور والسنين مع توضيح تغيرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.
ويوجد فى الحديقة:

(1)- تيرام مصر الجديدة داخل فناء قصر البارون صغيرة.
(2) -سيارات أنتيكات قديمة جداً داخل فناء قصر البارون تحفه.
من يشاهد القصر من الخارج غير من يشاهده من الداخل، فإنه من الخارج كبير وفخم ومزخرف يحتوى على الكثير من التماثيل ويحاط بحديقة كبيرة.

المراجع:-

(1)- عباس الطرابيلى، أحياء القاهرة المحروسة، الدار المصرية اللبنانية، 2003، ص 407.
(2)- حمد أبو جليل، القاهرة، شوارع وحكايات، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007، ص 527.

أقرأ أيضاً:-

30 يونيو … أفتتاح معرض البارون…بين الواقع والأساطير بـ «القصر» للفنان هشام توحيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا