ما هي قصة النداهة؟
كتبت: فرح محمد محمود
اسطورة غامضة تداولها الناس عبر السنين كانت تتناقل بين الأجيال و تحكي عنها الاجداد و تحذرنا منها و تعرف باسم (النداهة). و كلمة النداهة هي صفة مؤنثة تدل على المرأة كثيرة النداء و ذِكر الاسم كثيرا. و كانوا الناس يصفونها انها فتاة في غاية الجمال والانوثة تستطيع أن تتشكل بأكثر من شكل و تلبس فستان ابيض و تنير في الظلام ولا تمشي مثل الانسان بل انها تطير في الحقول او المناطق الزراعية ولا يوجد تفسير لوجودها في هذه الأماكن لكن بالتفسير المنطقي لأنها أماكن ليست مأهولة بالسكان و مظلمة، و تقوم بالنداء بصوت ساحر و جميل لا يستطيع احد مقاومته. توارثنا هذه الاسطورة بالخوف من الجنية الفاتنة ان تسلب حياتنا و في افضل الحالات تقوم ب سلب هذا الشخص عقله لما رأى هناك و في كلا الحالتين فهي تترك اثر لا يزول ابدا. و يقول البعض انها لا تنادي علي الرجال فقط ف يوجد بعض النساء سلبتهم عقلهم و أصيبوا بالجنون.
توجد في كتب الأساطير اقاويل كثيرة انها الزوجة الاولى للشيطان و انها اشر منه ف هي من تقوم بجعل الرجال أن يبتعدوا عن الصلاة ويقومون بشرب الخمر و هي من تغوي الرجال ل يبتعدوا عن زوجاتهم، انا النساء ف تجعلهم يقومون ب خيانتهم ازواجهم و إهمال بيوتهم وأطفالهم.
و توجد أقاويل أنها امرأة سوداء قبيحة الشكل لذلك من يراها يصاب بالجنون. و اختلف البعض حول نوعها هل هي من البشر أو من انها جنية من عالم الجن و الشياطين و لكن البعض لديهم ادلة انها بشر لكن لقيت حتفها بأبشع الطرق على يد أحد القتلة عام ١٨٥٠ بإحدى القرى المصرية ب انها فتاة شديدة في الجمال قام احد الاشخاص ب قتلها و لم يتعرفوا عليه لحد الان لذلك هي تظهر و تنتقم من جميع الرجال.
يقول بعض الناس أن اختراعها السفاحين و القتالة حتى يغطوا على جرائمهم وأن تقيد ضد مجهول و يهرب المجرم من فعلته. و الكثير من المحققين أكدوا علي هذا ان المجرمين يرمون فعلتهم علي النداهة ل معرفتهم بايمان معظم الناس ب النداهة و وجودها، و يهربون دون معرفة من القاتل الحقيقي.
وبعض آخر قالوا أن اختراعها كان بغرض الحب. و يقولوا ان بعض الاحيان تقع الجنية في الحب و تقوم بالنداء على هذا الشخص الذي وقعت في حبه و تتزوجه و تأخذه ل عالمها السفلي و يختفي الشخص لكن عندما يعود يعود ميتاً و في هذه الحالة يقولون انه تخلى عن حبها او امتنع عنها فتقوم بقتله حتى لا يفشي أسرار عالمها السفلي او عقابا له.
و مازال لحد الآن في الأرياف يصدقون هذه الأسطورة و بل يؤمنون بها و ب انها موجودة ف يقولون عند اختفاء الاشخاص انهم ذهبوا للبحث عن الحب لدى النداهة و هذا يدل على حرمانه من الحب و وجوده.
النداهة ليست اسطورة محلية توجد في مصر فقط بل إنها عالمية توجد في العديد من البلاد و لكن توجد بأسماء أخرى لكن مضمونها واحد و هي النداهة مثلا في الخليج تسمى ب (أم الصبيان أو أم الدويس) اما في اليونان تسمي السيرينات و هي عبارة عن حورية تقوم بالغناء في البحر حتي تسيطر علي عقل البحارة و تخطفهم إلى أعماق المياه و لكن يصبح للبحارة مصيران هما ان لو الحورية طيبة و ملائكية ستأخذه الى شاطئ الامان و يعيش في سعادة و حب و لكن لو حورية شيطانية و شريرة ف هي ستأخذه ل شاطئ الظلمات و تقتله. و في اسبانيا تسمى ب( لا لورونا) المرأة الباكية تختلف هذه القصة قليلا عن النداهة لكنها اسطورة مثلها، يتم تداولها لتخويف الأطفال و ارعابهم و قصتها هي أنها امرأة جميلة كانت تقوم بالغيرة المفرطة على زوجها حتى قامت بقتله هو و اولادها و قامت بإلقائهم فى النهر و شعرت بعد ذلك بالندم و قامت بالبكاء على ضفة النهر على فعلتها ثم قامت بالانتحار ف لذلك تظهر ب صورة امرأة حزينة تبكي ليلا و تخطف الاطفال و النساء و تقتلهم.
و لحد الان لم تثبت وجودها او عدمه فمن جانب ان يوجد الكثير من الغموض و القصص المثيرة التي تقع بالفعل و من جانب اخر انه مجرد اسطورة انتشرت في الأرياف بسبب عدم وجود الوعي الثقافي وغياب التعليم لذلك انتشرت بين الناس للتسلية لعدم وجود تلفاز أو أي وسائل للترفيه. و في علم النفس فسروا انها مجرد مشاعر و رغبات مكبوتة ل جذب الانتباه.
و لحد الان لا يوجد دليل قطعي علي وجودها او عدمه.
