مقالات

منتصف العمر بين الألم والأمل

 

بقلم: دعاء الزغبي

 

نمر جميعًا خلال رحلة الحياة بمراحل ومحطات عديدة مابين الفرح و الحزن..اليأس والأمل..التفاؤل والتشاؤم..جميعها مراحل يمر بها قطار الحياة ، ونواجه أزمات عديدة قد تصيبنا بيأس و إحباط لكن سرعان ما ينتهي عندما يبدد الأمل كل يأس قد يعترينا من جراء تلك الأزمات .

الكاتبة دعاء الزغبي
الكاتبة دعاء الزغبي

واحدة من أهم الأزمات التي قد تواجه أغلب الأشخاص ما يسمى :

“أزمة منتصف العمر”:

هي مرحلة من حياة الأشخاص من الجنسين يشعر فيها الشخص برغبته الشديدة للرجوع إلى مرحلة الشباب مرة أخرى ، ولا يصاب بهذه المرحلة كل الأشخاص ولكن فئة قليلة تظهر عليهم أعراض تلك الأزمة .

 

بدايتها:

تبدأ من سن الأربعين إلى الستين للرجال والنساء غالبًا وقد تكون في سن أقل أو أكثر حسب الأشخاص .

 

الفلاسفة وعلماء النفس و أزمة منتصف العمر:

مر “كيران سيتيا” أستاذ الفلسفة في جامعة”بيتسبرغ ” الأمريكية ومؤلف العديد من الكتب بأزمة منتصف العمر وفي سن الخامسة والثلاثين أصبح متمردًا على حياته غير راضٍ عنها ووجد نفسه مشوبًا بمزيج من القلق والندم والخوف وضياع الهدف من حياته لكنه قرر أن يتخطى الأزمة بمنتهى الهدوء ومحاولًا إيجاد حل لها عن طريق تدوين كتاب يحاول من خلاله حل الأزمة بشكل منهجي للتخفيف من وطأتها .

 

وأكد “سيتيا” أن المصطلح نفسه لم يصغ حتى عام 1965 عندما قام “إليوت جاك” الطبيب النفساني بكتابة كتاب بعنوان”الموت وأزمة منتصف العمر” قال فيه أن الحياة ماهي إلا انحدار لأعلى ولا نهاية له وأنه لايرى إلا الأفق البعيد.

 

كما نشرت عالمة النفس الأمريكية”غيل شيهي” كتابًا عام 1977 بعنوان “ممرات:أزمات لايمكن التنبؤ بها في حياة الكبار” تحدثت فيه عن الأزمة من الناحية النفسية وألفت كتابًا آخر بعنوان”أسرار الحدائق الرمادية”والذي بسببه أصبحت عالمة في أزمات منتصف العمر ومن خلال مقابلات عديدة أجرتها مع كثير من الأشخاص أكدت أن مثلما يمر الرجال بالأزمة يمر بها النساء أيضًا .

أعراض أزمة منتصف العمر : 

١-القلق والخوف من الشكل والمظهر الخارجي.

٢-اللامبالاة وقلة الشغف والحزن المستمر والشعور بالفراغ العاطفي.

٣-كثرة التوتر وعدم الشعور بالسعادة وفقدان الهدف.

٤-الملل والفتور من كل شيء والتعرض للاكتئاب.

٥-الشعور بتغيير في المزاج واليأس من المستقبل وعدم الاستقرار والشعور بالندم على الحياة السابقة.

٦-العشوائية في اتخاذ أي قرار دون تخطيط مسبق والجدال دون فائدة.

٧-الميل للعزلة والرغبة في الانفراد بالذات.

٨-الابتعاد عن أي صداقات قديمة والترحيب بالصداقات الجديدة والانفصال عن شريك الحياة.

 

أسباب أزمة منتصف العمر عند الزوجين :

نناقش أسباب الأزمة عند الزوجين كلًا على حدا

أسبابها عند الزوج:

١-فقدان الزوج للاحتواء والثقة بالنفس والتي لا يشعر بهما مع زوجته فيبدأ بالبحث عنهما في امرأة أخرى تحتويه وتشعره برجولته.

٢-الفتور والبرود العاطفي الذي يحدث بين الزوجين نتيجة لكثرة الضغوط والمسئوليات .

٣-إهمال الزوجة لزوجها بسبب انشغالها بالبيت والأبناء.

 

أسبابها عند الزوجة :

١-شعور المرأة بفشلها في تحقيق أهدافها وأحلامها ومحاولة تعويض كل ذلك وتحقيق مالم يتم تحقيقه في المستقبل .

٢-تقدم العمر وشعور الزوجة بأن ذلك يهدد جمالها وأنوثتها مما يجعلها تحاول تغيير مظهرها الخارجي وعمل كل المحاولات للقضاء على أي علامات لتقدم السن.

٣-فقدان الزوجة للاحتواء والأمان من قِبل الزوج بسبب إهماله لها وانشغاله عنها.

 

على من تقع المسئولية في أزمة منتصف العمر ؟

أثبتت دراسات عديدة أن حالات الطلاق التي تقع بعد سن الأربعين سببها البرود العاطفي بين الزوجين وبعد كلًا منهما عن الآخر خاصة الزوج فقد يبحث عن امرأة أخرى تلبي احتياجاته النفسية ويلقي بمسؤولية كل ذلك كاملة على الزوجة مبررًا أفعاله بانشغالها عنه لكن هناك أسباب أخرى ذكرناها سابقًا ونضيف لها ضعف ثقافة الزوجين وعدم قدرتهما على احتواء بعضهما مما يؤدي إلى الفتور والملل الزوجي .

 

كيف نتغلب على أزمة منتصف العمر :

لكي نتغلب على تلك الأزمة لابد أن نحولها إلى بداية حياة جديدة عن طريق الاستفادة من تلك المرحلة والتخفيف من آلامها وتوترها

وذلك يتم عن طريق عدة خطوات منها :

١-الاهتمام بالرياضة ولو المشي نصف ساعة يوميًا وممارسة رياضة اليوجا والتأمل.

٢-إجراء حوارات ومناقشات عديدة مع الأصدقاء .

٣-الاتجاه إلى التغيير الإيجابي عن طريق وضع أهداف جديدة للمستقبل القادم.

٤-تناول أطعمة صحية ومكملات لزيادة الطاقة التي يحتاجها الجسم.

٥-التروي في اتخاذ القرارات وضرورة الحوار المستمر مع شريك الحياة.

٦- محاولة الزوجين احتواء كلًا منهما للآخر.

٧-الدعم القوي وغفران الذلات التي قد يتعرض لها أي من الطرفين.

 

علاقة التربية ونظرة المجتمع الخاطئة بأزمة منتصف العمر :

للأسف نشأ المجتمع الشرقي على نظرة خاطئة للمرأة وهي بمجرد بلوغها سن الأربعين ومابعده أصبحت متقدمة بالعمر في حين أنه سن النضج والحيوية.

بالمقابل ينظر للرجل في سن الخمسين ومابعده أنه أصبح متقدمًا بالعمر .

لكنها نظرة سطحية خاطئة بكل المقاييس.

 

هل استخدام لفظ “أزمة” صحيح أم خطأ؟؟؟

يرى كثير من علماء النفس أن استخدام لفظ “أزمة “على تلك المرحلة استخدامًا خاطئًا ذلك لأن كلمة أزمة تعني صعوبات لايمكن تجاوزها في حين أنها مجرد مرحلة والمرحلة لها العديد من الحلول لتخطيها مع وجود النضج العقلي والوجداني للزوجين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا